تأسس المركز العربي الأميركي للخدمات الاجتماعية عام 1994 في نيويورك. يقدم خدمات مختلفة للعرب وأقليات أخرى. وتتولى إدارته الفلسطينية الأصل، لينا الحسيني، التي تتحدث لـ"العربي الجديد" عنه.
- يقدم المركز العربي الأميركي للخدمات الاجتماعية خدمات عديدة في مجالات كثيرة. هل لك أن تحدثينا عنه؟
نقدم الخدمات لأكثر من ستة آلاف عائلة متدنية الدخل من خلفيات متنوعة، وليس لعائلات عربية فقط. وهي عائلات تتكون من 4 إلى 5 أفراد كمعدل. المركز غير ربحي، وله أربعة فروع في مدينة نيويورك، اثنان منها في منطقة بروكلين واثنان آخران في منطقة كوينز. وهذه المناطق هي التي تتجمع فيها معظم العائلات العربية والمسلمة. باب المركز مفتوح لكل من يطرقه ويحتاج إلى مساعدة. مدينة نيويورك مدينة متنوعة تتكون من أقليات عديدة. ويشعر أفراد هذه الأقليات بالراحة عندما يجدون مكاناً فيه من يتحدث لغتهم ومن يفهم خلفياتهم الاجتماعية المختلفة بشكل أفضل، بسبب تشابه الظروف والثقافات مع ثقافتنا العربية.
- وهل تعتمدون اللغتين الإنجليزية والعربية فقط في المركز؟
بالنسبة للغة، لدينا في المركز عمال يتكلمون بالإضافة إلى الإنجليزية، كلا من اللغات العربية والأوردو والبرتغالية والإسبانية والبنغالية والفارسية وغيرها من اللغات لجاليات أخرى تقصد فروعنا الأربعة. ولذلك فالكثير من أبناء الجاليات من جنوب شرق آسيا يتوجهون إلينا، فالقرب الثقافي والخلفيات الاجتماعية المتشابهة تؤمّن لهم نوعاً من الراحة النفسية.
- وما هي مجالات اهتمامكم؟
في ما يتعلق بالمجالات، فهي عديدة، وتهدف بشكل رئيسي إلى تمكين هذه العائلات الفقيرة ومساعدتها. ومن ضمن البرامج: مكافحة العنف الأسري، تعليم الكبار ومحو الأمية، برامج شبابية متنوعة، خدمات قانونية، خدمات صحية، برنامج ضد العنف، وأكاديمية جبران خليل جبران. كما لدينا برنامج لمساعدة المناطق المنكوبة، كما حدث بعد إعصار ساندي وتضرر الكثير من العائلات في ممتلكاتها.
- هي برامج كثيرة وتتطلب تخصصات عديدة وميزانية كبيرة. كيف يتم تمويل المؤسسة؟
تصل ميزانية المركز إلى نحو ثلاثة ملايين دولار. ونحصل على هذه الأموال بعدة طرق، من بينها الدعم الذي نتلقاه من مدينة نيويورك ومن ولاية نيويورك، وكذلك من الحكومة الفدرالية، بالإضافة إلى تبرعات فردية أو من مؤسسات غير ربحية. ويعمل في المؤسسة أكثر من ستين متطوعاً وخمسين موظفاً. إحدى الطرق الأساسية التي نعمل بها، هي تدريب جميع الموظفين، من موظفي الاستقبال إلى المتخصصين، للتعرف على الاضطرابات النفسية الناشئة عن الصدمات، والتعامل معها.
كما يقدم المركز على صفحته على الإنترنت إمكانية تقديم "هدايا" لعائلات محتاجة. ويمكن لأيّ شخص أن يشتري حقيبة مدرسة أو ملابس للأطفال أو معطف أو حفاظات أو أدوات مدرسية أو غير ذلك لمساعدة ودعم أحد الأطفال الذين يقدم لهم المركز خدماته. وتتراوح أسعار هذه المنتجات بين 3 دولارت و50 دولاراً.
- لماذا التركيز على هذا المجال بالذات، أي مسألة العنف، والعنف الأسري، ومعالجة الاضطرابات النفسية الناشئة عن الصدمات؟
نحن نركز كذلك على المجالات الأخرى التي ذكرتها سابقاً، والمساعدة للحصول على تأمين صحي مثلاً لا تنفصل عن معالجة اضطرابات ما بعد الصدمات. وهذا ينطبق كذلك على التمكين المهني والاجتماعي، والتعليم ومحو الأمية للكبار، وتعليم الكبار والأولاد اللغة الإنجليزية، وتعليم المولودين هنا اللغة العربية وغيرها.
