كراكوف... رحلة إلى العمق الثقافي الأوروبي

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
20 نوفمبر 2018
EB2F6758-1F63-48B0-8A26-E0DFCDB3C111
+ الخط -
تكتسب العواصم عادة شهرة واسعة نظراً لمركزها السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن مدناً كثيرة تتفوق على عواصمها، وتصبح نقطة جذب لافتة.

إنها كراكوف، ثاني أكبر المدن البولندية، والأكثر شهرة وجمالاً. تختزن إرثاً ثقافياً حضارياً وتاريخياً يعود لمئات السنين. جمال طبيعتها من جهة، وأثارها وفنها المعماري من جهة أخرى، عوامل تجذب السياح من كافة دول العالم.

كراكوف واحدة من أقدم المدن البولندية، تقع على ضفاف نهر فيستلا، يعود تاريخها إلى القرن السابع ميلادي.

وكانت عاصمة مملكة بولندا من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر. في العام 2000 تم اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية، وهي ما زالت حتى الآن المركز الأهم لاستقطاب الشعراء والكتاب بين كافة المدن الأوروبية. فلتكن الوجهة هذا الشهر لتغذية الروح، والاستمتاع بالعمق التاريخي الأوروبي.

جولة في المدينة

لاكتشاف المدينة لا بد من التجول سيراً على الأقدام. في الساحة العامة، تندهشون من عظمة المكان، الكنائس والكاتدرائيات والمباني السكنية، تعيدكم إلى القرون الوسطى. فقد كانت الساحة العامة هذه مركز الحياة السياسية البولندية من العام 1038 حتى 1596.

هناك يمكنكم زيارة كنيسة سانت ماري، حيث كان يتوج فيها ملوك بولندا. كما تزورون برج تاون تاون والذي يرتفع في الهواء لمسافة قدرها 70 متراً.

أما في الأزقة والشوارع الضيقة، فتصادفون الكثير من المواهب الشابة: عازفون، رسامون، يقدمون أجمل ما لديهم. وفي شارع فلوريانسكا، تعودون إلى الحقبات الزمنية الماضية. يكتسب الشارع شهرته من الأنماط المعمارية المتباينة. بعض المباني تتباهى بالتأثيرات القوطية (نوع من الفن المعماري المجري)، فيما أخرى تتميز بالنمط النيو كلاسيكي.

الآثار القديمة

 التعرف على تاريخ المدينة، يتطلب منكم زيارة قلعة فافل الملكية الواقعة وسط المدينة. تم بناء القلعة في القرن 11. تتميز بتقسيمها واحتوائها على الكثير من المقتنيات التي تعود إلى عهد الملكية. وعلى مقربة منها، تقع كاتدرائية فافل، والتي تحتوي رفاة الملوك، والأبطال، والكثير من الفنانين والشعراء.

ولأن المدينة ثقافية بامتياز، لذا لا بد من استغلال فرصة زيارة المتاحف. تحتوي كراكوف على عشرات المتاحف التي تعرض جزءاً من تاريخ المدينة، ويمكنكم زيارتها دون تسديد أي رسوم في الأيام المجانية، وهي كل يوم ثلاثاء. يمكنكم زيارة متحف رينك تحت الأرض، وهو متحف يسمح باكتشاف تاريخ المدينة بأكملها، من العصر الحجري إلى التاريخ الحديث، كما يقصد السياح متحف الآثار، ومتحف الفن المعاصر.


الترفيه أيضاً متاح

كراكوف مدينة مثالية للعائلة، نظراً لما تحتويه من متنزهات، محميات طبيعية، وأماكن ترفيهية. يستمتع الأطفال والكبار على حد سواء بزيارة حديقة بلانتي بارك.

حديقة كبيرة تضم مئات الأشجار النادرة، وبحيرات اصطناعية تزيد من جمالها. كما يقصد الزوار حديقة النباتات بوتونيكال، وكراكوفسكي بارك، علاوة على محمية أويتسوفسكي بارك التي تبعد عن المدينة 16 كلم، وهي من أجمل المحميات الطبيعية أوروبياً.

ولا تفوتوا فرصة زيارة جسر Kladka Bernatka، والذي يربط جزئي المدينة معا، يمكنكم التنزه هناك، التقاط أجمل الصور، الاستماع إلى عزف الموسيقيين، أو حتى مشاهدة الألعاب البهلوانية العديدة. يعود تاريخ بناء الجسر إلى عصر الإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو من الأماكن الأثرية الهامة في كراكوف.

رحلة في الأسواق التقليدية

تعد مدينة كراكوف من أبرز الأماكن للتسوق بين المدن البولندية، وحتى الأوروبية. تحتوي على أسواق تقليدية قديمة، وهي مناسبة لشراء القطع الفنية، والهدايا التذكارية. كما تحتوي أسواقاً جديدة تعرض أفخر العلامات التجارية بأسعار تنافسية.


البداية من سوق سوكينيس، أو سوق القماش. واحد من أقدم مراكز التسوق في العالم، يعود تاريخه إلى أكثر من 700 عام. يتميز السوق بهندسته المعمارية الفريدة والضخمة. تعرض فيه الكثير من المنتجات الحرفية واليدوية، الأقمشة، الجلود وغيرها من المنتجات وبأسعار رخيصة جداً.

في كراكوف، تتميز الأسواق ببساطتها، ففي سوق plac nowy، يتعرف السائح على حياة السكان المحليين. يعد هذا السوق من أكثر الأماكن الشعبية النابضة، وعلى جانب السوق تنتشر الكثير من المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات البولندية.

ذات صلة

الصورة
يشاركون في أحد النشاطات (حسين بيضون)

مجتمع

يساهم الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية التي تقيمها جمعيات للأطفال النازحين في جنوب لبنان في تخفيف الضغوط، رغم اشتياقهم إلى بيوتهم وقراهم.
الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
الحنطور

اقتصاد

قبل ما يزيد عن قرن، كانت عربة الحنطور وسيلة المواصلات الأساسية في مصر، وتولت صناعتها عائلات عديدة، على رأسها عائلة عاشور. توارثت عائلة عاشور المهنة، حيث بدأها الجد في العهد الملكي، وورثها الابن عاشور في ستينيات القرن الماضي.
الصورة
مشجعون أرجنتينيون بـ "البشت" القطري (العربي الجديد)

مجتمع

في التقاليد القطرية والعربية تتوّج عباءة "البشت" الشكل العام للرجل الذي يرتديها فوق ثيابه. وهي رمز ثقافي يرتبط بهوية الجزيرة العربية، والرغبة في رفع شأن صاحب إنجاز
المساهمون