شارك العشرات من المسيحيين العراقيين في لندن في مسيرة، احتجاجاً على ما يتعرض له مسيحيو الموصل من تهجير وتهديد بالقتل على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يتقدمهم رجال دين يمثلون الكنائس المسيحية الأرثوذكسية السريانية والكلدانية وغيرها في المملكة المتحدة.
وسار المحتجون من أمام البرلمان البريطاني وتجمعوا قبالة 10 داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية)، يتقدمهم رئيس كنيسة السريان الأرثوذكس، المطران توما دقما، الذي سلّم رسالة احتجاجية إلى ممثل عن حكومة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون.
وقال توما، لـ"العربي الجديد": "جئنا اليوم لنقدم رسالة احتجاجية على ما يحدث من قتل وتهجير وسرقة أبناء شعبنا المسيحي في الموصل، مستنجدين بالحكومة البريطانية وبالأمم المتحدة لكي يضعوا حداً لهذه الانتهاكات".
وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد" حول ما إذا يعتقد أن صوت المحتجين سيُسمع، قال المطران: "لنا أمل أن صوتنا سيُسمع ونحن سنبقى ننادي".
وعن موقف حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، لفت توما إلى أن "الحكومة العراقية منشغلة في السلطة والبقاء على الكرسي وتقسيم الحصص، وجعلت الثروة النفطية ملكاً خاصاً بها، فيما الشعب يموت ويدفع الثمن".
وحول ما إذا كان المسيحيون سيطالبون بإقليم خاص بهم، كحل للأزمة، قال المطران توما: "في الوقت الحاضر، نهتم بسلامة أهلنا واسترجاع حقوقنا". وأضاف: "نريد أن نعيد إلينا مدينة الموصل التي تربّينا وترعرعنا فيها. نحن الذين بنيناها".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أمهل مسيحيي الموصل 24 ساعة، انتهت في الساعة 12 من ظهر السبت بتوقيت بغداد، دعاهم فيها الى إشهار اسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة منازلهم دون ممتلكاتهم باعتبارها غنائم.
وقد غادرت العوائل المسيحية مدينة الموصل قبل انتهاء المهلة التي حددها التنظيم، تاركة وراءها ممتلكاتها وبيوتها متوجهة إلى بعض القرى المسيحية الآمنة في محافظة نينوى، والتي تخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية، وايضاً إلى إقليم كردستان.
يذكر أن مدينة الموصل تعتبر ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها، والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين بعد العاصمة بغداد، ومن ثم البصرة. وتضم محافظة نينوى، والتي من ضمنها الموصل، 13 كنيسة وديراً، فضلاً عن كاتدرائية موغلة في القدم، وكانت قبل الاحتلال الأميركي تضم أكثر من 600 ألف مسيحي.
ويتوزع مسيحيو الموصل إلى عدة طوائف هي الكلدان والسريان والكاثوليك، وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة مار كوركيس، التي شيّدت في العام 800 ميلادياً.