تكشف مجلة "نيويوركر" الأميركية، في عددها الذي يصدر في 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي، أنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعرب عن استعداده في عام 2010، للتوصل إلى "صفقة سلام" مع إسرائيل، مقابل الحصول على مساعدات أميركية اقتصادية ونفطيّة وتكنولوجية على شاكلة فكّ العزلة المفروضة على بلاده حينها، مستندةً بذلك إلى شهادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
كلام الرئيس الحالي للدبلوماسية الأميركية ورد ضمن مقال نشرته المجلة، أخيراً، حول مسيرته في الشرق الأوسط، بناءً على حوار أجراه معه مراسل "نيويوركر"، ديفيد رمنيك، أخبره فيها كيري أن الأسد كان في عام 2010 "مستعدّاً لتوقيع صفقة سلام مع إسرائيل، والدليل على ذلك رسالة ما زلتُ احتفظ بها، وهي من كتابة الأسد وتوقيعه، وفيها مقترح للاعتراف بإسرائيل، وفتح سفارة إسرائيلية في دمشق، وفتح باب الحوار حول ملف الجولان"، بحسب كلام كيري.
اقتراح قابله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حينها بالرفض، قائلاً خلال زيارته إلى واشنطن في ذلك العام: "لا أستطيع القيام بذلك. لن أقوم بذلك، بكلّ بساطة لا يمكنني القيام بذلك"، بحسب كلام كيري.
شهادة تُضاف إلى السوابق العديدة التي تؤكد هرولة النظام السوري نحو توقيع "سلام" مع إسرائيل، في محطات عدّة منذ سنوات، وعبر قنوات عديدة أميركية وتركية، وهو ما يضرب مجدداً مصداقية خطاب القوى التي تدعي مقاومة دولة الاحتلال منذ عقود.
على صعيدٍ آخر يتّصل بالمفاوضات السياسية حول مستقبل النظام السوري، يقول كيري للمجلة: "نحن أمام طريق شبه مسدود. فالروس والإيرانيون لن يعترفوا بتهاوي نظام الأسد. وحتى نكون واقعيين، ما نسعى إليه في سورية هو انتقال سياسي، وليس تقويض النظام. لا أحد يريد للمؤسسة السياسية في سورية أن تنهار كما حدث في العراق. لا أحد يريد لنظام الأسد أن ينهار على غرار النظام العراقي".
ويختم كاتب المقال مقاله المبني على حوار مع كيري بنظرة تشاؤمية إلى مستقبل الأمن والسلم في المنطقة بما أنّ "الصراع الراهن في الشرق الأوسط سيمتد إلى ثلاثة عقود على أقلّ تقدير، في سيناريو تاريخي شبيه بالحروب الدينية التي اندلعت في أوروبا الوسطى بعد تفكك الإمبراطوية الرومانية".