ويكشف مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أنّ طائرات تركية استهدفت مواقع "داعش" في بلدة صوران وقرية أم حوش المواجهتين مباشرة مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة في ريف حلب الشمالي، إذ شنت الطائرات التركية نحو ثماني غارات جوية، ليل يومي الجمعة والسبت، على نقاط تمركز عناصر التنظيم على خط المواجهة في ريف حلب الشمالي.
ويوضح المصدر، أنّ عناصر التنظيم التي تمّ استهدافها، هي النخبة في "جيش الخلافة"، والتي تعد القوة العسكرية المركزية في التنظيم. مشيراً إلى أنّ عناصرها تحمل الجنسيات الروسية والأوزبكية والطاجيكية والقرغيزية والصومالية واليمنية والعراقية. ويتمتع هؤلاء العناصر بخبرة قتالية في صفوف مختلف المنظمات السلفية الجهادية المتفرعة عن تنظيم "القاعدة"، ما دفع بقيادة التنظيم في الاعتماد عليهم في العملية العسكرية الكبيرة التي كان "داعش" يعتزم شنها ضد مناطق سيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، بعد عيد الفطر.
وتزامن قصف الطيران التركي لمواقع تمركز عناصر النخبة التابعة للتنظيم، في ريف حلب الشمالي بقصف مدفعي شنّته قطع المدفعية التركية المتمركزة على الجانب التركي من الحدود السورية ــ التركية، استهدف نقاط تمركز مقاتلي النخبة في قريتي غزل والتقلي القريبتين من بلدة صوران التي يسيطر عليها "داعش"، ما أدّى إلى مقتل عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم. واستمرّت سيارات التنظيم تنقل الجرحى والقتلى من الأماكن المستهدفة لأكثر من ساعتين.
ويلفت المصدر إلى أنّ الاستهداف التركي لعناصر "داعش"، تلاه سقوط ثلاثة صواريخ تركية على أكبر قاعدة اتصالات عسكرية تتبعه في ريف حلب. وتقع القاعدة في جبل الواش الواقع جنوب قرية الواش إلى الشمال الغربي من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي. وتتألف القاعدة المستهدفة من محطة اتصالات لاسلكية في مبنى يقع على أعلى الجبل، ويوجد في محيطه ست هوائيات ضخمة يعتمد عليها التنظيم في تشغيل شبكة اتصالاته اللاسلكية في ريف حلب الشرقي.
اقرأ أيضاً: أردوغان يتعهّد بمحاربة الإرهاب ويفتح القواعد للتحالف ضد "داعش"
ويشير المصدر إلى أنّ سقوط الصواريخ، تسبّب في حالة هلع بين سكان القرى المحيطة في المنطقة، وخصوصاً سكان قرية شدود القريبة من جبل الواش. ولم يتمكن المصدر من تحديد حجم الأضرار التي لحقت قاعدةَ الاتصالات العسكرية التابعة لداعش نتيجة القصف التركي.
في المقابل، بدأ التنظيم، صباح أمس السبت، بعملية إعادة تموضع عناصره المنتشرة في مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي وقرب الحدود السورية ــ التركية، بهدف تفادي ضربات تركية جديدة. وأعاد عناصر "داعش" الذين تم توزيعهم، أخيراً، على الجانب السوري من الحدود المشتركة الانتشار في المنطقة الممتدة من بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي الشرقي حتى قرية باب ليمون على الحدود التركية.
ويرى مصدر محلي أنّه "بات على التنظيم مواجهة قوات المعارضة السورية وقوات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري في ريف حلب وحده، بالإضافة إلى مواجهة قصف طيران التحالف الدولي وطيران النظام السوري وطيران الجيش التركي والقصف المدفعي والصاروخي التركي". مشيراً إلى أنّ هذه الضربات النوعية وغير المسبوقة ضد التنظيم، ستسبّب حالة إرباك في صفوفه.
ويلفت المصدر إلى أنّ دخول القوات التركية على خط محاربة "داعش" في ريف حلب سيؤدي إلى إفشال مخططات التنظيم الرامية إلى التوسع في المنطقة، إذ يسيطر على الجانب السوري من الشريط الحدودي مع تركيا وصولاً إلى مدينة إعزاز، ما يمكّنه من قطع الإمداد عن فصائل المعارضة المسلّحة.
وينقل المصدر الكرة إلى ملعب فصائل المعارضة في ريف حلب، والتي بات من المرجح أن تتسلّم زمام المبادرة في وقت قريب، وتوجه قواتها إلى استغلال الهجوم التركي ضد التنظيم، لتقضي الفصائل عليه بالتنسيق مع الطيران التركي، وخصوصاً أن القوات الكردية التي كانت مرشحة سابقاً لهذه المهمة، أصبح ممنوعاً عليها التمدد، في طبيعة الحال، إلى مناطق سيطرة "داعش" الحالية والتي تعتزم تركيا تأسيس منطقة آمنة فيها.
اقرأ أيضاً: تركيا تضرب "الكردستاني" وتسعى إلى منطقة خالية من "داعش"