وكان وينليانغ أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفى ووهان في الصين، لكنّ تحذيره قوبل بموجة غضب من السلطات المحلية أجبرته على التراجع عن تحذيره.
لكنّ هذا الفعل أدى إلى توريطه في مشكلة مع السلطات المحلية، إذ زاره بعد أربعة أيام، مسؤولون أمنيون طلبوا منه صراحة أن يلتزم الصمت ويمتنع عن الإدلاء بتصريحات "غير صحيحة، تخلّ بشكل جسيم بالنظام العام"، بحسب نصّ قدموه له وطلبوا منه التوقيع عليه، كتعهد بعدم التطرق إلى هذه المسألة مجدداً. وجاء في الرسالة: "نحذرك بشكل رسمي: وإذا تماديت في عنادك، بهذا القدر من الوقاحة، وتابعت هذا المسلك غير القانوني، فسوف تمثل أمام العدالة، هل هذا مفهوم؟". وفي ذيل الرسالة، وقّع وينليانغ بخط يده: "نعم، مفهوم".
الطبيب عاد في نهاية يناير/ كانون الثاني، وكان قد أصيب بالفيروس، للتحدث عبر موقع "ويبو" للتواصل الاجتماعي، بإدراج وصل إلى الملايين وأثار تعاطفاً واسعاً معه، بحسب "بي بي سي"، قال فيه: "أحييكم جميعاً، أنا طبيب العيون لي وينليانغ، من مستشفى ووهان المركزي".
يصف وينليانغ كيف عانى من السعال في العاشر من يناير، وكيف أصابته حمى، ثم أصبح طريح المستشفى بعد يومين اثنين قبل أن يلحق به والداه. فبعد أسبوع من مداهمة الشرطة لمنزله، كان وينليانغ يعالج عين امرأة مصابة بالمياه الزرقاء. ولم يكن يعلم أنّها مصابة بفيروس كورونا الجديد.
وبعد مرور عشرة أيام - في العشرين من يناير، أعلنت الصين حالة الطوارئ بعد تفشّي فيروس كورونا. ويقول وينليانغ إنّه أجرى فحوصاً للكشف عن الإصابة بالفيروس عدة مرات، وكانت نتائجها كلها سلبية.
وبعد إدراجه في موقع التواصل، قدمت السلطات المحلية اعتذاراً له، لكنّ هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً. وفي 30 يناير، عاود وينليانغ النشر مرة أخرى قائلا: "اليوم، ظهرت نتائج فحوص الحمض النووي وجاءت إيجابية، أخيراً اتضحت الصورة وتمّ التشخيص"، موضحاً أنّه أصيب بكورونا.
من جانبه، قال الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، عندما سئل عن خبر وفاة الطبيب: "نشعر بالحزن الشديد لسماع فقدان لي وينليانغ. يجب أن نحتفي بحياته ونحزن على وفاته مع زملائه".
وحصد فيروس كورونا حتى اليوم أكثر من 460 شخصاً، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف إصابة، في الصين وخارجها.