عاد أزيز الرصاص إلى بلدة عرسال (عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية) مجدداً، ولكن من بوابة الابتهاج هذه المرة. فقد وافق القضاء العسكري على طلب إخلاء سبيل نجل الشيخ السلفي مصطفى الحجيري، براء الحجيري، بعد رفض طلبات سابقة.
ورد اسم الحجيري الابن مرات عدة ضمن الأسماء التي طرحتها جبهة النصرة للتبادل مع الحكومة اللبنانية مقابل إطلاق العسكريين اللبنانيين المخطوفين لديها منذ أغسطس/آب الماضي. كان الرد اللبناني بإصدار مذكرة توقيف بحق الشيخ الحجيري بتهمة "الانتماء لتنظيم إرهابي" (جبهة النصرة) ما دفعه لسحب يده من الوساطة والاعتكاف في منزله في عرسال.
تزامن إطلاق براء مقابل كفالة مالية مع طرح اسم نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كوسيط مقبول للعمل على التفاوض. دخل الفليطي على خط المفاوضات "فجأة"، بحسب ما يشير مصدر متابع للملف، واستهل متابعة الملف من خلال زيارة إلى جرود عرسال التقى خلالها أحد القضاة الشرعيين الجدد لـ"داعش" في القلمون.
وكان هؤلاء "القضاة" الجدد قد وصلوا إلى منطقة القلمون مع تعزيزات إضافية للتنظيم الذي أطلق معركة تصفيات ضد قادة فصائل الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة" المنتشرين في أرجاء القلمون المجاورة لحدود لبنان الشرقية. يقول المصدر المتابع نفسه إن "قيادات داعش الجديدة تريد إنهاء ملف العسكريين، وبناء على هذه الرغبة طرح القاضي الشرعي على الفليطي إطلاق سراح ثلاثة موقوفين من السجون اللبنانية مقابل إطلاق كل عسكري".
وكان الطرح السابق يقضي بإطلاق عشرة معتقلين مقابل كل عسكري، بما يعني أنّ التطوّر الحاصل اليوم إيجابي ولو أنّ النتائج غير ملموسة بعد. من جهته، يدعو الشيخ مصطفى الحجيري في حديث لـ"العربي الجديد" إلى "التروي وإعطاء وساطة الفليطي المزيد من الوقت"، من دون أن يعلق على الربط بين إطلاق سراح نجله وتطوّرات المفاوضات.
وكان هؤلاء "القضاة" الجدد قد وصلوا إلى منطقة القلمون مع تعزيزات إضافية للتنظيم الذي أطلق معركة تصفيات ضد قادة فصائل الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة" المنتشرين في أرجاء القلمون المجاورة لحدود لبنان الشرقية. يقول المصدر المتابع نفسه إن "قيادات داعش الجديدة تريد إنهاء ملف العسكريين، وبناء على هذه الرغبة طرح القاضي الشرعي على الفليطي إطلاق سراح ثلاثة موقوفين من السجون اللبنانية مقابل إطلاق كل عسكري".
وكان الطرح السابق يقضي بإطلاق عشرة معتقلين مقابل كل عسكري، بما يعني أنّ التطوّر الحاصل اليوم إيجابي ولو أنّ النتائج غير ملموسة بعد. من جهته، يدعو الشيخ مصطفى الحجيري في حديث لـ"العربي الجديد" إلى "التروي وإعطاء وساطة الفليطي المزيد من الوقت"، من دون أن يعلق على الربط بين إطلاق سراح نجله وتطوّرات المفاوضات.
يشكل إطلاق نجل الحجيري "رد اعتبار" للرجل الذي رافق أهالي عدد من العسكريين إلى الجرود للاطمئنان إلى أبنائهم، ومدخلاً محتملاً لعودته إلى الملف مع استمرار التداول في اسم الفليطي الذي "رافق الشيخ الحجيري مراراً في زيارته إلى جرود عرسال للقاء الخاطفين"، بحسب مصدر محلي في بلدة عرسال. ويشير المصدر لـ"العربي الجديد" إلى أن "عودة الحجيري إلى ملف المفاوضات ستكون أيضاً في إطار التنافس بين آل الحجيري وآل الفليطي على زعامة عرسال".
عرسال: المعركة مقبلة
عرسال: المعركة مقبلة
يعزز الجيش انتشاره في البلدة ومحيطها، فقطع أغلب الممرات غير الشرعية بين عرسال والجرد بالسواتر الترابية، حتى أنّ هذه الإجراءات تحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم وتمنع أصحاب معامل الحجر (مصدر الدخل الأول لأهالي البلدة) من الوصول إلى مقالعهم.
وكان لافتاً أنّ هذا التشديد الأمني جاء مع تغيير قائد اللواء الثامن في الجيش اللبناني المسؤول عن المنطقة، في إطار سعي قيادة الجيش إلى ضبط الوضع بشكل أفضل. خطوة تعزز حديث الأهالي عن اقتراب اندلاع المعركة الثانية بين "داعش" والجيش في البلدة، وهو ما يتقاطع مع أجواء نقلها أحد مسؤولي التنظيمات الإسلامية اللبنانية، عندما أكد في جلسة خاصة "نية داعش احتلال بلدة عرسال بشكل كامل واستعداده لتحمل كلفة المعركة بعد تضاعف أعداد مقاتليه في الجرود".
تبدو حظوظ المعركة داخل عرسال متساوية مع حظوظ إنجاز صفقة التبادل المنتظرة بين الدولة اللبنانية وخاطفي الجنود. ومع تراجع اسم "جبهة النصرة" في مسار المفاوضات أسوة بتراجعها الميداني أمام "داعش" في القلمون، باتت الحرب أو المفاوضات محصورة بين الحكومة و"داعش".