وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، جين بساكي، إن كيري وظريف "التقيا على هامش مؤتمر ميونيخ حول الامن، وبحثا في المفاوضات المقبلة حول اتفاق شامل" بشأن الملف النووي. وأوضحت أن كيري كرر لنظيره الإيراني التشديده على "أهمية التفاوض بحسن نية بالنسبة للطرفين، واحترام ايران للتعهدات" التي قطعتها في اطار الاتفاق المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. كما أكد كيري، بحسب بساكي، أن الولايات المتحدة ستواصل تطبيق العقوبات الحالية.
وعلى هامش مشاركته في أحد نقاشات مؤتمر ميونخ حول الوضع في ايران والمفاوضات حول الملف النووي، التي من المقرر ان تستأنف في 18 شباط/فبراير الجاري في فيينا، التقى ظريف يومي الجمعة والسبت مع العديد من المسؤولين الغربيين، من بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
في غضون ذلك، أشار تلفزيون "برس" الحكومي الإيراني، الناطق بالإنكليزية، اليوم، إلى أن طهران تسلمت الدفعة الأولى من أموالها المجمدة التي قررت الدول الكبرى رفع الحظر عنها بموجب الاتفاق الأولي. وبحسب "برس"، فإنّ 550 مليون دولار من أصل 4.2 مليارات دولار من عوائد بيع النفط، يُفترض أن تحصل إيران عليها قريباً. وكانت طهران قد توصلت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى اتفاق مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب ألمانيا، يقضي بالحد من برنامج الجمهورية الاسلامية لتخصيب اليورانيوم، في مقابل رفع جزئي للعقوبات عنها. وبموجب ذلك الاتفاق الذي يمتد لستة أشهر، وافقت الدول الكبرى على تعليق العقوبات جزئياً على إيران، في مقابل السماح لها بالحصول على أموال من مبيعات النفط والذهب.
وبموجب الاتفاق أيضاً، فإن إيران ستتخلص من مخزونها من اليورانيوم الذي تزيد نسبة تخصيبه عن 20 في المئة، وتعلق كافة نشاطات التخصيب فوق نسبة خمسة في المئة، وتقوم بتفكيك أجهزة التخصيب، علماً أن الفترة الماضية شهدت جدلاً بين الأميركيين والإيرانيين حول مواد الاتفاق، وسط اتهام كل طرف للآخر بإساءة ترجمتها.
لكن اللقاءات الدبلوماسية المكثفة لظريف في ميونيخ، وبدء تسلم طهران لجزء من أموالها المجمدة، لم تمنع نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من توعّد الولايات المتحدة بـ"رد ليس له حدود جغرافية" على أي "عدوان" أميركي يطال إيران. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن سلامي قوله: "نرصد جميع نقاط إنطلاق عمليات العدو في المنطقة في أي مستوى وحجم ومكان، وهي تحت مرمى نيراننا".
وشدّد على أنه رغم امتلاك طهران قدرات عسكرية هجومية ومدمرة وساحقة جداً، وعلى الرغم من قدرتها "على تهديد مصالح القوى الكبرى في أي مستوى كان، إلا أنها لا تستخدم التهديد العسكري في تعاطيها الدبلوماسي".