يمكن توقع نوعية المواقف التي سيسمعها العالم اليوم الثلاثاء في ختام محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب (71 عاماً)، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (32 عاماً). الشبيهان في الكثير من النقاط رغم السنوات الـ39 التي تفصل بينهما، قد يتنافسان على شتم إيران وتهديدها، وقد يتسابقان على الإشادة واحدهما بالآخر، رغم كل النصائح التي تصل إلى المكتب البيضاوي وتحذر ساكنه من مغبة "الخضوع إلى نزوات الأمير" بحسب مصطلحات مقال توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام، على قاعدة أنه "إذا كنتَ تعتقد (الكلام موجه إلى ترامب طبعاً) أنّ بإمكانك الإشادة بموقفه المعادي لإيران وإصلاحاته الدينية وستسير الأمور على ما يرام بعد ذلك، فإنك مخطئ" على حد تعبير فريدمان. الزيارة الأولى لبن سلمان إلى واشنطن، اليوم، بصفته ولياً للعهد، سبقتها اجتماعات مع ترامب، أكان في الرياض، مايو/أيار 2017، في أول زيارة خارجية لترامب في حينها، أو في واشنطن قبل وصول الشاب السعودي إلى ولاية العهد. لكن هذه المرة، يحتمل أن يكون فحوى اللقاء هو "الأخطر"، بما أن ملفين اثنين حربيين فعلياً سيكونان على طاولة البحث: الملف النووي الإيراني، هاجس الرجلين، ثم تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، أو ما يحب ترامب أن يسميه "صفقة القرن"، والتي لا يبدو بن سلمان وغيره من بعض الدول العربية بعيدين عن السير بعدد من بنودها الكثيرة.
أما الموضوع الذي سيغيب، على الأرجح، بفضل تواطؤ ضمني بين الرجلين، فسيكون الحملة السعودية ــ الإماراتية ضد قطر، واحتمال انعقاد القمة الخليجية ــ الأميركية في مايو/أيار المقبل أو إلغاء الموعد المبدئي، وهو أمر بات مرجحاً. فلا بن سلمان يرغب بفتح موضوع قطر مع ترامب، بحسب ما سربه المسؤول السعودي ربما إلى عدد ومن وكالات الأنباء العالمية، ولا ترامب يبدو مستعجلاً فعلاً لإنهاء الحملة ضد قطر، وإلا لكان استطاع وقفها "باتصال هاتفي واحد" مع حكام السعودية والإمارات، بحسب تعابير نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الدفاع، خالد العطية، خلال ندوة عقدها في واشنطن، على هامش اجتماعات الحوار الأميركي ــ القطري في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، في عهد وزير الخارجية المقال، ريكس تيلرسون، الذي سيكون الغائب الأكبر عن الموسم الخليجي في العاصمة الأميركية. "موسم" يفتتحه بن سلمان اليوم، ثم يكمله أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في العاشر من إبريل/نيسان المقبل بلقاء مع ترامب في البيت الأبيض، مع أنه كان من المفترض أن يلحق ببن سلمان، حليفه، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، في 27 من مارس/آذار الحالي. غير أن بن زايد طلب تأجيل موعد زيارته إلى ما بعد لقاء ترامب ــ تميم، ربما هرباً من طيف فضائح العلاقات غير النظامية التي نسجها ترامب وبن زايد منذ ما قبل انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، أو لأن بن زايد يفضل أن يسمع ما ينقله ترامب عن تميم، تحديداً حوال حصار قطر ومدى استعداد الدوحة لتقديم تنازلات معينة من عدمه.
اقــرأ أيضاً
وبالفعل، نقلت وكالة "رويترز" عن "مسؤول أميركي" أن الطلب الإماراتي قُبل من قبل البيت الأبيض، وأن الموعد الجديد لبن زايد، لم يُحدد بعد. كذلك، ربما يكون اليمن أحد ضحايا اللقاء إذ لا يرجح أن يسمع بن سلمان كلاماً من ترامب حول ضرورة وقف آلة القتل هناك والسير بحل سياسي، ذلك أن ترامب آخر من قد يعبأ بالكلفة البشرية للحروب فور حضور حديث المصالح على الطاولة. لا بل على العكس، ربما يخرج ترامب بكلام يجدد الدعم لحرب السعودية في اليمن، على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من مواجهة إيران في المنطقة، بحسب ما يعتقده ترامب ومساعدوه.