اضطرابات ما بعد الصدمة تفرض نفسها، لأنّ الكثيرين ممن يتوجهون إلينا يعانون منها، نتيجة العنف السياسي أو الاجتماعي والأسري الذي مروا به. الكثير من العرب، خصوصاً الجيل الأول، مرّ بظروف سياسية واجتماعية صعبة، قسم منها متعلق بالدول التي جاؤوا منها كالعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها، والأوضاع الاجتماعية والسياسية في تلك البلاد. وكذلك ترتبط هذه الصدمات وآثارها بحياة وتجارب الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، وعلى وجه التحديد بعد أحداث سبتمبر/أيلول 2001. بالإضافة إلى معاناة جاليات أخرى كاللاتينيين والأفارقة من عنصرية وتمييز.
- وكيف تساعدونهم من خلال برامج وخدمات المركز؟
نتعامل منذ البداية مع شريحة لديها حاجة مادية، ودخلها منخفض، ولا يمكنها، أو لا تعرف في بعض الأحيان، الحصول على مساعدات صحية ونفسية من أجل حل المشاكل التي تواجهها. وهنا تأتي أهمية أن يعرف مدرّس اللغة أو مدرّس أي موضوع آخر كالرياضيات، مثلاً، أن يميز إذا كان الطفل يعاني من مشاكل واضطرابات ما بعد الصدمة، لكي نحاول مساعدته. نقدم في هذا المجال العلاج النفسي، أو نساعد الشخص للوصول إلى الجهة المختصة إن لم يتوفّر لدينا الاختصاص اللازم. ومن دون شك، فإنّ خلفيتي المهنية والعمل في عدة مجالات متعلقة بالطفولة والعنف الأسري والاجتماعي كان لها أثر بأن أركّز وأطوّر هذا المجال، منذ أن توليت إدارة المركز.
- تحدثتِ عن التحديات الناشئة عن المشاكل السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الجيل الأول من المهاجرين، خصوصاً الآتين من مناطق تشهد توترات سياسية أو حروبا. ماذا عن التحديات الأخرى التي يواجهها المهاجرون وتصادفونها في المركز؟
هناك تحديات كثيرة. بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين العرب والمسلمين، خصوصاً الشرائح التي نخدمها، فالكثيرون من بينهم لا يتكلمون الإنجليزية بطلاقة. تعلم اللغة يشكّل مفتاحاً، ليس فقط للعيش هنا والحصول على عمل، بل لمساعدة الأولاد أيضاً. نقدّم لهم الدورات التدريبية للغة الإنجليزية ودورات أخرى، وجميع خدماتنا مجانية. كما أنّ هناك مجموعة أخرى مولودة في الولايات المتحدة، ولا تحتاج إلى المساعدة في اللغة الإنجليزية، فتتم مساعدتها بالواجبات المدرسية. أو تعريف آخرين بثقافة ولغة الأهل من دون أن تنفصل عن بيئتها الأميركية التي تربت فيها. ولهذه المجموعة نقدّم، على سبيل المثال، دروساً في اللغة والثقافة العربية، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية المفتوحة للجميع.
إلا أنّ هناك أمراً آخر لا يمكن الاستخفاف به، وهو ما يتعلق بالخوف والقلق الشديد الذي عانت منه الجالية العربية، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. فمن المهم أن يعرف هؤلاء حقوقهم المدنية والقانونية. كما أنّ من الضروري أن يجدوا حلقة دعم تقدم لهم المعونة داخل المركز وخارجه. ومن المهم أن يشكل لهم المركز حاضنة يشعرون فيها بالأمان، ويساعدهم على الانفتاح على الآخرين، بعيداً عن أيّ انعزال.
متعددة الاختصاصات
عام 2006، توّلت الفلسطينية الأصل، لينا الحسيني، منصب مدير المركز العربي الأميركي للخدمات. أنهت دراساتها العليا في إدارة المنظمات غير الربحية، في جامعة نيويورك. كما تحمل ماجستيرا في هندسة الكمبيوتر، وبكالوريوسا في العلوم الإنسانية وعلم النفس. عملت في عدة مؤسسات، من بينها اليونيسف. وكرّمها البيت الأبيض، عام 2011، لجهودها في حماية الأطفال ومكافحة العنف المنزلي والاتجار بالنساء. كما اختيرت عام 2013 من بين أكثر 20 امرأة ريادة وتأثيراً في بروكلين.
