سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين: التكتل لا يريد حرباً تجارية مع بكين

09 نوفمبر 2024
سيارات صينية في ميناء برشلونة الإسباني / 23 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين بعد تحقيقات متبادلة حول واردات السيارات الكهربائية والأجهزة الطبية، مما أدى إلى فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة تصل إلى 45.3% على السيارات الصينية.
- يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات في تحقيق تكافؤ الفرص لشركاته في السوق الصينية، حيث أظهرت المحادثات تمييزًا ضد الشركات الأوروبية في المشتريات الحكومية الصينية.
- التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي شهدت نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمها 847 مليار يورو في 2022، مع ميل الميزان التجاري لصالح الصين، مما يثير نقاشات حول تحسين التوازن التجاري.

قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين اليوم السبت إن التكتل لا يريد حربا تجارية مع بكين، لكنه أشار إلى أن محادثات استمرت خمس سنوات لم تسفر عن أي تقدم حقيقي، مضيفا أن القلق يتزايد بشأن إتاحة الأجهزة الطبية الأوروبية في السوق الصينية.

وتصاعدت حدة الخلافات التجارية بين التكتل والصين خلال العام المنصرم بعد أن بدأ الاتحاد تحقيقا بشأن واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، مما دفع بكين إلى التحقيق بشأن صناعتي لحوم الخنازير والألبان في أوروبا والحد من واردات الخمور.

ودخلت رسوم جمركية جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي على واردات السيارات الكهربائية الصينية، بنسبة تصل إلى 45.3%، حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وعلاوة على ذلك، بدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا في المشتريات الحكومية الصينية للأجهزة الطبية في إبريل/نيسان، وهو ما سارعت بكين بانتقاده آنذاك.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين خورخي توليدو في كلمة خلال فعالية في شنغهاي إن المحادثات مع شركات تصنيع الأجهزة الطبية الأوروبية أظهرت تعرضها للتمييز خلال تنفيذ المشتريات الحكومية الصينية. وأضاف توليدو: "اكتشفنا أنه من الواضح أن الشركات الأوروبية، التي تنتج الأجهزة الطبية في الصين على مدى العقدين الماضيين، تتعرض للتمييز في مواجهة منافسيها الصينيين في المشتريات العامة".

وتابع: "إذا كان هذا صحيحا، ونحن نعلم أنه صحيح، فسوف نعامل الشركات الصينية في أوروبا بنفس الطريقة". وأضاف "نحن لا نريد حربا تجارية. نريد فقط الشفافية. نريد تكافؤ الفرص".

ويسلط التصاعد الأخير في الخلافات التجارية الضوء على تحديات أعمق تتعلق بتوازن القوى التجارية العالمية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز موقعه ككتلة اقتصادية قوية ومتحكمة في مسارات التجارة، في حين تحرص الصين على حماية مصالحها الصناعية والتوسع في الأسواق العالمية.

وشهدت التجارة بين الصين ودول الاتحاد الأوروبي نمواً ملحوظاً، حيث تعد الصين حالياً ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة، بينما يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر للصين. وفي عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي حوالي 847 مليار يورو (حوالي 903 مليارات دولار).

وتضمنت الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي المنتجات الإلكترونية، والمعدات الصناعية، والأثاث، والمنسوجات، بينما تركزت الصادرات الأوروبية إلى الصين في القطاعات التكنولوجية مثل الآلات والمعدات، والمركبات، والأدوية، إضافة إلى المنتجات الزراعية.

ويعتبر الميزان التجاري بين الجانبين مائلاً لصالح الصين، إذ تزيد الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي عن وارداتها منه، ما يمثل تحدياً اقتصادياً للاتحاد الأوروبي ويثير نقاشات حول تحسين التوازن التجاري وتعزيز الفرص المتكافئة للشركات الأوروبية في السوق الصينية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون