أدلى ما يقارب نصف مليون ليبي، يوم الأربعاء، بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب في حوالي 98 في المئة من مراكز الاقتراع، حسبما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات، بعدما انتهت عملية الاقتراع في الثامنة مساءً.
وترافقت العملية الانتخابية في بنغازي وضواحيها مع عمليات عسكرية نفذتها قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، على معسكر "راف الله السحاتي" في منطقة الهواري، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة 25 آخرين بجروح.
وكانت عشرة مراكز اقتراع من أصل 15 في الكفرة جنوب شرقي ليبيا أغلقت بعد احتجاجات قامت بها قبيلة الزوي، متهمة ما يقارب 4 آلاف من التبو غير الليبيين بالتصويت في الانتخابات، بينما جرت عملية الاقتراع في خمسة مراكز انتخابية في مناطق قبيلة التبو.
وصوّت رئيس الوزراء السابق، علي زيدان، في مركز اقتراع مدرسة التقدم بجوار مقر رئاسة مجلس الوزراء، وتحت حماية مشددة وفرتها له كتائب الزنتان الموجودة في طرابلس.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت تخصيص 18 مركز اقتراع للنازحين داخل ليبيا، و19 مركز انتخاب لموظفي الحقول النفطية، و196 محطة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتماد 17659 مراقباً ووكلاء مرشحين وإعلاميين.
وفي مدينة درنة شرقي ليبيا، انتهى اليوم الانتخابي من دون إجراء انتخابات رغم إعلان المفوضية العليا للانتخابات أنها تسعى جاهدة لافتتاح مراكز اقتراع في درنة المركز، فيما سارت عملية الانتخاب بشكل طبيعي في المناطق المجاورة لدرنة.
وفي مدينة بنغازي، بلغت نسبة التصويت حسب تقديرات مبدئية حوالي 40 في المئة، وهو ما اعتبره المراقبون نسبة مقبولة حسب المقاييس العالمية على الرغم من عدم وجود قوات من الجيش أو الشرطة لحماية العملية الانتخابية في المدينة الأكثر اضطراباً في الآونة الأخيرة.
وأفاد رئيس دائرة اقتراع في بنغازي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" حدوث اختراقات طفيفة، وذلك بشراء أصوات بعض الناخبين لمصلحة بعض المترشحات من النساء، بما يعادل 11 دولاراً للصوت الواحد.
من جهته، أصدر المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا قراراً بتكليف محكمة المرج شرقي بنغازي بالنظر في الطعون الانتخابية الخاصة بانتخابات مجلس النواب في بنغازي، وذلك لتعليق المحاكم عملها في المدينة بسبب تردي الأوضاع الأمنية.
ولم تمر العملية الانتخابية في ضواحي بنغازي بهدوء وسلام، إذ خرقت القوات التابعة لحفتر، الهدنة التي سبق أن وعد بها يوم الانتخاب. وهاجمت قوات من الصاعقة ومديرية أمن بنغازي والشرطة العسكرية، معسكر "راف لله السحاتي" في منطقة الهواري في ضواحي بنغازي، ما أوقع ثلاثة قتلى من الشرطة العسكرية وأكثر من 25 جريحاً وصلوا مركز بنغازي الطبي.
كما شن مسلحون مؤيدون للمؤتمر الوطني العام، هجوماً على مقر مديرية أمن بنغازي إذ يٌعتقد أنها مصدر الهجوم على كتيبة "راف لله السحاتي"، ونشبت مواجهات.
وذكر مراقبون أن هجوم القوات الموالية لحفتر جاء بعد معلومات تم تسريبها عن تقدم التيار الوطني المدعوم من جماعات "الإسلام السياسي" في بنغازي، وفشل مرشحين مؤيدين لما يسمى "عملية الكرامة" التي أطلقها حفتر في منتصف مايو/أيار الماضي، ومدعومين من حزب تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل، رغم اعترافهم بصعوبة التكهن المبكر بنتائج الانتخابات البرلمانية.