لدينا ما يكفي من الأحزان والحجارة نرميها عالياً لنثقب القبة الزرقاء فوقنا، بعضنا يحملها ليخفف بها مواجعه، الحجارة لا تصل عالياً إلى مبتغانا، الدموع التي تكتب الأفق، حجارة أقدر وصولاً للسماء، لا أحزان مشتركة، ولا طرق لرميها، هي فقط أحزان تلقى هنا وهناك، ولطالما هطل الحزن من السماء.
أمشي في ذلك الطريق، كل ما فيه تغيّر حتى نحن، يداي في الريح معلّقة بصرير باب الحانة والكوب الفارغ، عيناي تمرّان بكل شيء، تفاصيل المكان تشبه ما كنّاه، فأيننا من المكان؟
أتراني شربت الحانة كلها، أم شربتني!؟ ما لي أترنّح خلف فراشة، بكل قواي ألاحقها، أترنح، وألاحقها، على المقعد الخشبي أنا، هي تترنح وألاحقها في الأفق المكتظ بنا، بدموعنا، تترنح، تلاحقني، ولا أفق. تفصلني عن باب الغيم ألف قافية، كل هذا الطيران ولا تحليق، ونحن، لماذا حين اهتز الغصن أومأ لي بأن العمر اتكأ على بقايا الدرب؟!! تفاصيلك يا درب تعج بكل ما كان، إلا نحن، كأنك تذكرة عبور، ولا عودة. خلف الغيم قصيدة، تحت الغيم قصيدة، بين أصابع المكان قصائد لا نطالها، ولا تطالنا. كان بوسع الجميع حمل ذكرياتهم في كيس، ورميها بالبحر، لكننا لم نعتد بعد على تقبّل وجود القسر في الحياة، من بعيد صوت أسئلتنا يتردد، أين العصفور، ولمن العش القديم، كم كأس شربت لتغني بكل هذا الصدق يا غراب! "ثم، لمَ كل هذا التملّق، قل لها أحبك. لن يقتلك أحد".
هي في الكون الذي هاجرتَهُ طوعاً لأسباب كثيرة ﻣﻦ بينها الفضول، وما زلت تواري في الأيام خطاياكَ السابقة، تدفِنُ رأسكَ في الريح كالنعامة، وتُشعل السيجارة، "كم هي باردة المسافة" تُحاور نفسك، دائماً، ترسم صورة قاسيون على جبل أمامك. تراهُ منذ سنة ولم تستطع الاقتناع بأنه كبشري يهمك معرفة الأماكن بأسمائها، لا بماهيتها، الجبل برد ودفء، وحجر، واسم.
ما زلت أسير في ليل المدينة البارد، إلى حيث أقنع نفسي، "الدويلعة" هنا، 5 دقائق وأصل "باب شرقي". ﻻ مشكلة لديّ، الحرس يعرفني وكلب المدام "جاكي"، والعفن على شبابيك الغرفة والجرذان التي تركض، كلّما أحسّت بحركاتي المترنحة.
أعود وأسأل نفسي هل هذا تملّق؟ أم أنه مجرد ترف الابتعاد عن المألوف هناك؟ لمن كل هذا الحنين؟ الياسمين بدعتنا الكبرى، وبردى يفيض أكثر هنا، هنا في القلب وذاكرة المفارقين. وعيناكِ تدفعاني للتساؤل دائماً، "هل حقاً كنت في دمشق، ولم أركِ!".
تعود إليّ الرؤى السابقة، الدويلعة ﻻ تحوي أشجاراً وكلاباً ضالة بهذا القدر، أرمي اللعنة التي تسكرني وأتابع المشي، ثم أهمس "أحبك" بخوفٍ، كجرذ هارب من نباح كلابٍ في هذه الشوارع المترنحة.
أتراني شربت الحانة كلها، أم شربتني!؟ ما لي أترنّح خلف فراشة، بكل قواي ألاحقها، أترنح، وألاحقها، على المقعد الخشبي أنا، هي تترنح وألاحقها في الأفق المكتظ بنا، بدموعنا، تترنح، تلاحقني، ولا أفق. تفصلني عن باب الغيم ألف قافية، كل هذا الطيران ولا تحليق، ونحن، لماذا حين اهتز الغصن أومأ لي بأن العمر اتكأ على بقايا الدرب؟!! تفاصيلك يا درب تعج بكل ما كان، إلا نحن، كأنك تذكرة عبور، ولا عودة. خلف الغيم قصيدة، تحت الغيم قصيدة، بين أصابع المكان قصائد لا نطالها، ولا تطالنا. كان بوسع الجميع حمل ذكرياتهم في كيس، ورميها بالبحر، لكننا لم نعتد بعد على تقبّل وجود القسر في الحياة، من بعيد صوت أسئلتنا يتردد، أين العصفور، ولمن العش القديم، كم كأس شربت لتغني بكل هذا الصدق يا غراب! "ثم، لمَ كل هذا التملّق، قل لها أحبك. لن يقتلك أحد".
هي في الكون الذي هاجرتَهُ طوعاً لأسباب كثيرة ﻣﻦ بينها الفضول، وما زلت تواري في الأيام خطاياكَ السابقة، تدفِنُ رأسكَ في الريح كالنعامة، وتُشعل السيجارة، "كم هي باردة المسافة" تُحاور نفسك، دائماً، ترسم صورة قاسيون على جبل أمامك. تراهُ منذ سنة ولم تستطع الاقتناع بأنه كبشري يهمك معرفة الأماكن بأسمائها، لا بماهيتها، الجبل برد ودفء، وحجر، واسم.
ما زلت أسير في ليل المدينة البارد، إلى حيث أقنع نفسي، "الدويلعة" هنا، 5 دقائق وأصل "باب شرقي". ﻻ مشكلة لديّ، الحرس يعرفني وكلب المدام "جاكي"، والعفن على شبابيك الغرفة والجرذان التي تركض، كلّما أحسّت بحركاتي المترنحة.
أعود وأسأل نفسي هل هذا تملّق؟ أم أنه مجرد ترف الابتعاد عن المألوف هناك؟ لمن كل هذا الحنين؟ الياسمين بدعتنا الكبرى، وبردى يفيض أكثر هنا، هنا في القلب وذاكرة المفارقين. وعيناكِ تدفعاني للتساؤل دائماً، "هل حقاً كنت في دمشق، ولم أركِ!".
تعود إليّ الرؤى السابقة، الدويلعة ﻻ تحوي أشجاراً وكلاباً ضالة بهذا القدر، أرمي اللعنة التي تسكرني وأتابع المشي، ثم أهمس "أحبك" بخوفٍ، كجرذ هارب من نباح كلابٍ في هذه الشوارع المترنحة.