وفي الملف الإيراني، يجتمع ترامب وبن سلمان وصدى خاطاباتهما الحربية ضد إيران تتردد في تصريحاتهما، مع ترجيح أن يهنّئ بن سلمان مضيفه على ما تسرب على لسان السيناتور الجمهوري بوب كوركر أول من أمس، عن أن ترامب قرر إلغاء الاتفاق النووي مع إيران في 12 مايو/أيار المقبل. وبالفعل، قبل اللقاء المقرر اليوم، تبارز الرجلان في رفع سقف الكلام عن إيران، إذ قال ترامب "أينما توجهنا في الشرق الأوسط، الحديث عن إيران، إيران، إيران (...) وراء كل مشكلة إيران"، بينما عاد بن سلمان، في حديث بث كاملاً أمس مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، إلى عباراته الشهيرة التي سبق أن شبه فيها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأدولف هتلر، متعهداً ببناء سلاح نووي "في أسرع ما يمكن" في حال طورت إيران قنبلة ذرية.
ومع اقتراب موعد 12 مايو 2018، ترتفع حدة المخاطر بما أن عدم تمديد ترامب قرار إعفاء إيران من العقوبات الأميركية، بموجب اتفاق يوليو/تموز 2015، يعني تلقائياً انسحاب أميركا من الاتفاق، وهو ما ينهي الاتفاق فعلياً، وهو ما يحاول الأوروبيون تفاديه من خلال فرض عقوبات على برنامج إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية، إرضاءً لواشنطن، رغم أن إيران تعتبر بدورها تلك الخطوة غير مقبولة بتاتاً، وتعرض الاتفاق إلى الزوال أيضاً.
هكذا، وفي ظل حضور وزير خارجية من "صقور" العداء لإيران، مثل مايك بومبيو، لا يستبعد أن يتخلل الاجتماع الأميركي السعودي اليوم استعراضاً لكيفية رفع سقف التصعيد ضد طهران، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً، في إيران نفسها، وفي لبنان وربما في سورية واليمن، من دون معرفة ما إذا كان العراق يدخل في هذا الإطار أم لا، بعد المصالحة السعودية مع حلفاء إيران في بغداد.
أما في ما يتعلق بالخطة الأميركية لتصفية ما بقي من القضية الفلسطينية، والتي بدأت بقرار اعتبار واشنطن، القدس عاصمة لإسرائيل، وتتواصل تسريبات بنود أخرى من الخطة غير المعلنة التي انضمّ بن سلمان، بحسب معلومات لم تعد سرية، إلى الترويج لها والضغط على القيادة الفلسطينية للتوقيع عليها، فإنه يتوقع أن تحضر أيضاً في لقاء البيت الأبيض اليوم، ربما لوضع اللمسات الأخيرة على شكل إخراجها إلى العلن، وهو أمر محتمل حصوله في مايو المقبل، عند نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ربما بحضور ترامب شخصياً إلى الأراضي المحتلة.
وتبقى القمة الأميركية ــ الخليجية، التي كان مقرراً أن تُعقد في منتجع كامب دايفيد في مايو المقبل. اليوم، هذه القمة تبدو آيلة إلى الإلغاء، لأن "المسؤولين الخليجيين غير مستعدين بعد لحلّ أزمتهم"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، في إشارة إلى الحملة السعودية ــ الإماراتية ضد دولة قطر. وتتعزز احتمالات إلغاء القمة، بفعل إقالة ريكس تيلرسون، المعروف بكونه اختلف مع ترامب منذ الصيف الماضي حيال حصار قطر، فرفضه وزير الخارجية في حينها وضغط في سبيل وقفه، بينما تحمس ترامب لحليفيه، السعودي ــ الإماراتي ضد الدوحة. وبحسب "مسؤول أميركي كبير سابق" تحدث لوكالة "رويترز" أيضاً، فإن "موافقة الشركاء الخليجيين على قمة أخرى بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي يستضيفها الرئيس دونالد ترامب في كامب ديفيد لن تحقق على الأرجح الكثير من المكاسب" في هذه الظروف من استمرار الأزمة الخليجية.
أما الموضوع الذي سيغيب، على الأرجح، بفضل تواطؤ ضمني بين الرجلين، فسيكون الحملة السعودية ــ الإماراتية ضد قطر، واحتمال انعقاد القمة الخليجية ــ الأميركية في مايو/أيار المقبل أو إلغاء الموعد المبدئي، وهو أمر بات مرجحاً. فلا بن سلمان يرغب بفتح موضوع قطر مع ترامب، بحسب ما سربه المسؤول السعودي ربما إلى عدد ومن وكالات الأنباء العالمية، ولا ترامب يبدو مستعجلاً فعلاً لإنهاء الحملة ضد قطر، وإلا لكان استطاع وقفها "باتصال هاتفي واحد" مع حكام السعودية والإمارات، بحسب تعابير نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الدفاع، خالد العطية، خلال ندوة عقدها في واشنطن، على هامش اجتماعات الحوار الأميركي ــ القطري في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، في عهد وزير الخارجية المقال، ريكس تيلرسون، الذي سيكون الغائب الأكبر عن الموسم الخليجي في العاصمة الأميركية. "موسم" يفتتحه بن سلمان اليوم، ثم يكمله أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في العاشر من إبريل/نيسان المقبل بلقاء مع ترامب في البيت الأبيض، مع أنه كان من المفترض أن يلحق ببن سلمان، حليفه، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، في 27 من مارس/آذار الحالي. غير أن بن زايد طلب تأجيل موعد زيارته إلى ما بعد لقاء ترامب ــ تميم، ربما هرباً من طيف فضائح العلاقات غير النظامية التي نسجها ترامب وبن زايد منذ ما قبل انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، أو لأن بن زايد يفضل أن يسمع ما ينقله ترامب عن تميم، تحديداً حوال حصار قطر ومدى استعداد الدوحة لتقديم تنازلات معينة من عدمه.
