اعتبر الممثل الخاص للأمين العام الأممي في ليبيا، مارتن كوبلر، اليوم الإثنين، أن "حلحلة الوضع الأمني في ليبيا يمر عبر الدعم الدولي والأفريقي"، مشددا على "الدور الجزائري في إيجاد تسوية نهائية للأزمة في هذا البلد".
وأوضح كوبلر، عقب المحادثات التي أجراها مع الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، اليوم في العاصمة الجزائرية أن "الوضع الأمني الحالي في ليبيا متدهور جدا بسبب انتشار الأسلحة والجماعات المسلحة على الحدود فضلا عن الفراغ السياسي والعسكري الذي تعيشه البلاد مما جعلها تعيش في الفوضى".
وأضاف أن "هذا البلد يعاني من مشكلة صعبة، وذلك بالنظر الى توسع التنظيم الإرهابي المسمى (داعش) وتدهور الأوضاع الإنسانية والمالية في ليبيا".
وحول اللقاء الذي جمعه مع مساهل، قال كوبلر، إن "الطرفان تطرقا إلى سبل التوصل إلى تسوية الأزمة الليبية بدعم من المجتمع الدولي، فضلا عن استعراض المشكل الأمني في ليبيا وبالخصوص كيفية التقدم في المسار السياسي ووضع مؤسسات سياسية تسيّر البلاد وذلك من خلال تنصيب حكومة في طرابلس وليس في مناطق أخرى".
كما شدد كوبلر على "ضرورة استقرار الحكومة في العاصمة الليبية طرابلس، وتعزيز موقف الوزير الأول والتوجه إلى طرابلس من أجل انطلاق التباحث حول وضع المؤسسات التي تحكم هذا البلد وإطفاء نيران الفتنة فيه وإخراجه من الأزمة والفوضى".
من جانبه، شدد مساعد وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، خلال لقائه كوبلر على أن "الجزائر تتوق إلى تشكيل الحكومة الليبية واستقرارها في طرابلس من أجل ضمان تسوية الأزمة، وتنفيذ المهام التي تنتظرها والمتعلقة بتنفيذ اتفاق الأمم المتحدة الموقع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 في الصخيرات وتطبيقه واستحقاقات في غاية الأهمية، وصياغة دستور والمصادقة عليه من قبل الشعب الليبي، وتنظيم الانتخابات".
وأضاف: "ما فتئنا نناضل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية عاصمتها طرابلس، حيث سيكون مقرها، وما فتئنا نؤيد مسارا سياسيا في إطار تسوية الأزمة الليبية، وندعم الحوار الليبي الشامل من أجل الحفاظ على وحدة الشعب الليبي وتماسكه وسيادته".
واعتبر مساهل أن لقاءه بالمبعوث الأممي "جزء من مسار تشاور دائم بين الأمم المتحدة والجزائر بشأن إدارة الملف الليبي. والعمل على نجاح هذا المسار الذي انطلق منذ مدة من خلال تشكيل الحكومة الجديدة التي ينبغي أن تمثل كل الأطياف وتجمع كفاءات واسعة".
وتابع: "تعجلنا كمنظمة للأمم المتحدة وبلدان الجوار، لرؤية تنصيب هذه الحكومة مبرر، لأنه بقدر ما يكون هناك ضعف في بلد ما ومؤسساته، بقدر ما يسمح ذلك للإرهاب بالتوسع والتفاقم".
ودعا الليبيين إلى "وضع ليبيا فوق كل اعتبار"، مشيراً إلى أن "الحظ بالنسبة لليبيا ينم عن وجود توافق دولي".
اقرأ أيضاً:المبعوث الأممي إلى ليبيا: عدم حسم الخلافات يخدم "داعش"