استمع إلى الملخص
- استهدفت قوات النظام منذ بداية العام 13 مدرسة في المنطقة، مما يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني ويقوض مقومات الحياة والعملية التعليمية، وفقًا للدفاع المدني السوري.
- نزح أكثر من 8 آلاف شخص من أرياف حلب وإدلب نحو مناطق آمنة نسبيًا قرب الحدود التركية، مع استمرار حركة النزوح بسبب القصف المتواصل.
تتواصل حركة النزوح شمال غربي سورية، وسط ظروف صعبة يعيشها السكان، يفاقمها القصف الذي يستهدف المرافق العامة التعليمية والصحية المحيّدة عنه بموجب القانون الدولي الإنساني. وشهدت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي موجة نزوح جديدة للسكان، بعد منتصف ليل أمس الجمعة، جراء القصف الذي استهدف أحياءها، وتزامن أيضاً مع قصف مدينة سرمين في ريف محافظة إدلب الشرقي.
وأوضح الدفاع المدني السوري، اليوم السبت، أنّ قوات النظام السوري استهدفت، بعد منتصف الليلة الماضية، مدرستي الثانوية العامة وثانوية البنات في مدينة الأتارب، كما استهدفت بقصف صاروخي في ذات التوقيت المركز الصحي التابع لمنظمة "سامز" (الجمعية الطبية السورية الأميركية)، في مدينة سرمين، ما تسبب بأضرار في المركز.
وكشفت فرق الدفاع أنّ قوات النظام استهدفت منذ بداية العام الحالي 13 مدرسة في منطقة شمال غرب سورية، مشيرة، في بيانين منفصلين عبر "فيسبوك"، إلى أنّ الهجمات الممنهجة على المنشآت التعليمية والمرافق الطبية المحايدة "هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني، وهو تعمد لتقويض مقومات الحياة والعملية التعليمية".
وبخصوص القصف على المركز الصحي التابع لمنظمة "سامز" في مدينة سرمين، أوضح المسؤول الإعلامي في المنظمة معاوية آغا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "سقوط صاروخ في حديقة المركز أثناء القصف الذي طاول الأحياء السكنية تسبب بتدمير الأبواب والنوافذ وإلحاق أضرار داخلية عديدة بالمركز". وقال: "هذا الحادث المؤلم تسبب في إيقاف تقديم الخدمات الطبية مؤقتًا لإجراء الإصلاحات التي لحقت بالمركز".
وأضاف آغا "يُقدم المركز خدمات صحية شاملة تشمل العيادات؛ الداخلية، النسائية، الأطفال، الأسنان، الأمراض المزمنة، والتغذية، بالإضافة إلى خدمات التوليد الطبيعي والطوارئ المتوفرة على مدار 24 ساعة. كما يوفر المركز اللقاحات الروتينية، التحاليل المخبرية، وخدمات الصيدلية لتلبية احتياجات الأهالي"، مشيراً إلى أنّ المركز "يخدم شهرياً ما يقارب خمسة آلاف مستفيد من سكان سرمين والمناطق المجاورة مثل إفس، النيرب، معارة عليا، قميناس، مما يجعله مرفقاً حيوياً لتقديم الرعاية الصحية في هذه المنطقة".
نزوح أكثر من 8 آلاف شخص شمال غربي سورية
وعطّل قصف مدينة الأتارب العملية التعليمية، اليوم السبت، رغم حالة الهدوء النسبي منذ ساعات الصباح الأولى. وأوضح محمود أبو المجد، وهو أحد سكان المدينة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ المدينة قصفت الليلة الماضية بأكثر من 20 قذيفة. وقال: "من الجيد أن الخسائر كانت مادية فقط، لم ننم الليلة الماضية، وكثير من العوائل نزحت خارج المدينة".
وأضاف أبو المجد: "استهدف القصف أيضاً مدرستي دار الوحي والثانوية العامة للبنات في المدينة، دائماً ما نتعرض للقصف وفي الغالب يكون خلال ساعات الليل لترهيب الأطفال وإثارة الرعب. ليس هناك أماكن ننزح إليها، وهناك من اتجهوا لأقاربهم خارج المدينة".
ووفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية" الأخيرة، شهدت خطوط التماس شمال غربي سورية حركة نزوح لأكثر من 8 آلاف شخص، في أرياف حلب وإدلب باتجاه مناطق آمنة نسبياً قريبة من الحدود السورية التركية، مشيراً، في بيان له، إلى أنّ حركة النزوح "لا تزال مستمرة".