استكمالاً لترميم أرشيفه الذي يستخدم تقنيات تبرز التباين اللوني وإمكانية تقديمه من زوايا مختلفة توثّق فترات ماضية، يفتتح معرضه "ذكرى – حوار مع الماضي" عند السادسة من مساء غدٍ الأربعاء في "المتحف الوطني الأردني" في عمّان، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل.
يضمّ المعرض خمسين صورةً لعمّان والقدس بصورة خاصة، ولمدن عربية أخرى تعكس حقبة زمنية شهدت تنوعاً ثقافياً وتعايشاً، انتهى مع احتلال المدينة المقدسة، ومعظمها منفذة بالأبيض والأسود، وبعضها مطبوع على قماش، والباقي على ورق التصوير.
يتساءل الفنان في البيان الصحافي: "كيف يرانا اليوم أولئك الذين نشاهدهم في هذه الذكريات الحية؟ ماذا سيقولون عن حاجاتنا للسعي المستمر لإيجاد حلول تكنولوجية جديدة للمشاكل التي أنشأناها خلال الفترة القصيرة من تاريخ البشرية؟".
الأعمال المعروضة تشكّل امتداداً لسلسلة قدّمها باون في معرضين سابقين حول الهلال الخصيب، اختتم آخرهما نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي في "دارة الياسمين" في عمّان، وقدّم فيه 28 صورة أرشيفية لأماكن في دمشق وحلب وحماة وبغداد وبيروت في الثلث الأول من القرن العشرين، إضافة إلى عرضه أعمالاً للقدس وعمّان في الفترة ذاتها.
تعكس الصور تنوّعاً في مظاهر الحياة، سواء في تناولها للأزياء الرجال والنساء، وعدد من الفضاءات العامة التي تصوّر معمار المنطقة ووسائل النقل والتعامل اليومي داخل المدن وأريافها، وتبيّن التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية الجارية حينها.
يشتغل المصوّر البريطاني على معالجة التلف الذي أصاب هذه الصور، ويقوم على دمج بعضها التي التقطت لأبنية أو مشاهد متقاربة وعرضها مركبة على شكل بانوراما، كما في صورة لوسط البلد في عمّان الأربعينيات، أو قبّة الصخرة في الحرم القدسي، إلى جانب إظهاره أكبر قدر من التفاصيل عبر إعادة نسخها بتخفيف درجة سطوعها.
يذكر أن كالفن باون أقام في مصر لأكثر من عقد، ويعتقد بأن الهلال الخصيب لا يضمّ العراق وبلاد الشام فقط، بل يشتمل على جغرافيا مجاورة في بعض الحقب التاريخية، مثل مصر وأجزاء من الجزيرة العربية، نتيجة وجود تشابه بين هذه المناطق في وسائل الإنتاج والعمارة والأزياء، وهي المجالات الأساسية التي يتتبّعها في توثيقه البصري.