كارول... المرأة التي تقف وراء تهريب كارلوس غصن من اليابان؟

03 يناير 2020
الزوجان غصن في مهرجان كانّ 2017 (Getty)
+ الخط -
بالرغم من إنكار الرئيس السابق لتحالف "نيسان" و"رينو" اللبناني - الفرنسي، كارلوس غصن، الشديد، أيّ دور لزوجته كارول في "تحريره" من إقامته الجبرية في اليابان، وسفره إلى لبنان، فالزوجة، وكما شهد العالم، ناضلت بكلّ الوسائل لإخراج زوجها من "أسره" الياباني وأيضاً في تبرئته من كلّ الاتهامات التي وجّهت إليه، بل لم تتأخر عن مخاطبة رؤساء دول مهمة لإقناع اليابان بإطلاق سراحه.

ومثلما كتبت "لوفيغارو"، يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإنّ هذه السيدة التي ولدت سنة 1966، حرصت، منذ بداية القضية، على أن تظلّ متحفظة، فلم تخرُج عن صمتها إلّا من أجل الدفاع عن زوجها. ويتذكر الجميع ما صرحت به كارول، التي أطلقت عام 2009، علامة تجارية من القفطان الفاخر، لمجلة "باري ماتش" الفرنسية من أنّ كلَّ ما يَهُمُّها هو أن "يُعامَل زوجُها بكرامة".

كارول هي الزوجة الثانية لكارلوس غصن، كما أنّها كانت قبل لقائها برجل "رينو" القوي، متزوجة ورزقت من زوجها الأول بثلاثة أبناء. كثيرون في فرنسا والعالَم يعرفون كارول بفضل حفلة الزواج الباذخ التي نظمها الزوجان في فيرساي، في شهر مايو/ أيار 2016، وكانت كارول حينها في الخمسين. وقد رغب كارلوس في تخليد هذا الزواج، بهذه الطريقة الباذخة وفي هذا المكان الشهير، وهو ما عبّر عنه، كما تنقُلُ عنه مجلة "تاون أند كونتري"، الأميركية، بالقول: "حين توجّهون الدعوة إلى ضيوف للقدوم إلى منزلكم، يجيبون: ربما. وحين تدعونهم إلى فيرساي يُهرولون".


لا شك في أنّ السيدة كارول غصن عرفت كيف تعبّر عن الوفاء لزوجها، ليس فقط في أيام الرغد، الكثيرة، بل في أيام الشدة أيضاً. وهو ما دفعها لطرق كلّ الأبواب، من رؤساء دول، كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصولاً إلى لفت أنظار الجمعيات الحقوقية، مثل "هيومان رايتس ووتش" للوضعية القاسية التي عاشها زوجها في اليابان، وهي وضعية يعرفها الجميع، ولا ينتقدها إلّا القليل، مراعاة لعدم إغضاب الحليف الياباني القوي. وكان من الضروري أن تمتدح الزوجة دور زوجها في إنقاذ شركة "نيسان" اليابانية من الإفلاس عام 1999.

كل شيء جائز من أجل إنقاذ الزوج، هكذا كانت فلسفة كارول غصن، ولهذا لم تتردد في استحضار صحة زوجها، الذي أصبح بعد اعتقاله في اليابان "يعيش كابوساً حقيقياً"، كما أنّ سبب حياتها الوحيد، كما تقول "هو أن أكافح من أجله".

وتضيف: "هذا الظلم هو ما يمنحني القوة، بينما كان عليّ أن أنهار. وأنا أعاني بصبر من أجله، كي أكون إلى جانبه حين يخرج"، كما صرحت لمجلة "باري ماتش".

ضاعفت كارول، الأميركية - اللبنانية، من الضغوط على كلّ من يستطيع ممارسة الضغط على اليابان لإطلاق سراحه أو محاكمته بعدالة، وأيضاً لتقديم روايتها في هذه القضية. وصرحت في لقاء لها مع صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" بأنّ زوجها "يُعتَبر مذنباً في وسائل الإعلام" وبأنّ كثيرين نسوا ما فعله من أجل شركتي "رينو" و"نيسان". وعبّرت، في لقاء لها مع راديو "ار تي ال"، عن جزعها من عزلة زوجها في السجون اليابانية.

لا شك في أنّ هذه السيدة استثنائية، فهي تبدو كنمرة مستعدة للوثوب لإنقاذ زوجها. ولا تبخل صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، على لسان الصحافي، دافيد بارو، في إطلاق أوصاف سينمائية في حق كارول غصن: "هي شخصية فيلم أو رواية" و"في مقابل صورة زوجها، الذي هو مزيجٌ ما بين بطل بائس في فيلم ميدنايت إكسبرس والكونت دي مونتي كريستو، هي بطلة سينما مستوحاة من الملكة ماري- أنطوانيت أو من أحد شخوص فيلم أرغو".


لا أحد يستطيع أن يثبت دوراً محدّداً لكارول غصن، في استعادة زوجها حريته، وهو ما يؤكده الصحافي دافيد بارو، حين يكتب: "قد يصفها البعض، اليوم، باعتبارها المنظِّمَة السريّة لعملية إنقاذ زوجها على طريقة جيمس بوند- لكنّها على أيّ حال لم ترتجف، وهي تحتفل في بيروت بالعام الجديد مع الرجل الذي تزوجته سنة 2016".

ويتابع: "من المفترض أن يكون للسيدة الحاصلة على دبلوم في العلوم السياسية، والمعروفة بفضل عملها في الأقمشة، أو بتذوقها الفن، بعض الأصدقاء في الأجهزة السرية حتى تنجح في إخراج أشهر شخص موضوع تحت الإقامة الجبرية من طوكيو". وفي النهاية، "أراد اليابانيون حرمانها من رؤية زوجها، لكنّ هذه السيدة هي التي ستحرم اليابانيين من رؤية زوجها".