تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد 1,5 مليون في العالم، وسط انتشار مروع للوباء في الولايات المتحدة، فيما بدأت بوادر ركود اقتصادي خطير تلوح في العالم.
وبلبل الوباء الحياة اليومية في كل أنحاء العالم، فبات نصف سكان العالم في الحجر المنزلي، فيما أعلنت منظمة التجارة العالمية أن "قطاعات كاملة من الاقتصادات الوطنية أغلقت" أو "تضررت بصورة مباشرة" بوقف النشاط.
وتوقعت المنظمة الأربعاء أن "تنخفض التبادلات التجارية في 2020 بشكل حاد في جميع مناطق العالم، وفي قطاعات الاقتصاد كافة"، محذرة من أن تراجع النشاط قد يصل إلى "نسبة 32 بالمئة أو أكثر". وقالت إن العالم قد يواجه "أكبر ركود اقتصادي أو تراجع نشهده في حياتنا"، بحسب ما نقلت "فرانس برس".
ورأى الاحتياطي الفدرالي الأميركي أن الغموض الذي يلفّ المستقبل جراء الوباء يشكل "خطراً كبيراً على الآفاق الاقتصادية" في الولايات المتحدة، وفق محضر اجتماعه في منتصف آذار/مارس، لكنه اعتبر في ذلك الحين أن المفاعيل السلبية للأزمة قد لا تدوم طويلاً مثل تبعات الأزمة المالية عام 2008.
وداخل الاتحاد الأوروبي، تخلّف أزمة كوفيد-19 انقساماً، إذ فشل وزراء مالية دول الاتحاد في الاتفاق على خطة إنعاش لما بعد تفشي فيروس كورونا الجديد. وإذ دعا وزير الاقتصاد الإيطالي روبرتو غوالتييري إلى "التضامن والخيارات الشجاعة والمشتركة"، تمسكت ألمانيا وهولندا برفضهما إصدار سندات ديون عامة لامتصاص الصدمة.
في الولايات المتحدة، باشرت إدارة دونالد ترامب محادثات جديدة مع الكونغرس لصرف أموال إضافية قدرها 250 مليار دولار للحفاظ على الوظائف. في بريطانيا، سجلت حصيلة يومية قياسية جديدة مع وفاة 938 شخصاً خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من سبعة آلاف وفاة، فيما أعلن وزير المالية البريطاني أن حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون المصاب بوباء كوفيد-19 "تحسنت".
وبدأت تدابير الحجر المنزلي تعطي ثمارها مع تراجع الضغط على المستشفيات، ولا سيما في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
وأعلنت النمسا الأربعاء جدولاً زمنياً حذراً لتخفيف القيود المفروضة يبدأ بعد عيد الفصح مع إعادة فتح المتاجر الصغيرة. وأعلنت الدنمارك والنروج اللتان تعتمدان "شبه حجر منزلي" مواعيد لاستئناف النشاط.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن أي تليين لتدابير الحجر المنزلي سابق لأوانه بالرغم من بعض "المؤشرات الإيجابية".
ويختلف المشهد في الصين، حيث هرع عشرات آلاف الركاب الأربعاء إلى محطات القطارات في ووهان بعد رفع الإغلاق المفروض منذ نهاية كانون الثاني/ يناير على المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وكانت البؤرة الأولى للوباء.
وقال رجل يستعد للمغادرة: "إنني عالق هنا منذ 77 يوماً، 77 يوماً!". وتواجه الحصيلة الرسمية الصينية التي تفيد عن أكثر من 3300 وفاة تشكيكاً، ولا سيما من واشنطن التي تتهم بكين بتخفيض أرقامها، ما ساهم في جعل دول أخرى تقلّل من أهمية الخطر.