وفي الملف الإيراني، يجتمع ترامب وبن سلمان وصدى خاطاباتهما الحربية ضد إيران تتردد في تصريحاتهما، مع ترجيح أن يهنّئ بن سلمان مضيفه على ما تسرب على لسان السيناتور الجمهوري بوب كوركر أول من أمس، عن أن ترامب قرر إلغاء الاتفاق النووي مع إيران في 12 مايو/أيار المقبل. وبالفعل، قبل اللقاء المقرر اليوم، تبارز الرجلان في رفع سقف الكلام عن إيران، إذ قال ترامب "أينما توجهنا في الشرق الأوسط، الحديث عن إيران، إيران، إيران (...) وراء كل مشكلة إيران"، بينما عاد بن سلمان، في حديث بث كاملاً أمس مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، إلى عباراته الشهيرة التي سبق أن شبه فيها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأدولف هتلر، متعهداً ببناء سلاح نووي "في أسرع ما يمكن" في حال طورت إيران قنبلة ذرية.
ومع اقتراب موعد 12 مايو 2018، ترتفع حدة المخاطر بما أن عدم تمديد ترامب قرار إعفاء إيران من العقوبات الأميركية، بموجب اتفاق يوليو/تموز 2015، يعني تلقائياً انسحاب أميركا من الاتفاق، وهو ما ينهي الاتفاق فعلياً، وهو ما يحاول الأوروبيون تفاديه من خلال فرض عقوبات على برنامج إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية، إرضاءً لواشنطن، رغم أن إيران تعتبر بدورها تلك الخطوة غير مقبولة بتاتاً، وتعرض الاتفاق إلى الزوال أيضاً.
هكذا، وفي ظل حضور وزير خارجية من "صقور" العداء لإيران، مثل مايك بومبيو، لا يستبعد أن يتخلل الاجتماع الأميركي السعودي اليوم استعراضاً لكيفية رفع سقف التصعيد ضد طهران، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً، في إيران نفسها، وفي لبنان وربما في سورية واليمن، من دون معرفة ما إذا كان العراق يدخل في هذا الإطار أم لا، بعد المصالحة السعودية مع حلفاء إيران في بغداد.
أما في ما يتعلق بالخطة الأميركية لتصفية ما بقي من القضية الفلسطينية، والتي بدأت بقرار اعتبار واشنطن، القدس عاصمة لإسرائيل، وتتواصل تسريبات بنود أخرى من الخطة غير المعلنة التي انضمّ بن سلمان، بحسب معلومات لم تعد سرية، إلى الترويج لها والضغط على القيادة الفلسطينية للتوقيع عليها، فإنه يتوقع أن تحضر أيضاً في لقاء البيت الأبيض اليوم، ربما لوضع اللمسات الأخيرة على شكل إخراجها إلى العلن، وهو أمر محتمل حصوله في مايو المقبل، عند نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ربما بحضور ترامب شخصياً إلى الأراضي المحتلة.
وتبقى القمة الأميركية ــ الخليجية، التي كان مقرراً أن تُعقد في منتجع كامب دايفيد في مايو المقبل. اليوم، هذه القمة تبدو آيلة إلى الإلغاء، لأن "المسؤولين الخليجيين غير مستعدين بعد لحلّ أزمتهم"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، في إشارة إلى الحملة السعودية ــ الإماراتية ضد دولة قطر. وتتعزز احتمالات إلغاء القمة، بفعل إقالة ريكس تيلرسون، المعروف بكونه اختلف مع ترامب منذ الصيف الماضي حيال حصار قطر، فرفضه وزير الخارجية في حينها وضغط في سبيل وقفه، بينما تحمس ترامب لحليفيه، السعودي ــ الإماراتي ضد الدوحة. وبحسب "مسؤول أميركي كبير سابق" تحدث لوكالة "رويترز" أيضاً، فإن "موافقة الشركاء الخليجيين على قمة أخرى بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي يستضيفها الرئيس دونالد ترامب في كامب ديفيد لن تحقق على الأرجح الكثير من المكاسب" في هذه الظروف من استمرار الأزمة الخليجية.