18 اغسطس 2020
لجوء سياسي إلى عرين "الرفيق فلاديمير بوتين"
في نوستالجيا عرب "يسار كعبة موسكو" ما يزال الأصدقاء يراهنون.. أحدهم، لاجئ تسعينيات يسار "شتم أوسلو" وبيع السلاح، حي يرزق في منطقة "برابراند" بضواحي آرهوس الدنماركية، حيث كثر ذات يوم تضارب الأكواع والأكتاف "قيادة واحتلالاً للصفوف الأمامية" وخصوصاً حين يكون "ضيف المهرجان" من الخارج.
كان يجر عربة طفلته الصغيرة، من زيجة جديدة؛ فالرفيق "الشيوعي" التزم فقط بـ"مثنى وثلاث ورباع"، حين استوقفني بعد سنوات انقطاع الوصل، بعد اكتشافه أني "أضعت عقلي"، مبتعداً عن "مبادئ الممانعة"، يخوض في عقلي مفتشاً ما إن كنت لم أزل. كالثعلب يحوم.. مل مني، باكتشافه أني فعلاً "تائه ضائع".. حينها باح مصدقاً ومؤمناً بما يقول: "الرفيق كيم سيرسل صواريخه وسيدمر أبناء (...).. وبوتين أعد العدة..".
وفوق هذا، حين كان ينفخ عن يده وصدره ما علق من شعر صغير، بعد تشذيب لحيته، راح الرجل يقنعني بعظمة وذكاء الرفيق الآخر فلاديمير بوتين، لوضع روسيا مجدداً على سكة الاتحاد السوفياتي.
في لحظة من لحظات السرد، والشمس تلفح على غير عادة اسكندنافيا الباردة، شعرت ببعض حزن، وشفقة، وكثير من الرغبة أن نتوقف عن الجنون الذي أصاب البعض مراهناً، مناكفة ونكاية.
تذكرت لحظتها.. فسألته: يا رفيق، ألم تخبرني حين تعرفت عليك ذات يوم على فنجان قهوة في آرهوس أن رفيقك حافظ الأسد لعن سنفسيل رفاقك.. ما اضطرك للمجيء ملتحقاً بموجة طلب الحماية من نفس الغرب من "أبناء الكذا"؟
لم أقدر الغضب الذي سيثيره سؤال صريح وحقيقي في خلفية كثيرين أمثاله.. بل لن يصدقني أن بعض "الأخوة الأمليين"، نسبة لحركة الأستاذ نبيه بري "أفواج المقاومة اللبنانية" "أمل"، حصل على اللجوء مدعياً أنه "فلسطيني"، وهؤلاء ما يزالون في هذا البلد الاسكندنافي وفق ذلك النسب، وهذا لم يمنع لاحقاً، أثناء وبعد حرب المخيمات، أن تتدفق من أفواههم كل اللعنات التي طاولت فلسطين والفلسطينيين.. وأحياناً أتساءل: ماذا لو اكتشفت الوزيرة المتشددة انغا ستويبرغ أنهم كذبوا في أسس اللجوء؟... أو ما يتمنى "الرفيق" لبلدها بصواريخ رفيقيه كيم وبوتين؟
ولأنني بشر، مهما تقدم السن، ثارت أيضاً أعصابي، وخصوصاً رغبتي بإنهاء توقيفي، كوقفة حاجز "ردع" سوري في لبنان، الالتقاء سريعاً بصديقي محمد حميد، ابو باسل، في مطعمه القريب من مكان الالتقاء..
قلته له سريعاً: ببساطة، تذكرة الطائرة إلى موسكو تكلف بضعة مئات من الكرونات.. ولو أردتها باتجاه واحد فيمكنك الذهاب إلى هامبورغ، بحثاً عن أرخص، وتذهب إلى رفيقك كيم.. أو بوتين أقرب لك.. وتعيش في كنفه.. لا أفهم لماذا تصر العيش في كنف غرب ابن (...) بينما عقلك وقلبك هناك.. بل لماذا لا تغادر ببساطة إلى حبيبك بشار، الذي ادعيت أنه مضطهدك لتحصل على لجوء؟
أظن أنها ستمضي سنوات أخرى.. ربما يكون القبر قد احتضنني بجانب قبره، قبل أن يوقفني مرة ثانية ليفتش في أدراج عقلي إن ما زلت "تائهاً.. ضائعاً".. في دروس تمني أن يعيد الرفيق بوتين "عظمة روسيا.. وموسكو تحديداً"... ليصبح اقتصادها أكبر بقليل من اقتصاد "جمهورية كاليفورنيا"..
