كشفت مصادر قريبة من عائلة الحريري في لبنان، أن مقرّي رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في 14 فبراير/شباط 2005، في قريطم في قلب العاصمة اللبنانية بيروت (من أكبر العقارات في بيروت وأغلاها على الإطلاق)، والصيفي في فقرا (في أعالي جبل لبنان) معروضان للبيع.
وانتشر هذا الخبر في الأوساط العقارية في بيروت، التي تُشير مصادر فيها إلى أن بيع قصر فقرا يبدو أقرب من بيع قصر قريطم. وأكّدت مصادر تعمل في السوق العقاري في بيروت لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الحكومة الأسبق، ابن رفيق الحريري، سعد، باع أخيراً عدداً من العقارات التي يملكها في بيروت، واشترى بعضها رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، الخصم السياسي الأول للحريري في الشارع السني في لبنان.
وفي حال بيع قصري قريطم وفقرا، فإن هذا الأمر يُشكّل ضربة معنوية للحريري لما يُمثّلان من رمزية لتياره، خصوصاً قصر قريطم، الذي بنى فيه الحريري الأب إمبراطوريته السياسية في لبنان، واعتبر ملجأ لمناصري الحريري، حيث كانت تُقدّم الخدمات عبره.
ويتوقع أن يستغل خصوم الحريري عمليّة البيع، في حال تمت، للقول إنه يُصفي إرث والده السياسي. ورجّحت مصادر عقارية فضلت عدم نشر اسمها في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تبلغ قيمة قصر قريطم أكثر من مائة وعشرين مليون دولار. فالقصر موجود في منطقة رأس بيروت في قلب العاصمة، ويضم عدداً من المباني ومساحته كبيرة جداً، مقارنة بحجم العقارات المبنية في بيروت.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر آل الحريري لـ"العربي الجديد"، إلى أن قصر قريطم الذي كان في البداية من حصة السيدة نازك الحريري (زوجة رفيق الحريري)، انتقل إلى حصة سعد الحريري من ضمن اتفاق جرى داخل العائلة يهدف لفصل الملكيات المشتركة في الشركات والعقارات التي كان يملكها الحريري الأب.
ورجّحت المصادر نفسها أن يكون هذا الانتقال غير مُسجّل بعد في الدوائر العقارية، بسبب عدم دفع كلفة تسجيله التي تُعتبر عالية. وأضافت أن سعد الحريري يُريد أن يتملك شركة "سعودي أوجيه" بالكامل، إذ يتشارك شقيقاه فهد وأيمن في ملكيتها. لهذا السبب، يقوم الحريري ببيع هذه العقارات بهدف تمويل صفقة شراء حصص أيمن وفهد.
وتُعاني شركة "سعودي أوجيه" من فساد وهدر كبيرين، ما ساهم بخسارتها لمبالغ كبيرة، ويعتقد سعد الحريري أن وقف الفساد والهدر فيها يستدعي أن يتولّى إدارتها لوحده، ولذلك يُريد أن يتملّكها بكاملها، بحسب المصادر القريبة من العائلة. وتعتبر هذه الشركة من المؤسسات المهمة للعائلة، كونها أكثر من مؤسسة تجارية، فهي تعتبر أحد مداخل العلاقة مع السعوديّة.
ويُعاني الحريري منذ مدّة مشكلة سيولة مالية، أدت إلى تأخره في دفع رواتب العاملين في مؤسساته الإعلاميّة وفي "تيار المستقبل" لأشهر. كما توقفت مساعدات الحريري وأقفلت فروع عدة لمؤسساته الخدماتية في المناطق، وهو ما أدى إلى تململ في شارعه السياسي، وإلى خروج أصوات معارضة في صفوف العاملين في المؤسسات نتيجة عدم دعم الرواتب. كما سبق أن نشرت وسائل إعلام لبنانيّة معلومات عن قيام بلدية بيروت بشراء عقارات مملوكة من ورثة رفيق الحريري.
اقرأ أيضاً سعد الحريري: مستمرون في الحوار مع حزب الله