كنتُ أحلبُ أفعى
كنتُ أحلبُ أفعى وأغسل القمر؛ وكانت في مجاورتي امرأةٌ سرقت مني في ما مضى أحجاري الكريمة. التفّت الأفعى حول خصر المرأة ونام القمر في سُرّتها. كان عليَّ أن أعود إلى البيت ولكنني نسيتُ الطريق. عدتُ أحلبُ الأفعى وأغسل القمر؛ ووجدتُ المرأة تتمتم في نومها كأنها نادمة؛ وفي سرَّتها خيوطُ العنكبوت.
■ ■ ■
وتأكل
الشمسُ تشوي لحم الخنازير وتأكل؛ كتابٌ منسوخٌ من كتابٍ على ضفة النهر وظلٌّ يرفرف. قدري أن أعود من الجسور التي طويتُها وأذهبُ؛ إلى أين؛ لا أعرف. في مدينةٍ ترى أنَّ لمسةً من يدك تنجس الشراب والخبز لا يهمُّ إلى أين تذهب. المهم أنك تذهب ولا تعد تشاهد الشمس التي تشوي لحم الخنازير وتأكل.
■ ■ ■
مسرح
تلفاز عاطل. جدران منقطة بأثر العناكب. معجم لغة الفُرس. معجم لسان العرب. مقالات غيرُ مكتملة عن الرمز والاستعارة. أكواب متنوّعة الأشكال. مسجلة فاقدة السمع. دوائر ومكعبات على أوراقٍ قديمة. حوار أبي نؤاس مع الأرواح العلوية. جدلُ ليلى وهيدغر عن مفهوم الزمان في الشعر الجاهلي. كلام العصافير باللغة العربية. وسائد متكئة بغرور على الجدران.
■ ■ ■
رسالة من روحٍ جوالة في البيت
أريد أن تكتب رسالة إلى زوجتي وتقول لها أنني أنام في الدولاب كلَّ ليلة. ثم اذهب إلى الثقب الكبير الذي في الجدار ستجد قصائد حبٍّ كتبتُها لك هديةً مني. ثم اجلسْ في عتبة الباب وانتظرني؛ سأمـرُّ عليك في شكل امرأةٍ تخرج من البيت الذي فيه نخلة قديمة. انتهى.
■ ■ ■
رسالة من روحٍ غاضبة
أريد أن تعذب الشمس؛ فارفع المرآة في وجهها؛ وإذا أردت أن توقظني فضعِ المجهر خاصتك على نقطة من الأرض سترى النمل يخرج وهو يحملني على عرش؛ وأنصحك أن تغيّر صوتك ونبرة لغتك وأن تلقي بالمعجم والقصائد في الماء وتغسل الكلمات وتنشرها على حبل الغسيل الذي في بيتكم. انتهى.
■ ■ ■
على ضفة غسلين
أنت هنا جالسٌ في شكل نيلوفر. بغتةً يصرخ كلبٌ منتصف الليل. ما هذه الروح التي تعوي في الشارع منتصف الليل. إنها ساعتُك. هكذا الروح تصرخ. لستُ متأكداً مما أقول. لكنني رأيتُ في ما سبق رجلاً على ضفة غسلين؛ رأسُه رأسُ كلبٍ ويعوي بين حين وآخر.
■ ■ ■
ماذا لو عرفنا
أما بعد. ماذا لو عرفنا أن هذا الوقت سينتهي ونحن الذين هنا نتحوّل إلى كوز أو إلى طيفٍ في عين طفل. لا تحزنْ على مالم يكن في قبضة الشمس واستقمْ مثل سطور الأفق والسلام.
■ ■ ■
اصطنعناك لنا
أما بعد. لقد اصطنعناك لنا. استمعنا إليك بين الحجرين وفي عرجون القمر؛ وها نحن نملي عليك كلامنا في شكل سطورٍ أفقيّة. نحن لا نعرف شيئاً عن الزمان؛ غير أن الأزمنة نهورٌ ورياح وهذه اللحظة سُرّةُ جنيّةٍ ماتت في عروش العنب والسلام.
* شاعر ومترجم من مواليد الأهواز، 1983