كان يجر عربة طفلته الصغيرة، من زيجة جديدة؛ فالرفيق "الشيوعي" التزم فقط بـ"مثنى وثلاث ورباع"، حين استوقفني بعد سنوات انقطاع الوصل، بعد اكتشافه أني "أضعت عقلي"، مبتعداً عن "مبادئ الممانعة"، يخوض في عقلي مفتشاً ما إن كنت لم أزل. كالثعلب يحوم.. مل مني، باكتشافه أني فعلاً "تائه ضائع".. حينها باح مصدقاً ومؤمناً بما يقول: "الرفيق كيم سيرسل صواريخه وسيدمر أبناء (...).. وبوتين أعد العدة..".
وفوق هذا، حين كان ينفخ عن يده وصدره ما علق من شعر صغير، بعد تشذيب لحيته، راح الرجل يقنعني بعظمة وذكاء الرفيق الآخر فلاديمير بوتين، لوضع روسيا مجدداً على سكة الاتحاد السوفياتي.
في لحظة من لحظات السرد، والشمس تلفح على غير عادة اسكندنافيا الباردة، شعرت ببعض حزن، وشفقة، وكثير من الرغبة أن نتوقف عن الجنون الذي أصاب البعض مراهناً، مناكفة ونكاية.
تذكرت لحظتها.. فسألته: يا رفيق، ألم تخبرني حين تعرفت عليك ذات يوم على فنجان قهوة في آرهوس أن رفيقك حافظ الأسد لعن سنفسيل رفاقك.. ما اضطرك للمجيء ملتحقاً بموجة طلب الحماية من نفس الغرب من "أبناء الكذا"؟
لم أقدر الغضب الذي سيثيره سؤال صريح وحقيقي في خلفية كثيرين أمثاله.. بل لن يصدقني أن بعض "الأخوة الأمليين"، نسبة لحركة الأستاذ نبيه بري "أفواج المقاومة اللبنانية" "أمل"، حصل على اللجوء مدعياً أنه "فلسطيني"، وهؤلاء ما يزالون في هذا البلد الاسكندنافي وفق ذلك النسب، وهذا لم يمنع لاحقاً، أثناء وبعد حرب المخيمات، أن تتدفق من أفواههم كل اللعنات التي طاولت فلسطين والفلسطينيين.. وأحياناً أتساءل: ماذا لو اكتشفت الوزيرة المتشددة انغا ستويبرغ أنهم كذبوا في أسس اللجوء؟... أو ما يتمنى "الرفيق" لبلدها بصواريخ رفيقيه كيم وبوتين؟
ولأنني بشر، مهما تقدم السن، ثارت أيضاً أعصابي، وخصوصاً رغبتي بإنهاء توقيفي، كوقفة حاجز "ردع" سوري في لبنان، الالتقاء سريعاً بصديقي محمد حميد، ابو باسل، في مطعمه القريب من مكان الالتقاء..
قلته له سريعاً: ببساطة، تذكرة الطائرة إلى موسكو تكلف بضعة مئات من الكرونات.. ولو أردتها باتجاه واحد فيمكنك الذهاب إلى هامبورغ، بحثاً عن أرخص، وتذهب إلى رفيقك كيم.. أو بوتين أقرب لك.. وتعيش في كنفه.. لا أفهم لماذا تصر العيش في كنف غرب ابن (...) بينما عقلك وقلبك هناك.. بل لماذا لا تغادر ببساطة إلى حبيبك بشار، الذي ادعيت أنه مضطهدك لتحصل على لجوء؟
أظن أنها ستمضي سنوات أخرى.. ربما يكون القبر قد احتضنني بجانب قبره، قبل أن يوقفني مرة ثانية ليفتش في أدراج عقلي إن ما زلت "تائهاً.. ضائعاً".. في دروس تمني أن يعيد الرفيق بوتين "عظمة روسيا.. وموسكو تحديداً"... ليصبح اقتصادها أكبر بقليل من اقتصاد "جمهورية كاليفورنيا"..