يصرّ بعض المسؤولين اللبنانيين المعنيين بـ "مكافحة الإرهاب" أو متابعة ملفاته على وضع المطلوبين الذين يتم توقيفهم أو تصفيتهم في محور الدولة الإسلامية (داعش) حصراً. وقع الكمين الذي نصبته القوى الأمنية في طرابلس (شمال لبنان) قبل يومين لأبرز مطلوبين لبنانيين (الشيخ أحمد حبلص وأسامة منصور) في مبدأ التعميم نفسه، فصنّف حبلص مناصراً لـ "داعش" ومنصور قريباً من جبهة النصرة. في حين إنّ واقع الأمور يشير إلى أنّ "النصرة" موجودة على الساحة اللبنانية، وتلعب على هذه الأرض أكثر مما يفعل "داعش" وغيره من التنظيمات المسلحة الأخرى الناشطة في الحرب السورية.
ما كان معروفاً عن حبلص ومنصور، بحسب ما يؤكده رجال دين إسلاميون لـ "العربي الجديد"، أنهما بعيدان كل البعد عن "داعش". يدور الرجلان في فلك "النصرة"، ويرتبط منصور بها بشكل مباشر، وسبق له أن التقى مسؤولين منها في القلمون السورية، وعمل لديهم وقاتل إلى جانبهم قبل أكثر من عام. بينما حافظ حبلص من جانبه على علاقته بالشيخ الفار أحمد الأسير، قائد معركة عبرا (جنوبي لبنان) بوجه الجيش اللبناني (2013). يعدّ الأسير مقرباً من "النصرة" أيضاً، وتحدثت معلومات سابقة عن إمكانية تسليمه ملف الجبهة في لبنان، ولو أنه غادر البلاد فاراً من وجه العدالة.
اقرأ أيضاً: "كمين حبلص": اجتماع صدف وإجماع سياسي لبناني
في هذا الإطار، تشير مصادر إسلامية لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "منصور وحبلص وغيرهما ممن يشكلون الحالة الإسلامية المسلحة الخارجة على القانون، على خلاف مع "داعش" في الأفكار والتطبيق، وفي رؤية العمل في لبنان أيضاً". تتحدث المصادر نفسها عن وقوع أكثر من صدام بين الطرفين قبل ما يقارب العام، تكون المادة السياسية فيه "أولوية مواجهة حزب الله وحلفاء النظام السوري في لبنان". وضعت المجموعات القريبة من "النصرة" قراءة تفيد بأنّ المواجهة مع نظام البعث يجب أن تكون شاملة، وأنّ مبدأ وهدف "حماية أهل السنة" لا يمكن أن يكون أولوية في سورية والعراق، وأمراً ثانوياً في لبنان وغيره من البلدان "حيث يعيش السنة مظلومين ومغبونين". اندرج نشاط منصور وحبلص في هذا الإطار، وكانت المعارك التي خاضاها بوجه الدولة اللبنانية خير دليل على هذا التوجه. ويضيف مطلعون على هذا النقاش أنّ مسؤولي "داعش" يصرّون من جهتهم على أنّ المعركة اليوم هي على أرض دولة الخلافة، بين العراق وسورية، وقد تم تعميم هذه القراءة على أنصارها. فأكدت قيادة التنظيم لمبايعيها استحالة العمل في لبنان في الظرف الراهن، وطالبت "من يريد الانخراط في مشروع الدولة الإسلامية بالتوجّه إلى أماكن بسط سيادة الدولة، في سورية والعراق، أو الانضمام إلى المجموعات التي تكافح من أجل استعادة أراضي الدولة (عرسال شرقي لبنان ضمناً)".
