عاش اللاعب الفرنسي الشاب ذو الأصول جزائرية، نبيل فقير، ليلة سوداء أخرى في ملعب فريق سانت إيتيان، الذي احتضن المواجهة الودية بين المنتخبين الفرنسي والدنماركي، في خضم تحضيراتهما لكأس أمام أوروبا 2016 لكرة القدم المقررة في فرنسا.
ولم ترحم الجماهير الجزائرية والجاليات الموجودة في مدرجات ستاد "جوفروا غيشار"، اللاعب فقير بعدما عادت من جديد لتطلق صافراتها كلما لمس اللاعب الكرة خلال المباراة الودية، ناهيك عن مناداته بمصطلح جزائري محلي "الحركي" والتي تعني "الخائن".
ومنذ اللحظة التي دخل فيها اللاعب البالغ من العمر(22) عاما، أرضية الملعب بديلا لزميله جريزمان في الدقيقة (60) انطلقت صافرات الاستهجان لتدوي في رأس اللاعب، وكلما لمس الكرة سمع ما لا يرضيه من الجمهور الحاضر، ما تسبب بتشتيت ذهنه كثيرا خلال المباراة الودية.
ولاحظ متابعو المباراة التي فازت فيها فرنسا بهدفين نظيفين، مناداة الجماهير الحاضرة للاعب الذي اختار الديوك على حساب الجزائر، "يا الحركي" بشكل مسموع حتى في التلفزيونات والقنوات الناقلة للمباراة، رغم أن التصفيرات قد تعود لجماهير فريق سانت إيتيان الفرنسي التي تعادي فريق ليون الذي يلعب له فقير، باعتبارهما أكبر فريقين في محافظة "رون آلب"، لكن ما لا شك فيه أن كلمة "حركي" حتما تعود للجماهير من اصول جزائرية التي لم تتقبل رفض فقير للمنتخب الجزائري واختيار القميص الفرنسي.
وتعني كلمة "الحركي" عند العامة من الشعب الجزائري، الشخص الذي خان بلاده وتآمر ضدها، وتطلق كذلك على الجزائريين الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية، حين استعملتهم فرنسا من أجل قمع المجاهدين الجزائريين والتجسس عليهم.
وشهدت المباراة أيضا تعرض اللاعب غريزمان لصافرات استهجان الجمهور المحلي بسبب الخصومة المعروفة بين فريقه ليون وسانت إيتيان، لكنه انتزع احترام الحاضرين وتصفيقهم بتسجيله الهدف الأول لفرنسا، ليستعيد الديوك توازنهم بعد سقوطهم منتصف الأسبوع على أرضهم أمام البرازيل (1-3) وديا.