يشهد العديد من دول العالم صباح اليوم الجمعة، ظاهرة كسوف الشمس كلياً، حيث تختفي الشمس ثم تعاود الظهور بعد ساعتين ونصف الساعة. وسط تخوفات من عدم قدرة شبكات الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة في القارة الأوروبية على تحمل الضغط الزائد الناتج عن الظاهرة.
وعم كسوف الشمس مختلف مناطق المحيط الأطلسي اليوم الجمعة؛ إذ توسط القمر المسافة بين الشمس والأرض ليحجب أشعة الشمس تماما عن بضعة آلاف ممن يرصدون هذه الظاهرة على جزر نائية، علاوة على ملايين آخرين في أوروبا وأفريقيا وآسيا سيشاهدون كسوفا جزئيا.
وظهر الكسوف جنوبي جزيرة جرينلاند، ثم اتجه شرقا صوب جزيرة فارو وجزر سفالبارد القطبية في النرويج، حيث اكتملت منذ سنوات نسبة إشغال الفنادق بهواة يريدون رصد هذا الكسوف الكلي النادر.
وفي تورشافن عاصمة جزر فارو، قال فريد اسبيناك، وهو عالم متقاعد من إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، والمتخصص في الفيزياء الفلكية: "شاهدت من قبل الشفق القطبي وشاهدت بعض البراكين، وهي تلقي بالحمم، لكن الكسوف الكلي المبهر لا يزال من أكثر الأمور إثارة التي شهدتها. وكل منها فريد في حد ذاته".
لكن السماء بدت ملبدة بالغيوم في أجواء تورشافن في وقت مبكر من اليوم الجمعة، وكان الجو صحواً في سماء سفالبارد، حيث طلب من الزائرين أن يبقوا في القرية الرئيسية حتى يتسنى حمايتهم من الدببة والجو قارس البرودة.
وكان دب قطبي قد عقر سائحا تشيكيا أمس الخميس، بعد أن اقتحم خيمته أثناء نومه، ونقل السائح بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى، ويأمل أن يتعافى كي يشاهد كسوف الشمس، بعد أن أصيب بجروح طفيفة في الوجه والصدر والساعد.
وتتوقع جزر فارو نحو ثمانية آلاف زائر، علاوة على سكان الجزيرة البالغ عددهم 50 ألفا في أول كسوف من نوعه تشهده المنطقة في 60 عاما، فيما توجه نحو ألفي زائر إلى سفالبارد ليتضاعف عدد الناس هناك.
ويتناقض ذلك مع عشرات الملايين من الناس ممن شاهدوا أحدث كسوف في أوروبا عام 1999.
وقالت الشبكة القومية للطاقة الكهربائية في بريطانيا أمس الخميس، إن البلاد مستعدة للتعامل مع ظاهرة كسوف الشمس صباح الجمعة، في حين ثارت مخاوف من أن يمثل الكسوف تحديا لشبكات نقل القدرة الكهربية في القارة الأوروبية التي تعتمد نسبة منها على الطاقة الشمسية.
وتستمر ظاهرة كسوف الشمس ساعتين تقريبا في بريطانيا؛ ما يؤثر سلبا على توليد الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية، وتشير توقعات الشبكة القومية إلى أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية سيتراجع، لكن من المتوقع انخفاض الطلب على الكهرباء؛ لأن الناس سيكونون خارج منازلهم لمشاهدة هذه الظاهرة.
وفي ألمانيا قالت شبكات القوى الكهربية إنها مستعدة للتعامل مع الانخفاض والارتفاع الحاد في الطاقة الكهربية خلال ظاهرة كسوف الشمس الجمعة، حين تختفي الشمس ثم تعاود الظهور بعد ساعتين ونصف الساعة.
ويمثل كسوف الشمس تحديا لشبكات نقل القدرة الكهربية في ألمانيا التي تمثل أكبر بلد يستعين بالطاقة الشمسية في القارة الأوروبية.
وشهدت ألمانيا كسوفا مماثلا للشمس عام 2003، عندما كان إجمالي القدرة الكهربائية المولدة من الطاقة الشمسية مجرد بضع مئات ميجاوات. وقالت أولريكه هوركنز المتحدثة باسم شركة تينيت؛ وهي إحدى شركات الشبكة ذات الجهد العالي: "نحن على استعداد. لكن من المرجح وجود درجة عالية من التفاوت، وبسرعة عالية قبيل الكسوف مباشرة وبعده مباشرة".
أما محطات القوى الكهربائية في أرجاء أوروبا، والتي ستكون أقل تأثرا خارج ألمانيا، فقد اتخذت استعدادات منذ عدة أشهر، إذ أعدت تجهيزات للاتصالات ومعدات للتدريب وتخطط لزيادة أعداد العاملين.
اقرأ أيضاً:
الأول منذ 353 عاماً: اقتران كسوف الشمس بولادة القمر