الحياة مشتهى الموت
الآن أستطيع أن أفهم لماذا ينتحر الشعراء
فقط يحتاجون لأتفه الأسباب كالتي أمرّ بها الآن
مثل إدمان القلق أوالخوف من أي شيء، من كل شيء، من الماء من الهواء
أو من سرعة هبوب الريح في رأسي
أحاول أن أجد أتفه وأصغر الأسباب التي تدعوني للموت السري
مثلاً أن يحاط قلبك بالماء، ولا تعود قادراً على التجديف نحو الحياة مرة أخرى
أو أن تقرأ كتاباً لدوستويفسكي
أو أن ترى أعمال غويا ولا تجد وجهك بين الوجوه
أو أن تخرج روحك عن المألوف
تحتاج لأتفه الأسباب ليجدوا نوافذ بيتك مشرعة وأنت ممدد على الشارع
كأن يخذلك أصدقاؤك
أو تخاف وجهك في المرايا
هي علامة واحدة في الأفق
تشير بها السماء أو الأشجار
ستجعلك تدمن الألم
وترمي بنفسك من نافذة بيتك
أو انتهاء القهوة
ستجعلك تتعلم تصويب المسدس نحو رأسك سريعاً
لا أعرف لماذا؟
ما زلت أتقن فن الكذب على الآخرين وعلى نفسي
"أنا بخير"
ولا أعرف ما الذي يجعلني أعيش حتى الآن؟!
أتمنى أن أتدرب على الانتحار
■ ■ ■
الطريق سحابة مثقلة بالحنين
كان القطار القادم من بيتك
إلى الجامعة يمر قرب النهر
كان طعم الهواء عذباً.
وكانت عيناكِ
حزينةً كبحر
كنتُ نائماً وجائعاً وبي رغبة في الطيران
أتذكر ذلك الطفل الذي سرقكِ مني
قبل أن تمر
عليه عجلات القطار
بعد عشرين عاماً
قلتِ
ما قالته لي أمي ذات شتاء خجول
ونمتِ تحت القطار الذي يعبر
نحو الجنوب
والآن...
صديقتي أبحث عن الموت
لكن لا جنوب في بلادنا
■ ■ ■
عندما نتقدّم في السن
نصبح مملين...
وتكثر التجاعيد في أمكنة
قد نحب أن نراها وحدنا
ويصبح النوم مهنة شاقة
عندها،
تتقلص أعضاؤنا...
من قلة الاستعمال
ويكثر السؤال عن الصحة
ويقلّ الأصدقاء
ويزداد عدد العاطلين عن العمل
عندما نتقدم في السن
قد يتسع الحذاء قليلاً
ويكثر نسيان العائلة الصغيرة
عندما نتقدم في السن
نصبح أكثر وقاحة
وأقل جمالاً
وقد نتمنى لو متنا قبل ذلك بكثير
* شاعر من فلسطين