كان عاماً مليئاً بـ... ماذا نقول؟ يمكن الاستعانة بعموميّات تحمينا من الغوص في تفاصيل، كأن نقول إنّ ثمّة لحظات كانت جميلة وأخرى قاسية. ونقول إنّ ظروفاً صعبة ألمّت بنا وأقعدتنا في أسرّتنا في حالة شرود. لا أفكار ولا مشاعر. صدمة وصمت ورغبة في الاختفاء بعيداً عن البشر وأماكنهم. ثمّ نفيق ونغادر سريراً ونُزيل أغطيته ونغسلها ونشمّ رائحتها مجدداً. لا أثر لنا عليها، صارت نظيفة منّا، وسنعود إلى الحياة لتختلط رائحتنا بها وتختفي في كثرة الروائح.
كيف بدا العام؟ لطيفاً أم قاسياً أم دافئاً أم مأساوياً أم حزيناً أم سعيداً أم تشكيلة من كلّ ما سبق، أم أكثر ميلاً إلى الكآبة منه إلى التفاؤل؟ كان عاماً تكرّرت فيه أحداث ولحظات وقصص ومشاعر وولادات وموت ومرض. وكان عاماً مليئاً بخيبات أمل للمتفائلين ومزيد من التشاؤم للمتشائمين.
ربّما كان عاماً أُثقِل بالهموم وأثقلنا بالأحداث، وكان عاماً في عجلة من أمره، جعل ناسه جميعاً يتحدّثون بسرعة ويفكرون بسرعة ويشعرون بسرعة، وكأنّ الأعوام المقبلة ستفلت من بين أيديهم. كيف الحال اليوم؟ لا بأس أو جيد أو "رواق"... مجموعة من أجوبة لا معنى لها ولا روح فيها. مِثل مكعّبات نضعها فوق بعضها البعض وتبقى جامدة إلى أن نعمد إلى تفكيكها. وعباراتنا ستحمل معاني كثيرة إذا ما عمدنا إلى تفكيكها.
واليوم، قبل أيّام على بدء عام جديد، نحاول أن ننسى أيّامنا فيه، وكأنّنا كنّا ضيوفاً على عشاء، ثمّ غادرنا، لتبقى حكايا عالقة على الألسن وفي الهواء.
اقــرأ أيضاً
وكان عاماً مليئاً بالبحث عن أشياء كثيرة فينا. ما موقفنا من هذا وذاك؟ وما موقفنا من كل هذه القضايا؟ ولماذا يجب أن نعلن موقفاً. الحياد ينمّ عن غباء أو خوف. هكذا يقول كثيرون، لكنّه أيضاً قد يكون شوقاً إلى الذات التي ننساها غالباً، في خضم القضايا التي ننشغل فيها. ولن نقول إنّنا عدنا إلى هذه الذات، لأنّنا نخشى أن نغرق فيها. ثمّ قد نهرع إلى كلّ هؤلاء في الخارج ونسألهم أن يحتضنونا قبل أن نعود إلى أسرّتنا.
كان عاماً مليئاً بقصص سعيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومهاجرين سعداء، وعشاق سعداء، وقلّة يتحدثون عن تغيير وينتقدون مسؤولين. كان عاماً مليئاً بـ "الافتراضية" والصور الجميلة، وكأنّنا نعيش في كندا افتراضية...
بل كان عاماً مملاً فارغاً إلا من أحداث شخصية قاسية، وكثير من المتعبين على الأرض. لكن حين نكبر، قد نقول "رزق الله على أعوام زمان". أيّ ماضٍ، مهما كان، قد يحمينا، ولا نعرف المسؤول عن هذه الفكرة. كان عاماً مليئاً بالبحث عن لحظاتٍ ثابتة. وكان عاماً...
كيف بدا العام؟ لطيفاً أم قاسياً أم دافئاً أم مأساوياً أم حزيناً أم سعيداً أم تشكيلة من كلّ ما سبق، أم أكثر ميلاً إلى الكآبة منه إلى التفاؤل؟ كان عاماً تكرّرت فيه أحداث ولحظات وقصص ومشاعر وولادات وموت ومرض. وكان عاماً مليئاً بخيبات أمل للمتفائلين ومزيد من التشاؤم للمتشائمين.
ربّما كان عاماً أُثقِل بالهموم وأثقلنا بالأحداث، وكان عاماً في عجلة من أمره، جعل ناسه جميعاً يتحدّثون بسرعة ويفكرون بسرعة ويشعرون بسرعة، وكأنّ الأعوام المقبلة ستفلت من بين أيديهم. كيف الحال اليوم؟ لا بأس أو جيد أو "رواق"... مجموعة من أجوبة لا معنى لها ولا روح فيها. مِثل مكعّبات نضعها فوق بعضها البعض وتبقى جامدة إلى أن نعمد إلى تفكيكها. وعباراتنا ستحمل معاني كثيرة إذا ما عمدنا إلى تفكيكها.
واليوم، قبل أيّام على بدء عام جديد، نحاول أن ننسى أيّامنا فيه، وكأنّنا كنّا ضيوفاً على عشاء، ثمّ غادرنا، لتبقى حكايا عالقة على الألسن وفي الهواء.
وكان عاماً مليئاً بالبحث عن أشياء كثيرة فينا. ما موقفنا من هذا وذاك؟ وما موقفنا من كل هذه القضايا؟ ولماذا يجب أن نعلن موقفاً. الحياد ينمّ عن غباء أو خوف. هكذا يقول كثيرون، لكنّه أيضاً قد يكون شوقاً إلى الذات التي ننساها غالباً، في خضم القضايا التي ننشغل فيها. ولن نقول إنّنا عدنا إلى هذه الذات، لأنّنا نخشى أن نغرق فيها. ثمّ قد نهرع إلى كلّ هؤلاء في الخارج ونسألهم أن يحتضنونا قبل أن نعود إلى أسرّتنا.
كان عاماً مليئاً بقصص سعيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومهاجرين سعداء، وعشاق سعداء، وقلّة يتحدثون عن تغيير وينتقدون مسؤولين. كان عاماً مليئاً بـ "الافتراضية" والصور الجميلة، وكأنّنا نعيش في كندا افتراضية...
بل كان عاماً مملاً فارغاً إلا من أحداث شخصية قاسية، وكثير من المتعبين على الأرض. لكن حين نكبر، قد نقول "رزق الله على أعوام زمان". أيّ ماضٍ، مهما كان، قد يحمينا، ولا نعرف المسؤول عن هذه الفكرة. كان عاماً مليئاً بالبحث عن لحظاتٍ ثابتة. وكان عاماً...