- أكثر من 250 أستاذاً يوقعون عريضة تطالب بإدانة اعتقال البروفيسورة الفلسطينية نادرة شلهوب كيفوركيان وتعليق الشراكة مع الجامعة العبرية، مشيرين إلى تجاهل الجامعة للحرية الأكاديمية.
- الطلاب المشاركون في المخيم يظهرون إصراراً على مواصلة حراكهم مع تنظيم فعاليات ثقافية ومظاهرات يومية، مطالبين بسحب استثمارات الجامعة من المشروع الصهيوني ومعلنين عن مسؤوليتهم في تفكيك النظام الاستعماري.
اتخذت إدارة جامعة كوين ماري في لندن إجراءات جديدة عقب انطلاق المخيم الطلابي التضامني لأجل غزة الاثنين الماضي، تشمل إغلاق البوابات والمداخل مع حضور مكثف لرجال الأمن، ومنع وصول صحافيين إلى الحرم الجامعي، في الوقت الذي يطالب فيه 250 محاضراً ومحاضرة أن تدين الجامعة اعتقال البروفيسورة الفلسطينيّة نادرة شلهوب كيفوركيان.
وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأنه زار جامعة كوين ماري أمس الثلاثاء، إلا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، رغم الاتصال مع قسم التواصل وتأكيده أن هذه الإجراءات هي سابقة جديدة تشهدها الجامعة ومؤسسات أكاديميّة بريطانية لأول مرّة.
جامعة كوين ماري في لندن تتصدى لمخيم التضامن
تشمل الإجراءات الإدارية أيضاً إغلاق أكثر من بوابة ومدخل للجامعة وحصر الدخول من مكان واحد، مع حضور عدد من رجال الأمن الذين يدققون في هويات الطلاب قبل دخولهم للتأكد من هويتهم. وطلب مراسل "العربي الجديد" من رجال الأمن ومن قسم التواصل في جامعة كوين ماري الحصول على ورقة رسمية تشرح هذه الإجراءات الجديدة، من ضمنها منع الصحافيين من الدخول، إلا أنه لم يتم توفير ذلك وتم إبلاغه أنه لا يوجد ورقة رسميّة مكتوبة، وأن هذه القرارات شفوية تم إبلاغ الأمن بها.
وحضر يوم أمس العشرات من الطلاب إلى المخيم الطلابي لأجل غزة، خلال المظاهرة اليوميّة المسائيّة، مع حضور متضامنين من المجتمع المحلي في الحي، الذين وقفوا في الخارج عند البوابة المغلقة، لتحيتهم والتظاهر معهم، كما جلبوا مستلزمات عديدة مثل طعام ومعدات نوم، دعماً لاستمرار الحراك الطلابي.
تضامن في جامعة كوين ماري مع نادرة شلهوب كيفوركيان
بموازاة الاحتجاجات الطلابيّة، يحتج العديد من الأساتذة على صمت جامعة كوين ماري على اعتقال الرئيسة العالمية للقانون في جامعة كوين ماري نادرة شلهوب كيفوركيان على يد الشرطة الإسرائيليّة والتحقيق معها وملاحقتها مؤخراً. وفي العريضة التي وُقّعت الأسبوع الماضي ووُجهت كرسالة إلى البروفيسور كولين بيلي، رئيس الجامعة ومديرها، جاء فيها "الأجواء داخل إسرائيل تجعل من الخطير للغاية بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب التعبير بحرية عن مواقفهم، أو حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة... لقد تعرضت الحريّة الأكاديميّة لهجوم متواصل، وأولئك الذين يجرؤون على انتقاد حرب إسرائيل على غزة يتعرضون للتهديد والإسكات بشكل روتيني." ودعت الرسالة الجامعة إلى إصدار بيان عام يدين الهجوم واعتقال شلهوب كيفوركيان، وتعليق شراكتها على الفور مع الجامعة العبرية، مشيرة إلى "تجاهل جامعة كوين ماري الصارخ للحرية الأكاديميّة وفشلها في واجبها في الرعاية لموظفيها الخاصين".
إصرار طلابي
وفي حديث عبر السياج الحديدي الفاصل مع إحدى الطالبات المنظمات للمخيم التي رفضت الكشف عن اسمها، قالت لـ"العربي الجديد": "حتى الآن إدارة الجامعة لم تتعرض لنا والوضع هادئ. يبدأ برنامجنا صباحاً بتناول الإفطار معاً، ثم تبدأ نشاطات ثقافيّة ومحاضرات حول ما يحصل في غزّة وفلسطين. وننظم فعاليات موسيقيّة ونجهز لافتات، ثم نعقد مظاهرتنا الأولى في الظهيرة وأخرى عند المساء".
وأشادت الطالبة بتفاعل المجتمع المحلي مع مخيمهم قائلة: "تفاعل جميل جداً ومتوقع، فنحن هنا في تاور هاملتس في لندن وهي منطقة يقطنها مجتمع مسلم ومعظم الناس من بنغلادش وباكستان وعرب أيضاً، لذلك متوقع أن يكون الجميع هنا متعاطفاً معنا. يعطوننا الطعام والخيام والمعدات ونعتبر مساعدتهم أساسيّة". وأكّدت إصرار الطلاب على البقاء في المخيم و"العمل للضغط على إدارة الجامعة بهدف تحقيق مطالبهم".
وجاء في البيان الرسمي الذي أطلقه الطلاب المعتصمون: "نحن طلاب في جامعة كوين ماري نطالب إدارة الجامعة بسحب الاستثمارات بشكل فوري من المشروع الصهيوني الإبادي. نحن هنا نستجيب لنداء المقاومة الفلسطينيّة ورفاقنا الطلاب في الجامعات الأميركيّة، لنقوم بالتصعيد داخل الحرم الجامعي. أكثر من 200 يوم على حرب إبادة الفلسطينيين في غزّة و76 عاماً على النكبة واستعمار فلسطين، والوقت الذي أُتيح للمؤسسات لتأخذ مسؤوليتها انتهى. لن نقبل شراكة جامعة كوين ماري وجامعات أخرى في دورها بتمويل المساعدات العسكريّة الصناعيّة المعيبة، والتمسك بالمصالح الاستعماريّة لحكومة المملكة المتحدة".
وأضاف البيان: "نحن ندرك أن الجامعات الغربيّة هي سلاح في النظام الاستعماري، تُديم اللاعدالة من خلال الصمت والتواطؤ. مبادئنا لا يمكن لها الازدهار في بيئة من القمع واللاعدالة. كطلاب وأحرار نعيش في قلب النظام الإمبريالي، علينا مسؤولية لتفكيك النظام من الداخل إلى الخارج. لدينا مسؤوليّة لرفض فكرة أن جامعتنا وتاريخها في التمييز يمكن أن تُمثلنا. سنعيد تعريف السُلطة من داخل الحرم الجامعي". وأكد البيان أن النضال الطلابي ليس معزولاً بل هو جزء من "نضال أوسع للتحرير الفلسطيني الذي يحارب الاستعمار والإمبرياليّة وغياب العدالة حول العالم. لن نتوقف حتى تقوم جامعة كوين ماري بسحب الاستثمارات والحرية لفلسطين".