إقرأ أيضاً: عرب أميركا مستهدفون
- يقدم المركز العربي الأميركي للخدمات الاجتماعية خدمات عديدة في مجالات كثيرة. هل لك أن تحدثينا عنه؟
نقدم الخدمات لأكثر من ستة آلاف عائلة متدنية الدخل من خلفيات متنوعة، وليس لعائلات عربية فقط. وهي عائلات تتكون من 4 إلى 5 أفراد كمعدل. المركز غير ربحي، وله أربعة فروع في مدينة نيويورك، اثنان منها في منطقة بروكلين واثنان آخران في منطقة كوينز. وهذه المناطق هي التي تتجمع فيها معظم العائلات العربية والمسلمة. باب المركز مفتوح لكل من يطرقه ويحتاج إلى مساعدة. مدينة نيويورك مدينة متنوعة تتكون من أقليات عديدة. ويشعر أفراد هذه الأقليات بالراحة عندما يجدون مكاناً فيه من يتحدث لغتهم ومن يفهم خلفياتهم الاجتماعية المختلفة بشكل أفضل، بسبب تشابه الظروف والثقافات مع ثقافتنا العربية.
- وهل تعتمدون اللغتين الإنجليزية والعربية فقط في المركز؟
بالنسبة للغة، لدينا في المركز عمال يتكلمون بالإضافة إلى الإنجليزية، كلا من اللغات العربية والأوردو والبرتغالية والإسبانية والبنغالية والفارسية وغيرها من اللغات لجاليات أخرى تقصد فروعنا الأربعة. ولذلك فالكثير من أبناء الجاليات من جنوب شرق آسيا يتوجهون إلينا، فالقرب الثقافي والخلفيات الاجتماعية المتشابهة تؤمّن لهم نوعاً من الراحة النفسية.
- وما هي مجالات اهتمامكم؟
في ما يتعلق بالمجالات، فهي عديدة، وتهدف بشكل رئيسي إلى تمكين هذه العائلات الفقيرة ومساعدتها. ومن ضمن البرامج: مكافحة العنف الأسري، تعليم الكبار ومحو الأمية، برامج شبابية متنوعة، خدمات قانونية، خدمات صحية، برنامج ضد العنف، وأكاديمية جبران خليل جبران. كما لدينا برنامج لمساعدة المناطق المنكوبة، كما حدث بعد إعصار ساندي وتضرر الكثير من العائلات في ممتلكاتها.
- هي برامج كثيرة وتتطلب تخصصات عديدة وميزانية كبيرة. كيف يتم تمويل المؤسسة؟
تصل ميزانية المركز إلى نحو ثلاثة ملايين دولار. ونحصل على هذه الأموال بعدة طرق، من بينها الدعم الذي نتلقاه من مدينة نيويورك ومن ولاية نيويورك، وكذلك من الحكومة الفدرالية، بالإضافة إلى تبرعات فردية أو من مؤسسات غير ربحية. ويعمل في المؤسسة أكثر من ستين متطوعاً وخمسين موظفاً. إحدى الطرق الأساسية التي نعمل بها، هي تدريب جميع الموظفين، من موظفي الاستقبال إلى المتخصصين، للتعرف على الاضطرابات النفسية الناشئة عن الصدمات، والتعامل معها.
كما يقدم المركز على صفحته على الإنترنت إمكانية تقديم "هدايا" لعائلات محتاجة. ويمكن لأيّ شخص أن يشتري حقيبة مدرسة أو ملابس للأطفال أو معطف أو حفاظات أو أدوات مدرسية أو غير ذلك لمساعدة ودعم أحد الأطفال الذين يقدم لهم المركز خدماته. وتتراوح أسعار هذه المنتجات بين 3 دولارت و50 دولاراً.
- لماذا التركيز على هذا المجال بالذات، أي مسألة العنف، والعنف الأسري، ومعالجة الاضطرابات النفسية الناشئة عن الصدمات؟
نحن نركز كذلك على المجالات الأخرى التي ذكرتها سابقاً، والمساعدة للحصول على تأمين صحي مثلاً لا تنفصل عن معالجة اضطرابات ما بعد الصدمات. وهذا ينطبق كذلك على التمكين المهني والاجتماعي، والتعليم ومحو الأمية للكبار، وتعليم الكبار والأولاد اللغة الإنجليزية، وتعليم المولودين هنا اللغة العربية وغيرها.
