كلنا بات يعرف النصائح الواجب اتباعها للوقاية من أزمة قلبية، كالامتناع عن التدخين وتناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية. ولكن، لأي مدى يمكن أن يفيد تنفيذ هذه النصائح؟
أجابت دراسة سويدية حديثة على هذا السؤال الهام، وبيّنت أن اتباع نمط حياة صحي من شأنه أن يجنب أربعة من خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 45 و79 الإصابة بالأزمة القلبية!
وصرحت أغنيتا أكيسون، الأستاذة المساعدة في معهد كارولينسكا بستوكهولم وصاحبة الدراسة، أن ما يدعو للمفاجأة حقاً، هو الانخفاض الكبير جداً في احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية، الذي يتأتى من مجرد اتباع نمط حياة صحي.
وأجرى الباحثون السويديون الدراسة على 20,721 رجلاً سويدياً يتمتعون بصحة جيدة، تمت متابعتهم لمدة 11 عاماً، آخذين بعين الاعتبار المؤشرات الصحية الهامة، كالوزن ومقاس الخصر (الدال على الدهون المتجمعة حول منطقة البطن)، وما إذا كانوا يتبعون حمية صحية أو يمارسون الرياضة أو يدخنون أم لا.
وركزت الدراسة فقط على تأثير تغيير نمط الحياة على صحة القلب (دون غيره من العوامل).
وتبين أن أفراد المجموعة الأقل عرضة للإصابة بالأزمة القلبية، كانوا يمارسون السلوكيات التالية:
- عدم التدخين.
- المشي أو ركوب الدراجة لمدة 40 دقيقة يومياً وممارسة تمارين أخرى لمدة ساعة في الأسبوع على أقل تقدير.
- اتباع حمية صحية تتضمن كميات متساوية من الفواكه والخضار والبقول والمكسرات ومشتقات الألبان قليلة الدسم كاللبن، بالإضافة إلى الحبوب والأسماك بكافة أنواعها.
- بلغ معدل قياس خصرهم أقل من 95 سم.
كما تبين أن خطر إصابة هؤلاء الأشخاص بالأزمة القلبية يقل بنسبة 86% عن المجموعة، التي لا يمارس أفرادها أياً من هذه السلوكيات، مما يجعلهم الأكثر عرضة لخطورة الإصابة بالأزمة القلبية.
نتائج البحث أوضحت بالأرقام، الفوائد العظيمة لاتباع السلوكيات الصحية وأثرها الحميد على الصحة القلبية.
ويقول الدكتور اليسون أستاذ الطب بجامعة بوستون: "يبحث الناس دوماً عن عقاقير سحرية أو تقنيات حديثة ومتطورة تساعدهم على الوقاية من الأمراض القلبية، ولكن ما يجب عليهم البحث عنه هو نمط الحياة الجديد الواجب عليهم اتباعه، فهو الأهم والأكثر فائدة لصحة القلب".
ولنتذكر أنه بالرغم من التطور الطبي الهائل، الذي صار يمنح الأشخاص المصابين بالأزمة القلبية للمرة الأولى فرصاً أكثر للنجاة، إلا أن هذا لا ينفي احتمالات تعرضهم لمشكلات قلبية وما تسببه من عجز كلما تقدم بهم العمر.