استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، التي وصل إليها في زيارة رسمية، وذلك وسط أجواء من التفاؤل بعد توتر واضح في العلاقات بين الجانبين، إثر إصرار واشنطن الاستمرار في دعمها حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني).
واستمر اللقاء بين الجانبين حوالى ثلاث ساعات وربع ساعة بحضور وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، بما يوحي أن الأمر تجاوز هذه المرة التطمينات اللفظية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة للأتراك فيما يخص مخاوفهم على الأمن القومي التركي من الاتحاد الديمقراطي، دخولاً إلى الحديث في تفاصيل مشروع اتفاق محتمل.
وأكد مصدر تركي مطلع لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع كان إيجابياً ومثمراً، مضيفاً: "تم الحديث بشكل واضح وصريح، حيث أن الجانبين لا يودان بأي شكل من الأشكال المواجهة أو أن تسوء العلاقات بشكل أكبر بينهما، كما أن الرئيس أردوغان كان واضحاً وصريحاً في ما يخص الخطوات التي تود تركيا رؤيتها لإعادة بناء الثقة بيننا".
وشدد المصدر على أن أمر إغلاق قواعد حلف شمال الأطلسي في تركيا في وجه الأميركان أمر غير مطروح على الإطلاق في الفترة الحالية، بالقول "لم يكن أمر إغلاق كل من قاعدة إنجرليك وكوريجيك على الطاولة على الإطلاق، نحن حلفاء منذ أكثر من ستين عاماً، وعلاقاتنا لا تقتصر على الملف السوري، صحيح أن هناك توتراً شديداً، ولكننا والأميركان كذلك أبدينا رغبة ونية واضحة على تجاوزه".
ورفض المصدر الخوض في أي تفاصيل حول ما تمت مناقشته، لكنه قال "نحن منفتحون على جميع الاقتراحات، وتم اليوم الحديث في الكثير من التفاصيل التي سيتم العمل على تقييمها من قبل القيادة التركية، ومهما كانت نتيجة هذه المشاورات نحن عازمون بكل حزم على حماية أمن حدودنا وأمننا القومي".
وأشار إلى أن تليرسون أبدى تفهمه للمخاوف الأمنية التركية وكذلك لعملية "غصن الزيتون" التي تشنها القوات التركية بالتعاون مع المعارضة السورية ضد معاقل الاتحاد الديمقراطي في عفرين.
كما نقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر في الرئاسة التركية بأن الرئيس التركي أبلغ تيلرسون، أولويات تركيا في سورية والعراق بكل وضوح، إذ بحث الجانبين خلال لقائهما التطورات الإقليمية وعلى رأسها سورية والعراق ومكافحة الإرهاب والعلاقات الثنائية.
وذكرت المصادر أنه تم خلال اللقاء، إبلاغ تيلرسون بكل وضوح أولويات وتطلعات تركيا في كافة هذه المواضيع.
ومن المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم غد أيضاً، في لقاء ثنائي مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، للتباحث مرة أخرى.
وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قد أكد بعد الاجتماع الذي عقده مع نظيره الأميركي، جيمس ماتيس، في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش قمة وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، أن الأخير عرض إمكانية الفصل بين كل من حزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، مشيراً إلى أنه لا يرى هذا العرض ممكناً أو واقعياً.