اضطرابات ما بعد الصدمة تفرض نفسها، لأنّ الكثيرين ممن يتوجهون إلينا يعانون منها، نتيجة العنف السياسي أو الاجتماعي والأسري الذي مروا به. الكثير من العرب، خصوصاً الجيل الأول، مرّ بظروف سياسية واجتماعية صعبة، قسم منها متعلق بالدول التي جاؤوا منها كالعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها، والأوضاع الاجتماعية والسياسية في تلك البلاد. وكذلك ترتبط هذه الصدمات وآثارها بحياة وتجارب الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، وعلى وجه التحديد بعد أحداث سبتمبر/أيلول 2001. بالإضافة إلى معاناة جاليات أخرى كاللاتينيين والأفارقة من عنصرية وتمييز.
- وكيف تساعدونهم من خلال برامج وخدمات المركز؟
نتعامل منذ البداية مع شريحة لديها حاجة مادية، ودخلها منخفض، ولا يمكنها، أو لا تعرف في بعض الأحيان، الحصول على مساعدات صحية ونفسية من أجل حل المشاكل التي تواجهها. وهنا تأتي أهمية أن يعرف مدرّس اللغة أو مدرّس أي موضوع آخر كالرياضيات، مثلاً، أن يميز إذا كان الطفل يعاني من مشاكل واضطرابات ما بعد الصدمة، لكي نحاول مساعدته. نقدم في هذا المجال العلاج النفسي، أو نساعد الشخص للوصول إلى الجهة المختصة إن لم يتوفّر لدينا الاختصاص اللازم. ومن دون شك، فإنّ خلفيتي المهنية والعمل في عدة مجالات متعلقة بالطفولة والعنف الأسري والاجتماعي كان لها أثر بأن أركّز وأطوّر هذا المجال، منذ أن توليت إدارة المركز.
- تحدثتِ عن التحديات الناشئة عن المشاكل السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الجيل الأول من المهاجرين، خصوصاً الآتين من مناطق تشهد توترات سياسية أو حروبا. ماذا عن التحديات الأخرى التي يواجهها المهاجرون وتصادفونها في المركز؟
هناك تحديات كثيرة. بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين العرب والمسلمين، خصوصاً الشرائح التي نخدمها، فالكثيرون من بينهم لا يتكلمون الإنجليزية بطلاقة. تعلم اللغة يشكّل مفتاحاً، ليس فقط للعيش هنا والحصول على عمل، بل لمساعدة الأولاد أيضاً. نقدّم لهم الدورات التدريبية للغة الإنجليزية ودورات أخرى، وجميع خدماتنا مجانية. كما أنّ هناك مجموعة أخرى مولودة في الولايات المتحدة، ولا تحتاج إلى المساعدة في اللغة الإنجليزية، فتتم مساعدتها بالواجبات المدرسية. أو تعريف آخرين بثقافة ولغة الأهل من دون أن تنفصل عن بيئتها الأميركية التي تربت فيها. ولهذه المجموعة نقدّم، على سبيل المثال، دروساً في اللغة والثقافة العربية، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية المفتوحة للجميع.
إلا أنّ هناك أمراً آخر لا يمكن الاستخفاف به، وهو ما يتعلق بالخوف والقلق الشديد الذي عانت منه الجالية العربية، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. فمن المهم أن يعرف هؤلاء حقوقهم المدنية والقانونية. كما أنّ من الضروري أن يجدوا حلقة دعم تقدم لهم المعونة داخل المركز وخارجه. ومن المهم أن يشكل لهم المركز حاضنة يشعرون فيها بالأمان، ويساعدهم على الانفتاح على الآخرين، بعيداً عن أيّ انعزال.
متعددة الاختصاصات
عام 2006، توّلت الفلسطينية الأصل، لينا الحسيني، منصب مدير المركز العربي الأميركي للخدمات. أنهت دراساتها العليا في إدارة المنظمات غير الربحية، في جامعة نيويورك. كما تحمل ماجستيرا في هندسة الكمبيوتر، وبكالوريوسا في العلوم الإنسانية وعلم النفس. عملت في عدة مؤسسات، من بينها اليونيسف. وكرّمها البيت الأبيض، عام 2011، لجهودها في حماية الأطفال ومكافحة العنف المنزلي والاتجار بالنساء. كما اختيرت عام 2013 من بين أكثر 20 امرأة ريادة وتأثيراً في بروكلين.
إقرأ أيضاً: عرب أميركا مستهدفون