أُسدل الستار، مساء أمس السبت، على الدورة الثانية من مهرجان طنجة الدولي للمديح والسماع "مولديات البوغاز"، في مدينة طنجة، أقصى شمالي المغرب، بعرض بهيج أطرب فيه الفنان ماهر زين الجمهور المغربي، الذي حج بكثافة لهذا الحفل الموسيقي.
وتميز الحفل الختامي بحضور جمهور غفير صفق طويلا للفنان السويدي من أصل لبناني، الذي اكتسب شهرة عالمية بأغانيه الروحية التي يكرسها لحمد الله والثناء على نبيه محمد ونصرة القيم الكونية، بحسب وكالة الأناضول.
وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع ماهر زين؛ حيث ردد معه أغانيه الشهيرة مثل "إن شاء الله" و"يا نبي سلام عليك" و"مولاي صلى وسلم". غير أن المفاجأة التي أتحف بها ماهر زين الجمهور المغربي، كانت تقديم إحدى أغانيه الشهيرة "رقت عيناي شوقا"، بتوزيع على الإيقاعات الموسيقية المغربية.
وماهر زين (34 عاما) ولد في طرابلس، بلبنان، وهو مُنشد وملحن وموزع موسيقي يحمل الجنسية السويدية، قام بإحياء حفلات كثيرة في مناطق مختلفة من العالم.
ونشطت خلال الجزء الأول من السهرة الختامية المجموعة الوطنية للمديح والسماع التابعة للطريقة البودشيشية القادرية، التي أتحفت جمهور السهر، بشذرات متنوعة من التراث الصوفي، من خلال ترديد قصائد وابتهالات لكبار أعلام التصوف في العالم الإسلامي.
والطريقة القادرية البودشيشية، زاوية صوفية ظهرت في القرن الخامس للهجرة النبوية (1009 إلى 1105 ميلادية)، على يد الشيخ عبد القادر الجيلالي، ومقرها الأم زاوية في بلدة "مداغ"، بمحافظة بركان، شمال شرقي المغرب.
ويهدف المهرجان الدولي للمديح والسماع "مولديات البوغاز"، إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية الإسلامية ثرائها، ويصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه، من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي، وبعض الطقوس الدينية التي تنسج علائق وثيقة بين ماض مجيد وحاضر يتطلع للأفضل.
وهذا العام، تميز المهرجان على مدى يوميه الأولين بمشاركة أسماء فنية مرموقة في مجال الإنشاد الديني من داخل المغرب وخارجه، وعلى رأسهم الفنان التركي مسعود كرتس، ومجموعة "الإمام الغزالي" المغربية، ومجموعة "عود الرمل" المغربية، والمطربة المغربية كريمة الصقلي.
ومنذ انطلاقه سنة 2014، لاقى المهرجان ترحيبا من طرف مختلف الفعاليات الفنية وعشاق الفن الديني في المغرب، بالنظر لما شكله من إضافة نوعية في خارطة الملتقيات الفنية، التي تحفل بها الأجندة الثقافية بالمملكة، وتتنوع ما بين عالمية وإقليمية وأخرى محلية.