19 ابريل 2021
لا توحيد ولا تجميع؟
هناك فارق لا يستهان به بين توحيد جماعات سياسية وتجميعها. وهناك فارق خطير بين توحيد جماعات عسكرية وتجميعها. وهناك محاولات متكررة تبذل بغرض التجميع. لكن، ليس هناك بعد محاولة توحيدية واحدة في سورية، استحقت أن يعمل لها أحد من جمهور المتحدثين عن التوحيد، أو المطالبين به.
لم تنجح أية محاولة توحيدية. في المقابل، نجحت محاولات ضم أو احتواء عديدة، سبقها أو ترتب عليها انشقاقٌ، قام به الذين التحقوا بغيرهم، كرهاً في أغلب الأحيان، وطوعاً في القليل والنادر منها. ولم تفض عمليات التجميع إلى إزالة ما بين أطرافها من تناقضاتٍ وخلافات، بل عنى التجميع طمس خلافاتها، أو إنكار وجودها، وتركها تفعل فعلها ضمن أشكال وصور تناسب الوضع الناشئ. يصدق هذا على العسكر بصورة شاملة، وجزئياً على السياسيين. لذلك، لم ينه التجميع صراعات هؤلاء وأولئك، بل أضفى شكلاً جديداً عليها، وأثار، في الوقت نفسه، مشكلات جديدة بينهم، عزّزت مساراتهم المتناقضة والمختلفة، وأخفتها في الآن نفسه، وقدر المستطاع، عن الأنظار. يفسر هذا، لماذا انفجرت خلافات من تم تجميعهم عند كل منعطفٍ وقضية، ولماذا لم يفض الوضع التجميعي إلى تحسين علاقات تنظيماتهم، وعلاقات قياداتها وممثليها، بل لغم ما طرحه عليهم من مهام، وأفسد علاقاتهم الخاصة ومع الآخرين، على الرغم من إطناب أحاديثهم وتصريحاتهم العلنية عن وحدتهم، والشراكة التي تجمعهم في كل كبيرة وصغيرة، وفي السرّاء والضرّاء.
للتمزق المسيطر على الساحتين السياسية والعسكرية أسباب خارجية، وأخرى ذاتية تكمن في عيوب نشأة ومسار جعلا كل تنظيم سياسي أو عسكري يتمترس داخل مصالح وأيديولوجية وحسابات شخصية يرفض مبارحتها. لذلك، يقبل على الإجراءات التجميعية، لاعتقاده أنها لا تلزمه إلا بقدر ما يريد، ولا تلغي صلاحياته الخاصة وخصوصية تنظيمه، وتقتصر على تأسيس كيان عام (جيش الفتح مثلاً)، لا يمس سلطته أو يبدل ويلغي موقعه من تنظيمه، أو يحول بينه وبين تركه في أي وقت، ولأي سبب كان. أما الأسباب الخارجية للتمزق القائم، فيجسّده ويوطده ارتباط معظم التنظيمات القائمة وتبعيتها لجهات أجنبية، يعزّز التجميع تحكّمها بالساحة السورية. لذلك نراها تقاوم بكل قواها أية محاولة لتخطيه، وتمنع السوريين من تجاوزه من خلال أي برنامج أو عمل توحيدي، لإيمانها أن في التوحيد قوة تمكّن أصحابه من اتخاذ قراراتٍ تجافي مصالحها. المشكلة أن العامل الخارجي يحكم، في حالتنا السورية، العامل الذاتي، إلى درجة تجعله افتراضياً، وتسلبه أية مرتسمات عملية، تنتج مواقف مستقلة، وإنْ بصورة نسبية.
تقول التجارب إن التجميع يظل محكوماً بالتمزق في أي وقت، وعند مواجهة أية مشكلة، عندما يكون بديلاً لتوحيدٍ يفرضه الواقع، وتمس الحاجة إليه، لكنه لا ينجز، كما هو حالنا في سورية. بقول آخر: تكمن مشكلتنا في أن التجميع لم ينجح إلى اليوم في نقلنا إلى التوحيد، أو في أن يصير بديلاً للتمزق، وأنه تجميع تفتيتي، غالباً ما كان محدوداً من جهة، وتفكك بعد وقت قصير من جهة أخرى. ومن يتابع محاولات التجميع التي تسمى خطأ محاولات توحيدية، يجد أنها كثيرة إلى حد تصعب معه متابعتها، وكذلك متابعة تفكّكها، وما نجم عنه من تشظ تنظيمي، فاقم التمزق القائم، وعمّق الهوة بين أطرافه العاجزة جميعها عن مواجهة ما أنتجه الغزو الإيراني/ الروسي لبلادنا من علاقات وموازين قوى، وعاجزة عن وقف المعارك فيما بينها، على الرغم من تعرّضها جميعها لهزائم تهدّد وجودها، وتقوّض بنيانها.
