"ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، بهذا المثل المصري الشهير، علق الناشطون على أداء الكتائب الإلكترونية المساندة للنظام في مصر، التي كرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحديث عنها، مع قضية اعتداء نقيب الداخلية أحمد سمير بالرصاص على سائق ميكروباص يوم الأربعاء الماضي بمنطقة الألف مسكن بالقاهرة.
قلب الحقائق، والتضامن مع المعتدي، واللعب على العواطف، كانت الأسلحة، لتحويل المواطن المصاب لمعتدٍ، والضابط المعتدي لضحية، وكلها لم يستغربها الناشطون.
مواقع إخبارية، متهمة بأنها تُدار من الأجهزة الأمنية، نشرت في اليوم الثاني للحادث، وبعد صدور القرار بحبس النقيب 4 أيام على ذمة التحقيق، صوراً للمتهم وتبدو عليه إصابات بالوجه، إثر اعتداء سائقي سيارات الميكروباص عليه، تضامناً مع زميلهم، ولكنها بدلت شهادات شهود العيان، الذين أكدوا اعتداءهم على الضابط بعد إطلاق النار على زميلهم.
وأشارت إلى أن الضابط استخدم سلاحه بعد الاعتداء، وهو غير منطقي أصلاً، فكيف سيخرج سلاحه ويعتدي على السائق، وهو مصاب بهذه الدرجة التي يوحون بها، كما علق ناشطون.
وتلقفت برامج "التوك شو" القضية، لتلعب على عواطف المشاهدين عبر المداخلات الهاتفية، إذ أطلت والدة الضابط مع جابر القرموطي على فضائية "أون تي في"، تحكي رواية ابنها المسكين، الذي تلقى الضرب والإهانة من السائقين، وخرجت منه الرصاصات البريئة بالخطأ، حينما حاول المواطنون "البلطجية"، الاستيلاء على سلاحه، وهي رواية لم تنطل على أحد، وعبر كثيرون عن استيائهم من سوء حبكتها.
كما عبر مصطفى بكري على قناة "صدى البلد"، الذي انفرد بعرض فيديو للضابط أثناء شرحه المفصل للحادث من وجهة نظره، وهي فيديوهات تصدرها وزارة الداخلية، وينفرد بها المقربون منها، وحاول الضابط خلالها استعطاف المشاهدين، وتصوير السائقين والأهالي بالبلطجية المعتدين.
وكانت تتمة الحلقات من "كتائب السيسي"، التي هدد بإقفالها لمواقع التواصل، أثناء اجتماع علني له مؤخراً، فقامت بتدشين وسم تحت اسم "#متضامن_مع_الضابط_أحمد_سمير"، يتضامنون فيه مع الضابط "البريء" في وجه "البلطجية"، ورغم أن الوسم يدين النيابة التي أمرت بحبس الضابط، وهي التي طالما تغنوا بمهنيتها وعدلها عندما كانت تحبس خصومهم، وكذلك يدين وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، الذي أحال الضابط للتحقيق.
واستطاع الوسم الوصول لقائمة الأكثر تداولاً على "تويتر"، فيما يعد تدشيناً حقيقياً لعملهم الموكلين به، ودليلاً على زيادة عددهم وتأثيرهم مؤخراً، فبصمات حساباتهم واضحة، من متاجرة بالجيش وصور الزي العسكري، وحداثة عمر حساباتهم، ومستواهم الفكري، الذي لا يصمد مع أي نقاش منطقي، وكذلك شتم المعارضين، والذي وصل لحد سب أهل منطقة الألف مسكن.
وانتشرت على الوسم التغريدات المطبلة للداخلية والجيش، والمدافعة عن الضباط والأمناء، والمروجة لأخبار عودة السياحة، والوظائف الخالية الوهمية، والتي تلعب على أحلام الشباب الذي يعاني من البطالة، وبث الكراهية والحقد على ثورة يناير.
وقال مقاتل مصري: "كان لازم يموت الأول عشان يبقى شهيد والسواقين يبقوا بلطجية وحتت محامي بشلن يطلعهم براءة #متضامن_مع_الضابط_أحمد_سمير"، وفقد بعضهم بوصلته فهاجم الجميع دفاعاً عن الداخلية، فقالت "بنت مصر الغالية": "#متضامن_مع_الضابط_أحمد_سمير، حكومة مرتعشة، وزير مرتعش، قضاء مرتعش، عدالة مايلة ... حسبنا الله ونعم الوكيل".
Twitter Post
|
واتهم أحد الحسابات والذي يلقب نفسه بـ "فاضح العملاء" أهالي الألف مسكن جميعاً وقال:
"معظم سواقين ألف مسكن اللي ضربوا ظابط الشرطة كانوا بينقلوا الإخوان في كل مظاهراتهم..الإرهابيين انتقلوا من مرحلة الشائعات إلى الاستفزاز المباشر".
ولم يخل الوسم من أصحاب المنطق والمنتقدين، فتعجب أسامة: "النيابة أمرت بحبسه 4 أيام، وزارة الداخلية أوقفته عن العمل، واحنا نقول #متضامن_مع_الضابط_أحمد_سمير على أساس إيه؟؟ ده تشكيك في النيابة والداخلية على فكرة"، واستنكرت رانيا تضامن الجنس اللطيف الذي أهانه الضابط وقالت: "طيب والستات المتضامنة معاه مش حاسين بالإهانة إنه استخدم المرأة كشتيمة وقاله هاتعيش زي المرا؟! عالم مهزأة صحيح #متضامن_مع_الضابط_أحمد_سمير".