وقد أصيب العضو البارز في هيئة العلماء، الشيخ سالم الرافعي، ومدير مؤسسة "لايف" لحقوق الانسان، المحامي نبيل الحلبي، ومرافق الرافعي. وقد أطلقت جهة مجهولة النار على سيارتهم، في خطوة تعرض جهود الوساطة لخطر كبير، وخصوصاً أن إطلاق النار كان كثيفا ما أدى إلى تدهور السيارة التي كان ينتقل فيها المصابون، الذين يُعالجون في أحد المستوصفات الميدانية داخل البلدة. وقال رئيس اتحاد الجمعيات الإغاثية، الشيخ حسام الغالي، لـ"العربي الجديد"، إن الوفد سيبقى مختبئاً في أحد المساجد حتى الصباح، لمعرفة مصير المبادرة وإمكانيات التحرك.
وتأتي وساطة الوفد في محاولة لوقف إطلاق النار والوصول إلى حل سلمي. وعلم "العربي الجديد" أن مسؤولين رسميين لبنانيين وقياديين من المسلحين، تواصلوا مع الرافعي وطلبوا وساطته. وتنص المبادرة على وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من عرسال وإطلاق سراح المخطوفين من الجيش اللبناني والموقوفين من المسلحين، وتحديد موعد سريع لمحاكمة قائد "لواء فجر الإسلام" خالد جمعة (الذي بايع تنظيم "داعش") والذي انفجرت الاشتباكات على خلفية توقيفه.
وتستمر عمليات الكر والفر بين الجيش اللبناني والمسلحين، وقد حقق الجيش تقدماً عسكرياً، بحسب ما جاء في بياناته، خصوصا لجهة مبنى مهنية عرسال. وتحدثت معلومات غير مؤكدة، عن مقتل المدعو "أبو حسن الفلسطيني"، وهو مسؤول نواة "داعش" في منطقة القلمون، من دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التثبت من صحة النبأ.
وأبلغت مصادر داخل البلدة، "العربي الجديد"، أن المسلحين يعتمدون على قدرة تحركهم السريعة لضرب الجيش والانسحاب سريعاً ثم العودة للضرب مجدداً. وأكدت هذه المصادر أن المعارك لا تزال تدور داخل البلدة. وقد أعلن الجيش سقوط 14 قتيلاً في صفوفه و86 جريحاً، وفقدان الاتصال مع 22 عسكرياً قد يكونون مخطوفين. كما قالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" إن الصليب الأحمر اللبناني أجلى نحو خمسين جثة للمسلحين من عرسال.
إنسانياً، يناشد أهالي عرسال جميع الأطراف لفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين من البلدة إذ لم يخرج سوى عشرات العائلات من أصل نحو 35 ألف لبناني يقطنون في عرسال. وأبلغ عدد ممن اتصل "العربي الجديد" بهم، عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، نتيجة القصف والاشتباكات. كما أن مسلحي "داعش" عمدوا إلى قتل بعض الأهالي خلال خروجهم من البلدة. وأكد هؤلاء وجود جرحى في صفوف المدنيين، لا يتلقون العلاج بسبب عدم القدرة على نقلهم.
وكان بيان لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، قد أشار إلى أن الجيش اللبناني يمنع المدنيين السوريين من مغادرة البلدة. ولفت البيان إلى وجود نحو 120 ألف لاجئ سوري في عرسال، وقد سجل مقتل ثلاثين منهم خلال الاشتباكات وجرح نحو 300 آخرين. ويتوزع اللاجئون على حوالي 40 مركز إيواء، تم قصف أكثر من 25 منها، واحترق ودُمر منها 17 بشكل كامل، و9 تضررت بشكل جزئي (أي تدمير أكثر من 2798 وحدة سكنية)، وذلك بحسب بيان "الاتحاد".