تعثرت من جديد المفاوضات بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، وقائد قوات معسكر برلمان طبرق، خليفة حفتر، عقب اللقاء المشترك بينهما في الإمارات مطلع الشهر الحالي. واتفق الطرفان على خطوط عريضة تتمثل بتشكيل مجلس رئاسة الدولة، ويضم السراج وحفتر ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وإجراء انتخابات رئاسية بعد 6 أشهر من الاتفاق، وحل التشكيلات المسلحة.
وكان من المتوقع أن يوقّع السراج وحفتر على بنود الاتفاق مع استكمال باقي المشاورات في هذا الإطار في القاهرة خلال الأيام الماضية، إلا أن المشاورات تعثرت مجدداً.
وأشارت المصادر المصرية إلى أن السراج طلب من المسؤولين المصريين إعطاءه مزيداً من الوقت لمحاولة حلحلة الموقف في غرب ليبيا، وذلك لعدم اتخاذ خطوات في تنفيذ الاتفاق ثم تتعثر الأمور بشكل أسوأ خلال الفترة المقبلة، بحسب ما يعتقد السراج. وأكدت المصادر أن إحدى العقبات أمام السراج تتمثل بوجود كتائب مسلحة كانت تقاتل إلى جانبه في مواجهة حفتر في أوقات سابقة، وهي الآن تمثل عقبة حقيقية لديه وبالتأكيد لدى القاهرة، وفق المصادر. وأوضحت أن مصر تدفع بقوة لإنهاء الانقسام في ليبيا لتشكيل نواة لجيش ليبي وطني من أجل مواجهة أي فصائل مسلحة محسوبة على التيار الإسلامي المتشدد، وهي رؤية تتفق معها دول إقليمية عدة في المنطقة.
وحول إمكانية تجاوُز مصر للسراج والتواصل مع أطراف في المنطقة الغربية، أكدت المصادر أن هذه الخطوة صعبة للغاية، أولاً في ظل موقف مصر الداعم بقوة لحفتر وهو يلقى رفضاً شعبياً هناك، وثانياً لأنه لا يوجد تواصل مصري مباشر مع القبائل والأطراف الفاعلة في غرب ليبيا، مثلما هو الحال بالأطراف النافذة في معسكر الشرق. وقالت المصادر، إنه لا يمكن تجاوز السراج خلال الفترة الحالية لأنه يحظى بقبول ودعم دوليين كبيرين، ولذلك هو لا يزال في المشهد حتى الآن، وفق تعبيرها.
وأكد السيسي خلال استقباله حفتر، أخيراً، على أهمية إعادة لُحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاماً على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها. ودعا إلى رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي، باعتباره الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا، فضلاً عن ضرورة وقْف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي، بحسب تعبيره.