كوادر تربوية مغربية يُطلعون السياح على قضيتهم

14 نوفمبر 2016
أحد الكوادر التربوية يشرح المطالب لأحد السياح (فيسبوك)
+ الخط -

يواصل خريجو البرنامج الحكومي لعشرة آلاف كادر تربوي في المغرب، احتجاجاتهم، فبعد تنظيمهم وقفات احتجاجية قرب المدارس والمساجد، وتحدثوا مع المواطنين في الحافلات والأسواق الشعبية، اهتدوا إلى شكل احتجاجي جديد يتمثل في تعريف السياح الأجانب بقضيتهم.

وقرر عدد من الكوادر التربوية الذين يطالبون بإدماجهم في الوظيفة العمومية، ويرفضون الحل الذي اقترحته وزارة التربية الوطنية المغربية، القاضي بتشغيلهم وفق عقود محددة المدة، التجول في الساحات العمومية التي تواجد فيها سياح أجانب، والحديث معهم وتعريفهم بقضيتهم التي يناضلون من أجلها.

وشوهد عدد من الأساتذة والتربويين المندرجين ضمن البرنامج الحكومي لعشرة آلاف كادر تربوي، وهم يتجاذبون أطراف الحديث مع سياح أجانب، خاصة في ساحة جامع الفنا الشهيرة في مدينة مراكش، حيث يواصل المحتجون اعتصاماتهم واحتجاجاتهم التي باتت شبه يومية.

وتحيّن عدد من الكوادر التربوية فرصة انعقاد مؤتمر التغيرات المناخية في مدينة مراكش، جنوب البلاد، الذي ينظم فعالياته بين 7 و18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من أجل إطلاع الرأي العام الدولي على موضوع احتجاجاتهم ومطالبهم بالوظيفة العمومية، من خلال الحديث مباشرة مع السياح الأجانب الذين يفدون إلى المملكة.

ولاقت هذه الخطوة الجديدة سجالا توزع بين رافض لهذه المبادرة بدعوى أنها تسيء إلى صورة المغرب أمام السياح الأجانب، وبين مؤيد لها بالنظر إلى أنها تهدف إلى "تدويل" ملف المحتجين.





وقال الكادر التربوي محمد طمور لـ"العربي الجديد": "إن خطوة تعريف السياح الأجانب بملف الكوادر التربوية المحتجين ليس هدفه تشويه صورة المغرب كما يقال، وإنما إشراك هذه الفئة من الناس التي تشاهد اعتصاماتهم في فهم ما يحدث، ويقدرون النضالات المريرة التي يعيشها الأساتذة المحتجون".

وتابع المتحدث "إن التواصل مع السياح الأجانب مجرد شكل احتجاجي جديد يضاف إلى التواصل مع المواطنين المغاربة في الحافلات والأسواق، ومع التلاميذ في ساحات المدارس"، مضيفا أن مثل هذه الخطوات تعتبر تنفيسا معنويا للمحتجين الذين يشعرون بارتفاع همتهم حتى مواصلة المسير" وفق تعبيره.

وعمدت منظمة بيئية ألمانية تشارك في مؤتمر التغيرات المناخية في مراكش إلى نقل تقرير عن احتجاجات الكوادر التربوية إلى المؤتمرين، بعد أن زار عدد من أعضاء المنظمة مكان اعتصام المحتجين. ودعت المنظمة الحكومة المغربية إلى الاستجابة لمطالب الكوادر، وإلى تحسين التعليم ومحاربة الأمية في البلاد.

وفي المقابل، أبدى أساتذة محتجون رفضهم للشكل الاحتجاجي الجديد الذي يقحم السياح الأجانب في مشكلة محلية داخلية. يقول رشيد بندقي، أستاذ محتج، لـ"العربي الجديد"، "ليس هناك داع لإقحام أجانب في ملف مغربي مائة بالمائة، فالمحتجون مغاربة والحكومة مغربية والمطالب مغربية صرفة".

وعلى صعيد ذي صلة، يستمر خريجو البرنامج الحكومي 10 آلاف كادر تربوي في إضرابهم عن الطعام، لليوم الخامس على التوالي، داخل معتصمهم في ساحة جامع الفنا بمراكش، مطالبين بالإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، ورفض مشروع التوظيف بالتعاقد.


دلالات
المساهمون