كأنه الحلم القديم الذي نتحدث عنه كلنا، ستأتي، بكل وصفٍ لا نعرف عنه أكثر من كلمة حلم، ووجه يخصنا في عالم لا نطاوله ونحن نتقلب، جيئة وذهابا، والصحو ما يلبث أن يبخره، واضعاً إياه في المكان الصحيح.
لدينا ما يكفي من الأحزان والحجارة نرميها عالياً لنثقب القبة الزرقاء فوقنا، بعضنا يحملها ليخفف بها مواجعه، الحجارة لا تصل عالياً إلى مبتغانا، الدموع التي تكتب الأفق
صلت حديثاً، لا أعرف عن "الدورة" سوى اسم الأغنية الشعبية، ولا أعرف عن لبنان سوى الروتين نفسه، أي الأغاني. كنت أنوي العيش ككل طامح، براحة بال، وهدوء، لكن!، لا مفر
أخي صحا منذ يومين حادثني قليلا، لا أسمعه جيداً، بجانبه صديقي لم يصحُ حينها، صورة متكسّرة، صوت متقطع، أخي مسافة أيضاً، حجم من الحب لا يصاب بالبرد، صديقي كتلة دفء لو تصحو فقط.
بدأ فهمنا له في تلك القطعة من الأرض، الحب، حين عرفنا الفرق بين ألف قطعة خبز لا معروفة مصادر دفئها، وقطعة خبز تعدها الأم لنا، بالزيت والزعتر، ونحن بكامل اتساخنا، الطين يغطي السنتيمترات الخمسة الأخيرة من البنطال
ي وجه وحيدٌ لبسته، منذ أن سكبوا على جسدي الماء أول مرة، أو لنقل، عندما مسحوا دماء الرحم التي تعلو جسدي، وجه الحطاب الذي كنته قبل زغردة أو اثنتين لحظة الولادة.