بفضل "عُشاريّته" (سلسلة سنيمائية من عشرة أفلام)، خرجت للقاعات جميعها في سنة 1988، أخذ المخرج البولندي كريستوف كيشلوفسكي (1941 – 1996) مكانة عالمية، بالأساس بفضل جمعه بين الدراما والرمزية بلمسات شاعرية وفلسفية وحضارية.
كانت هذه السلسلة بمثابة انتهاء من المرحلة البولندية في مسيرته، حيث انتقل المخرج بعدها للعيش في فرنسا، ووقّع هذا الانتقال بإنجاز "ثلاثية الألوان" (أزرق، أبيض، أحمر) أي ألوان العلم الفرنسي وشعاراته.
يرمز كل لون إلى مبدأ من مبادئ الثورة الفرنسية (حرية، إخاء، مساواة)، وكأن كيشلوفسكي يحلل هذه المبادئ ويعضها أمام مرآة الفن. على مدى ثلاثة أيام متتالية، تُعرض "ثلاثية الألوان" في "المعهد الثقافي الفرنسي" في القاهرة، انطلاقاً من مساء اليوم بعرض فيلم "أزرق" الذي تؤدي فيه الممثلة الفرنسية جولييت بينوش دوره الرئيسي.
غداً، وبعد غد، يُعرض على التوالي فيلما "أييض" و"أحمر"، ويلي كل عرض نقاش حول الأعمال مع الناقد السينمائي محمد المصري.
للإشارة، فإن هذه الأفلام الثلاثة هي آخر ما قدّمه المخرج البولندي، حيث فاجأ متابعيه بعد عرض آخرها في 1994 بأنه قرّر العودة إلى بلده وعدم خوض تجربة سينمائية جديدة، حتى رحل في 1996، وظلت هذه الخطوة مصدر قراءات وتأويلات مختلفة عما جرى لكيشلوفسكي في سنواته الفرنسية، وهل لذلك علاقة مع موته المبكّر.