ما العمل إذا كنا لا نملك قرارنا، وكنا نعرف جميعنا ما علينا فعله، لكننا نعجز في الواقع عن فعل أي شيء يخرجنا من بلايانا، ويضع ثورتنا على السكّة الصحيحة؟!
لم تنجح أية محاولة توحيدية. في المقابل، نجحت محاولات ضم أو احتواء عديدة، سبقها أو ترتب عليها انشقاقٌ، قام به الذين التحقوا بغيرهم، كرهاً في أغلب الأحيان، وطوعاً في القليل والنادر منها. ولم تفض عمليات التجميع إلى إزالة ما بين أطرافها من تناقضاتٍ وخلافات، بل عنى التجميع طمس خلافاتها، أو إنكار وجودها، وتركها تفعل فعلها ضمن أشكال وصور تناسب الوضع الناشئ. يصدق هذا على العسكر بصورة شاملة، وجزئياً على السياسيين. لذلك، لم ينه التجميع صراعات هؤلاء وأولئك، بل أضفى شكلاً جديداً عليها، وأثار، في الوقت نفسه، مشكلات جديدة بينهم، عزّزت مساراتهم المتناقضة والمختلفة، وأخفتها في الآن نفسه، وقدر المستطاع، عن الأنظار. يفسر هذا، لماذا انفجرت خلافات من تم تجميعهم عند كل منعطفٍ وقضية، ولماذا لم يفض الوضع التجميعي إلى تحسين علاقات تنظيماتهم، وعلاقات قياداتها وممثليها، بل لغم ما طرحه عليهم من مهام، وأفسد علاقاتهم الخاصة ومع الآخرين، على الرغم من إطناب أحاديثهم وتصريحاتهم العلنية عن وحدتهم، والشراكة التي تجمعهم في كل كبيرة وصغيرة، وفي السرّاء والضرّاء.
للتمزق المسيطر على الساحتين السياسية والعسكرية أسباب خارجية، وأخرى ذاتية تكمن في عيوب نشأة ومسار جعلا كل تنظيم سياسي أو عسكري يتمترس داخل مصالح وأيديولوجية وحسابات شخصية يرفض مبارحتها. لذلك، يقبل على الإجراءات التجميعية، لاعتقاده أنها لا تلزمه إلا بقدر ما يريد، ولا تلغي صلاحياته الخاصة وخصوصية تنظيمه، وتقتصر على تأسيس كيان عام (جيش الفتح مثلاً)، لا يمس سلطته أو يبدل ويلغي موقعه من تنظيمه، أو يحول بينه وبين تركه في أي وقت، ولأي سبب كان. أما الأسباب الخارجية للتمزق القائم، فيجسّده ويوطده ارتباط معظم التنظيمات القائمة وتبعيتها لجهات أجنبية، يعزّز التجميع تحكّمها بالساحة السورية. لذلك نراها تقاوم بكل قواها أية محاولة لتخطيه، وتمنع السوريين من تجاوزه من خلال أي برنامج أو عمل توحيدي، لإيمانها أن في التوحيد قوة تمكّن أصحابه من اتخاذ قراراتٍ تجافي مصالحها. المشكلة أن العامل الخارجي يحكم، في حالتنا السورية، العامل الذاتي، إلى درجة تجعله افتراضياً، وتسلبه أية مرتسمات عملية، تنتج مواقف مستقلة، وإنْ بصورة نسبية.
تقول التجارب إن التجميع يظل محكوماً بالتمزق في أي وقت، وعند مواجهة أية مشكلة، عندما يكون بديلاً لتوحيدٍ يفرضه الواقع، وتمس الحاجة إليه، لكنه لا ينجز، كما هو حالنا في سورية. بقول آخر: تكمن مشكلتنا في أن التجميع لم ينجح إلى اليوم في نقلنا إلى التوحيد، أو في أن يصير بديلاً للتمزق، وأنه تجميع تفتيتي، غالباً ما كان محدوداً من جهة، وتفكك بعد وقت قصير من جهة أخرى. ومن يتابع محاولات التجميع التي تسمى خطأ محاولات توحيدية، يجد أنها كثيرة إلى حد تصعب معه متابعتها، وكذلك متابعة تفكّكها، وما نجم عنه من تشظ تنظيمي، فاقم التمزق القائم، وعمّق الهوة بين أطرافه العاجزة جميعها عن مواجهة ما أنتجه الغزو الإيراني/ الروسي لبلادنا من علاقات وموازين قوى، وعاجزة عن وقف المعارك فيما بينها، على الرغم من تعرّضها جميعها لهزائم تهدّد وجودها، وتقوّض بنيانها.
ما العمل إذا كنا لا نملك قرارنا، وكنا نعرف جميعنا ما علينا فعله، لكننا نعجز في الواقع عن فعل أي شيء يخرجنا من بلايانا، ويضع ثورتنا على السكّة الصحيحة؟!