تحت عنوان "طريق الحبر" ينطلق معرض الفنانة التشكيلية التونسية كوثر تيتش في غاليري "غايا" في سيدي بوسعيد مساء الجمعة المقبلة، 29 أيلول/ سبتمبر ويتواصل حتى 28 تشرين أول/ أكتوبر المقبل.
تقدّم الفنانة نوعاً من الأعمال التي تجمع فيها الغرافيك مع فن الحرف العربي بأسلوب تجريدي لا يخفى فيه أثر معلّمها الفنان التونسي نجا المهداوي (1937)، الذي التقته عام 2010 وشجعها على تبنّي الحروفيات أكثر والتمتع بالحركة الجمالية للحرف باستخدام الحبر والرسم.
كانت الفنانة قدّمت مع المهداوي كتاباً بعنوان "كن" تضمّن أشعاراً لها وحروفيات له. حيث أن تيتش تكتب الشعر أيضاً، وقد علّقت مرة على ذلك بقولها "في قصائدي ثمة رسم وفي لوحاتي ثمة شعر".
يتضمّن المعرض الشخصي الأول للفنانة 62 عملاً أنجزتها الفنانة ما بين عامي 2015 و2017، تميل فيها إلى التجريد واللقطة الغرائبية والغموض، إلى جانب التلاعب بموضوعات الأعمال بحيث يبدو صعباً على المتلقي تبيّن كنهها، دون أن ينفي ذلك التمتع بتجريديتها وجمالياتها، فقد نحسب الحرف صخرة أو العكس.
ليس هذا فقط، بل عدّدت الفنانة في أنواع وألوان حوامل الأعمال، وتنقلت بين درجات الغامق والفاتح في اللوحة الواحدة، فتارة نجد حروفية بمعنى أقرب إلى الكلاسيكية، سرعان ما تبتعد عنها الفنانة لتقدّم مقطعاً عرضياً ملتبساً أو ألغازاً بصرية مثيرة، لكن حركتها ظلّت بالعموم بين الأسود والرمادي والوردي.
لم تخفِ تجريدية تيتش الواضحة تأثّرها بشكل المخطوطات القديمة والبعد الفني لأسلوب الكتابة فيها، فنراها تقدّم نوعاً من إعادة تصوّر معاصرة وتجريدية لتلك الخطوط، ثمة دوائر ليست مكتملة أو خطوط متعرجة، وتبدو كما لو أنها تريد أن تقدم لمتلقي معرضها هذا تجربتها مع الخط من أوّلها، فتنتقل نقلات كبيرة واضحة بين تلك الأعمال المنجزة في 2015 وتلك التي نفّذتها هذا العام.