والمنشور الذي يحمل اسم "كتاب من أجلك"، يضم مجموعة قصصية كلاسيكية وقصائد مترجمة إلى العربية، ويهدف للترحيب بالأطفال في هولندا.
ويعتبر هذا الكتاب الثاني من نوعه، إذ سبقه كتاب "الطائر الأحمر" الذي نُشر في السويد قبل سنتين للكاتبة نفسها.
وفي لقاء مع "العربي الجديد"، تحدثت ماريت تورنكفيست بشكل موسع حول مشروعها الذي بدأته ولم ينتهِ بعد، وأشارت إلى أن الفكرة رأت النور بعد تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ففي السويد ما يقارب 300 ألف لاجئ أتوا في السنتين الأخيرتين، وهناك ما لا يقل عن 300 لاجئ في القرية التي نشأت فيها الكاتبة في الريف السويدي.
وفي زيارتها الأولى إلى أحد مراكز اللجوء في السويد، لامست ماريت مودة الناس وترحيبهم، وقامت بجلب القصص المصورة للأطفال، إلا أنها لاحظت صعوبة تعامل الطفل مع القصص كونها باللغة السويدية، ومن هنا ولدت فكرة الكتاب الأول، إذ كان لا بد من بناء جسور بين الثقافتين العربية والغربية، لأن الأطفال اللاجئين لا يحتاجون فقط للطعام والمأوى، بل يجب تقديم شيء إلى عقولهم، وذلك لتطوير مهاراتهم وخبراتهم، كما ترى الكاتبة.
ويتضمن الكتابان قصصا تاريخية كلاسيكية إضافة إلى قصائد لأشهر الكتّاب الهولنديين والسويديين، ما يغني معرفة الطفل بثقافة بلد اللجوء ويضعه وتلاميذ هذه البلد على مستوى متقارب تعليمياً وثقافياً، إضافة إلى وجود قصص عالمية يألفها الأطفال من شتى بلدان العالم، كقصة الذئب والخراف السبعة والفتاة ذات الوشاح الأحمر، الأمر الذي يُشجع الأطفال على قراءتها والتطلّع إلى مختلف الكتب الأخرى.
وقامت ماريت بطباعة 30 ألف نسخة من كتابها الأول "الطائر الأحمر" مترجمة إلى اللغة العربية في السويد، كما تمت طباعة 5 آلاف نسخة من الكتاب الثاني "كتاب من أجلك" في هولندا، وتتطلع ماريت إلى جعل هذه الفكرة واسعة الانتشار، فبادرت إلى دعوة عدد من الكتاب والشعراء والرسامين الهولنديين لمشاركتها الفكرة، التي لاقت حماسة وقبولا كبيرين.
وحرصاً على حصول جميع الأطفال على نسخ متوفرة من الكتب المترجمة، قامت الرسامة ماريت بالتواصل مع منظمة رعاية اللاجئين في مراكز اللجوء في هولندا، وسؤالها عن أعداد الأطفال في هذه المراكز، لإيصال نسخ من القصص إليهم، وقد ذكرت ماريت أن لا فرق بين هؤلاء الأطفال وأقرانهم من الأوروبيين، سوى أن لديهم قصصاً مروعة تحمل الخوف والحزن جاؤوا بها من بلادهم الأم، لذلك دائماً ما تخبر الأطفال بأن عليهم أن يتحلوا بالإيمان والإصرار واللحاق بالأثر الذي يقودهم للنجاح دون خوف من هذا العالم.
واختتمت الكاتبة حديثها موجهة الكلمة إلى الحكومات الأوروبية، مطالبة إياها بالعمل على جلب اللاجئين العالقين في اليونان، فوجودهم في ظروف الشتاء القاسية هو عار على البشرية وعار يُلطخ وجه أوروبا، كما دعت إلى التوقف عن استخدام اللاجئين كفزاعة في أوروبا. وترى ماريت أن على الشعوب الأوروبية مد جسور التواصل وبناء علاقات متينة مع القادمين الجدد.
يذكر أن ماريت تورنكفيست ولدت في السويد عام 1964 من أب سويدي وأم هولندية، وانتقلت للعيش في هولندا مع والديها وهي في الخامسة، حيث التحقت هناك بأكاديمية خيرت رايتفيلد وتخرجت بعد خمسة أعوام رسامة توضيحية، ونشرت أول كتاب لها وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، كما نالت أكثر من 42 جائزة دولية ومحلية ونُشرت رسومها التوضيحية في أكثر من 19 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وهولندا والسويد وأميركا وتركيا وفلسطين.