وشدد الملك في مؤتمر صحفي عقده مع أردوغان، في العاصمة أنقرة، على أنه "لا بديل عن حل الدولتين والقدس مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة برمتها"، مبيناً أنه أبلغ ترامب خلال اتصاله أمس بقلقه من تطورات نقل السفارة الأميركية.
وقال الملك "حل موضوع القدس يجب أن يكون وفقاً للمفاوضات"، محذراً من أن يؤدي إنكار الحق الإسلامي والمسيحي في القدس إلى تعزيز العنف.
وعبر الملك عن التزام الأردن، صاحب الوصاية على المقدسات في المدينة المقدسة، بـ"احترام كل تعهداته بشأن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية".
من جهته قال أردوغان: "أدعو لاجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي في 13 من ديسمبر/كانون الأول، إذ لا يمكن تقبل أي أخطاء بشأن وضع القدس لأنها حرم المسلمين جميعا"، لافتاً إلى أن المدينة المقدسة تخضع لقرارات دولية تنص على الحفاظ على وضعها القائم. مضيفا: "اتخاذ خطوة خاطئة فيما يتعلق بوضع القدس سيمهد الطريق أمام استياء واسع ويؤدي إلى صراعات جديدة".
ولفت أردوغان، خلال المؤتمر، إلى أن تركيا تشاطر الأردن نفس المشاعر حيال المحافظة على قدسية القدس ومكانتها التاريخية. وشدد على إيلائهم أهمية كبيرة للدور الحساس الذي لعبه الأردن كحامٍ للأماكن المقدسة في القدس.
وأوضح الرئيس التركي أن القدس تعتبر "قرة عين المسلمين كافة"، وأي محاولة تتجاهل هذه الحقيقة التاريخية مآلها الفشل. وأضاف أن "استقرار وسلام وأمن منطقتنا هام بالقدر الذي لا يمكن أن يكون ضحية لحسابات سياسية داخلية".
وأردف: "أريد التوجه بهذه الدعوة للعالم بأسره، يجب الابتعاد عن أي خطوة من شأنها تغيير الصفة القانونية للقدس المؤكدة بقرارات الأمم المتحدة، ولا يحق لأحد أن يتحكم بمصائر ملايين الناس إرضاء لأهوائه الشخصية، فخطوة كهذه لن تخدم سوى المنظمات الإرهابية" (في إشارة لقرار ترامب المرتقب حول القدس).
بموازاة ذلك، أعتصم أعضاء في مجلس النواب الأردني، أمام مقر السفارة الأميركية في عمّان، تعبيراً عن رفضهم للإعلان الأميركي المنتظر حول القدس.
ورفعوا لافتات تؤكد على عروبة القدس، وترفص القرار الأميركي، وتنتقد محاباة الإدارة الأميركية لدولة الاحتلال.
وفي شأن متصل، شرع أعضاء في مجلس النواب، بالتوقيع على مذكرتين، تطالب الأولى بسحب السفير الأردني من تل أبيب، فيما تطالب الأخرى بعقد جلسة لمناقشة معاهدة السلام مع إسرائيل (وادي عربة).
إلى ذلك، وخلال اجتماع طارئ عقده مجلس النواب الأردني لمناقشة تداعيات نقل السفارة، دعا المجلس "البرلمان العربي والإسلامي" لعقد اجتماع طارئ لبحث تداعيات نقل السفارة الأميركية إلى القدس.