تمارس بعثة الأمم المتحدة ضغطاً على مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، للكفّ عن التدخل العسكري في ليبيا، وقصف مواقع ببنغازي وطرابلس، وفق ما أكد عضو في مجلس النواب الليبي، رافض لانعقاده بطبرق، نقلاً عن المبعوث البريطاني الخاص إلى ليبيا، جوناثان باول.
وأوضح البرلماني الليبي، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "باول أخبره بأن دولة الإمارات ترفض عدم التدخل في الشأن الليبي، السياسي منه والعسكري، ما يعني وجود ضوء أخضر تحصلت عليه الإمارات ومصر لمحاولة وقف تقدم مجلس شورى الثوار ببنغازي، وخلق واقع سياسي قد يؤدي مستقبلاً إلى تقسيم ليبيا".
من جهته، قال عضو مجلس النواب الرافض لحوار غدامس، محمد إبراهيم الضراط، لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة الأمين العام للأمم المتحدة جاءت خلسة بدون علم وزارة الخارجية الليبية، ومن قام بإعداد مراسم استقباله كانت السفارة الإيطالية، بالعاصمة طرابلس".
وأشار الضراط، إلى أن "شعور بان كي مون بفشل مبعوثه الخاص برناردينو ليون، وعدم تحقيق حوار غدامس للنتائج المطلوبة بسبب المظاهرات الشعبية الرافضة له في مدن ليبية عدة، هو ما أجبره على زيارة ليبيا والاجتماع بأعضاء مجلس النواب المؤيدين والرافضين لبرلمان طبرق".
ولفت إلى أن "دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أصبح سلبياً، وذلك بالتغاضي عن أصل المشكلة السياسية والأمنية، وحصرها فقط في مسألة مخالفات دستورية ارتكبها مجلس النواب الليبي المنعقد بطبرق شرقي ليبيا".
وأضاف أن "بان كي مون يشترط، لاستئناف الحوار ونجاحه، وقف العمليات العسكرية، وهو شرط لم تلتزم به الكتائب المتمركزة في مدينة الزنتان، حيث قُصفت مدينة ككلة في الجبل الغربي، أثناء تواجد بان كي مون بطرابلس".
وسلّمت مؤسسات مجتمع مدني، أمس السبت، للأمين العام للأمم المتحدة، بطرابلس، مذكرة احتجاج على حوار غدامس، الذي لم يستوف شروط نجاحه وإكماله، وضمت المذكرة أيضاً احتجاجاً على زيارة مون نفسه، كونها تدعم فشل ليون، وفقاً للضراط.
وكان سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، قد أكد أن "زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لطرابلس أمس، تندرج ضمن الجهود الرامية إلى حل الأزمة في ليبيا. وهي زيارة شجاعة"
وأضاف الدباشي، خلال مداخلة تلفزيونية، أن "العاصمة طرابلس تعد آمنة بالنسبة إلى أولئك الذين لا يعارضون عملية "فجر ليبيا". ولفت إلى أن "الجماعات المسلحة تريد الحفاظ على سمعتها بحماية أي ضيف يقدم إليها".
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على هامش مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، على أهمية دعم ما وصفها بـ"المؤسسات المنتخبة" في ليبيا ومساندة الحكومة التي أقرها مجلس النواب بطبرق، وتمكينها من تحقيق الاستقرار ومواجهة "التنظيمات الإرهابية".
وشدد شكري على أن "الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد المجتمع الدولي برمته". ودعا إلى "ضرورة التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية دون استثناء، سواء كانت في ليبيا أو سورية أو العراق أو غيرها، باعتبار أنها تمثل خطراً شديداً على الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم".
في موازاة ذلك، وعلى هامش الاجتماعات الموسمية لكل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي عقدت في مدينة واشنطن الأميركية، واختتمت أمس السبت، فاز محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق عمر الكبير، المقال من مجلس النواب بطبرق في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، بجائزة "أفضل محافظ مصرف مركزي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" بعد ترشيحه من مجلة الأسواق الصاعدة التابعة لمؤسسة "يوروموني" ومقرها في لندن، التي تجري استفتاءً سنوياً لاختيار النخبة من صناع القرار ومحافظي المصارف المركزية.
وذلك من خلال استطلاع رأي نخبة شخصيات، من جهات عامة وخاصة، من اقتصاديين ومحللين ماليين، بالإضافة إلى مستثمرين ومصرفيين.
وجاء في أسباب منح الجائزة للكبير، الدور الذي لعبه في مواجهة الأزمات المتتالية، بداية من ملفات الفساد التي تورطت فيها بعض الأطراف المحسوبة على النظام السابق، والمتغلغلة داخل أجهزة الحكومة المؤقتة، إضافة إلى موقفه من الميزانية المبالغ فيها التي وضعتها حكومة الثني للعام 2014، والتي تضمنت خللاً كبيراً في بند الإيرادات، فضلاً عن نجاح المصرف المركزي في تسيير أعماله في ظل وجود سلطتين تشريعيتين وحكومتين، وفي ظل نشوب مواجهات مسلحة في أنحاء البلاد، والمحافظة على موقفه الحيادي من الصراع الدائر.
إلى ذلك، أجلت محكمة استئناف طرابلس، محاكمة 23 متهماً من رموز نظام العقيد المخلوع معمر القذافي، إلى الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بناء على طلب محامي الدفاع، لاستكمال لقاءات موكليهم.
ولم يمثل نجل القذافي، سيف الإسلام، عبر الدائرة المغلقة بالمحكمة والمحتجز بالزنتان، جنوبي طرابلس، لأسباب قيل إنها "فنية".