أما مبايعو التنظيم غير القادرين على السفر "فعليهم المحافظة على مواقهم لحين تمدد الدولة الإسلامية ووصولها إليهم"، بحسب ما ينقل إسلاميون عن قرارات المسؤولين في "داعش". إذاً على من يودّ القتال تحت راية الدولة الإٍسلامية ان يترك منزله وعائلته وحياته، واللحاق بمجموعات "داعش" خارج الحدود. بالفعل، عشرات من شبان طرابلس وشمال لبنان انضموا إلى "داعش" في القلمون السورية (شرقي لبنان، عند الحدود اللبنانية السورية)، أو في الرقة وحمص. منهم من لا يزال يحافظ على تواصل بسيط مع أهله وبيئته، ومنهم من نفذ عمليات انتحارية في العراق أو قتل في المعارك فيها. كما أنّ أبرز الأسماء الموجودة على لوائح المطلوبين بتهم الإرهاب لدى أجهزة الأمن اللبنانية، أصحابها موجودون بشكل أساسي في سورية؛ وهم يقاتلون إلى جانب "داعش". من بين هؤلاء مسؤولون في التنظيم باتوا يقودون مجموعات من المقاتلين أبرزهم أ. بركات، ط. الخياط، بالإضافة إلى اثنين آخرين من آل العتر؛ أحدهم في سورية والآخر غير معروف بعد مكان تواجده.
اقرأ أيضاً: داعش ينسحب من عرسال: مصير العسكريين المخطوفين مجهول
أما الشبان الذي عملوا تحت راية جبهة النصرة، فكان لافتاً أنهم لم يتركوا لبنان، بحيث نفذ ثلاثة منهم عمليات انتحارية في بيروت وضاحيتها الجنوبية (المربع الأمني والشعبي لحزب الله جنوب العاصمة) أو حتى في طرابلس (تفجير جبل محسن يناير/كانون الثاني 2015). الأمر الذي يتماشى بشكل كامل مع سياسة "النصرة" في مواجهة حزب الله على أرضه وبين جمهوره في لبنان.
ما كان معروفاً عن حبلص ومنصور، بحسب ما يؤكده رجال دين إسلاميون لـ "العربي الجديد"، أنهما بعيدان كل البعد عن "داعش". يدور الرجلان في فلك "النصرة"، ويرتبط منصور بها بشكل مباشر، وسبق له أن التقى مسؤولين منها في القلمون السورية، وعمل لديهم وقاتل إلى جانبهم قبل أكثر من عام. بينما حافظ حبلص من جانبه على علاقته بالشيخ الفار أحمد الأسير، قائد معركة عبرا (جنوبي لبنان) بوجه الجيش اللبناني (2013). يعدّ الأسير مقرباً من "النصرة" أيضاً، وتحدثت معلومات سابقة عن إمكانية تسليمه ملف الجبهة في لبنان، ولو أنه غادر البلاد فاراً من وجه العدالة.
اقرأ أيضاً: "كمين حبلص": اجتماع صدف وإجماع سياسي لبناني
في هذا الإطار، تشير مصادر إسلامية لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "منصور وحبلص وغيرهما ممن يشكلون الحالة الإسلامية المسلحة الخارجة على القانون، على خلاف مع "داعش" في الأفكار والتطبيق، وفي رؤية العمل في لبنان أيضاً". تتحدث المصادر نفسها عن وقوع أكثر من صدام بين الطرفين قبل ما يقارب العام، تكون المادة السياسية فيه "أولوية مواجهة حزب الله وحلفاء النظام السوري في لبنان". وضعت المجموعات القريبة من "النصرة" قراءة تفيد بأنّ المواجهة مع نظام البعث يجب أن تكون شاملة، وأنّ مبدأ وهدف "حماية أهل السنة" لا يمكن أن يكون أولوية في سورية والعراق، وأمراً ثانوياً في لبنان وغيره من البلدان "حيث يعيش السنة مظلومين ومغبونين". اندرج نشاط منصور وحبلص في هذا الإطار، وكانت المعارك التي خاضاها بوجه الدولة اللبنانية خير دليل على هذا التوجه. ويضيف مطلعون على هذا النقاش أنّ مسؤولي "داعش" يصرّون من جهتهم على أنّ المعركة اليوم هي على أرض دولة الخلافة، بين العراق وسورية، وقد تم تعميم هذه القراءة على أنصارها. فأكدت قيادة التنظيم لمبايعيها استحالة العمل في لبنان في الظرف الراهن، وطالبت "من يريد الانخراط في مشروع الدولة الإسلامية بالتوجّه إلى أماكن بسط سيادة الدولة، في سورية والعراق، أو الانضمام إلى المجموعات التي تكافح من أجل استعادة أراضي الدولة (عرسال شرقي لبنان ضمناً)".
