شهدت العاصمة العراقية بغداد، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، موجة عنف جديدة تمثلت في انفحار سبع سيارات مفخخة، ركنت في مناطق حيوية، وتوزعت على جانبي الكرخ والرصافة.
وبدأت الموجة بانفجار السيارة الأولى في الساعة التاسعة ليلاً، وانتهت بتفجير السيارة السابعة منتصف الليل، لتستكمل مسلسل التفجيرات الذي انطلق في العاصمة منذ نحو أسبوع، وحصد حتى الآن نحو 300 قتيل وجريح.
وقال مصدر عسكري عراقي رفيع، لـ"العربي الجديد"، إن "42 قتيلاً و61 جريحاً غالبيتهم من المدنيين، سقطوا بتفجيرات ليلة أمس، في حصيلة مرشحة للارتفاع بسبب خطورة حالات الجرحى".
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "السيارات توزعت في أحياء الشعب وأور شرقي بغداد، ومنطقة البياع والشهداء (جنوب)، والطارمية (شمال)، وأبو غريب غرب بغداد، فضلاً عن منطقة نفق الشرطة وسط العاصمة".
وأوضح المصدر، أن التفجيرات استهدفت تجمعات بشرية كبيرة، مؤكداً أن جميع السيارات استخدمت فيها متفجرات الـ(سي فور) شديدة التأثير، وبكميات تتراوح ما بين 150 إلى 300 كيلوغرام، موضحاً أن من بين القتلى 13 عنصراً من الأمن ومليشيا "الحشد الشعبي".
من جهتها، اعتبرت وزارة الداخلية العراقية أن موجة التفجيرات "محاولة يائسة من الإرهاب للتغطية على هزائمه بالأنبار".
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، العميد سعد معن، لـ"العربي الجديد"، أن جميع المتورطين سيتم اعتقالهم قريباً.
فيما أعلن مجلس العاصمة العراقية عن قرب وصول 40 سيارة حديثة لكشف المتفجرات، من المؤمل أن تقضي على التهديدات الأمنية، بعد نشرها في بغداد ومحطيها.
وقال نائب رئيس المجلس، جاسم البخاتي، إن السيارات أميركية ذات كفاءة عالية في تحسس المواد المتفجرة، فضلاً عن أن المحافظة استقدمت كلاباً خاصة لكشف السيارات المفخخة.
على صعيد متصل، حذرت الأمم المتحدة من تردي الأوضاع الأمنية في العراق، وقال ممثل الأمين العام، بان كوبيش، إن نحو مليون عراقي أصبحوا عرضة للتشرد بسبب الصراع الذي تشهده البلاد، محذراً من استغلال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للتردي الأمني.
وأشار المسؤول الأممي، خلال كلمة له في مجلس الأمن، إلى أن "بعض الأسر بدأت تستعين بداعش لتحصل على المساعدات بسبب الحصار ونقص الغذاء في كثير من المدن التي تشهد مواجهات مسلحة".
اقرأ أيضاً: شبح السيارات المفخخة يهدد بغداد وسط عجز أمني