أما مبايعو التنظيم غير القادرين على السفر "فعليهم المحافظة على مواقهم لحين تمدد الدولة الإسلامية ووصولها إليهم"، بحسب ما ينقل إسلاميون عن قرارات المسؤولين في "داعش". إذاً على من يودّ القتال تحت راية الدولة الإٍسلامية ان يترك منزله وعائلته وحياته، واللحاق بمجموعات "داعش" خارج الحدود. بالفعل، عشرات من شبان طرابلس وشمال لبنان انضموا إلى "داعش" في القلمون السورية (شرقي لبنان، عند الحدود اللبنانية السورية)، أو في الرقة وحمص. منهم من لا يزال يحافظ على تواصل بسيط مع أهله وبيئته، ومنهم من نفذ عمليات انتحارية في العراق أو قتل في المعارك فيها. كما أنّ أبرز الأسماء الموجودة على لوائح المطلوبين بتهم الإرهاب لدى أجهزة الأمن اللبنانية، أصحابها موجودون بشكل أساسي في سورية؛ وهم يقاتلون إلى جانب "داعش". من بين هؤلاء مسؤولون في التنظيم باتوا يقودون مجموعات من المقاتلين أبرزهم أ. بركات، ط. الخياط، بالإضافة إلى اثنين آخرين من آل العتر؛ أحدهم في سورية والآخر غير معروف بعد مكان تواجده.
اقرأ أيضاً: داعش ينسحب من عرسال: مصير العسكريين المخطوفين مجهول
أما الشبان الذي عملوا تحت راية جبهة النصرة، فكان لافتاً أنهم لم يتركوا لبنان، بحيث نفذ ثلاثة منهم عمليات انتحارية في بيروت وضاحيتها الجنوبية (المربع الأمني والشعبي لحزب الله جنوب العاصمة) أو حتى في طرابلس (تفجير جبل محسن يناير/كانون الثاني 2015). الأمر الذي يتماشى بشكل كامل مع سياسة "النصرة" في مواجهة حزب الله على أرضه وبين جمهوره في لبنان.
حتى أنّ اثنين من منفذي العملية كانا من أنصار الشيخ الفار أحمد الأسير، الذي سبق لحبلص أن بايعه محاولاً فتح باب شعبي وتنظيمي له في الشمال. وبالتالي يأتي كل ذلك ليحسم النقاش حول عمل "النصرة" في لبنان وأهميته، في حين يأخذ "داعش" النصيب الإعلامي الأكبر.
جاء كمين طرابلس (شمالي لبنان) ليعيد وضع حركة الأجهزة الأمنية اللبنانية على سكة العمل السليم، بعيداً عن الرسائل السياسية المتبادلة بين القوى السياسية التي يتحكّم كل منها بقرار أحد الأجهزة وعناصره. سبق العملية الكثير من الإنجازات الأمنية، بحيث تم توقيف مسؤولين ومقاتلين في كلا التنظيمين، متورطين بقتل العسكريين اللبنانيين المخطوفين في جرود عرسال منذ أغسطس/آب الماضي (عمر وبلال ميقاتي)، وثلاثة من آل عبيد في شمال لبنان، بالإضافة إلى السوري نبيل الصديق واللبناني علي أيوب في البقاع.