ماجد عبد الهادي يروي تغطية حرب العراق (فيديو)

الدوحة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
24 نوفمبر 2016
18DE0B8C-70D3-4660-ACEE-041163B9664A
+ الخط -
روى الإعلامي في قناة "الجزيرة"، ماجد عبد الهادي، جانباً من تجربته، في تغطية الحروب ومناطق النزاع، تحديداً تغطية الحرب الأميركية ـ البريطانية على العراق عام 2003، والتي انتهت بسقوط بغداد تحت الاحتلال وإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وهي الحرب التي شهدت أيضاً، قصف مكتب قناة "الجزيرة" في بغداد واستشهاد الصحافي طارق أيوب، يوم سقوط بغداد.

الجانب الإنساني طغى على القصص التي رواها عبد الهادي، خلال استضافته من قبل مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، مساء الثلاثاء.
وصل عبدالهادي إلى بغداد قبل سقوطها بيد القوات الغازية بأربعة أشهر وعشرين يوماً. وأشار الى نوعين من التغطية الإعلامية في حرب العراق: مئات الصحافيين الذين كان مقرهم وزارة الإعلام العراقية ومحيطها، والآخرين الذين كانوا يرافقون القوات الأميركية في تقدمها من الجنوب العراقي في البصرة. أما بالنسبة للصحافيين في بغداد، فلم تكن قبضة نظام صدام حسين بأقل شدة من قبضة القوات الأميركية، واصفاً التغطية من هناك بالصعبة. وأضاف: "لم يكن بالإمكان أن تقول فيها كل ما تعرف، لكن الأهم أن مئات الصحافيين سواء في الجنوب أو في بغداد لا يروون إلا 2 في المائة مما يحدث في الحرب ونتائجها".

ولفت عبد الهادي إلى أن الصورة الظاهرة للحرب كانت احتلال بغداد وسقوط نظام صدام حسين، وإزالة تمثال صدام، ومجيء الأميركيين وتشكيلهم لحكومة جديدة، لكن وراء هذه الصورة هناك معاناة ملايين الناس ومآسيهم، كانت تنقل بشكل جزئي ومحدود.
وقال عبدالهادي: "أنت كإعلامي في منطقة نزاع يمكن أن تسلم وتلتزم بما تريده السلطة أو طرف النزاع الذي أنت في منطقته، ويمكن أن تحاول بقدر بالإمكان، نقل الخبر من دون أن تتهدد حياتك".

وروى تجربته مع وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف، الذي قال إنها ربما تشكل مثالاً لما يمكن تسميته بـ"اللعب على حافية الهاوية". وقال: "بغداد سقطت عمليا يوم 6 أبريل/ نيسان 2003، بدخول قوات أميركية إلى محيط وزارة الإعلام العراقية وفندق الرشيد، لم نكن نجرؤ أن نقوله في ذلك اليوم، فهذه عملية انتحارية، ثمنها سيكون حياتي. سألتني الزميلة المذيعة على الهواء مباشرة، عن هذا الخبر، فأجبت أنا في الضفة الأخرى من نهر دجلة ولست على الجهة التي يوجد فيها فندق الرشيد، ولا توجد عندي معطيات. وكان هناك زملاء آخرون في الجزيرة على الضفة الأخرى، وهم أقدر على إعطاء معطيات، ولكن هناك مؤشرات على اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وليس قصفاً. لكن علينا أن ننتظر، فالأميركيون قدموا عدة روايات خلال الأيام الماضية وثبت أنها غير صحيحة. كما أن وزير الإعلام سيعقد مؤتمرًا صحافيا وسنسأله عن هذا الأمر. بعد ساعة وصل الصحاف إلى المؤتمر الصحافي وبدأ هجومًا على الجزيرة، قائلاً إنها تروج للأميركيين وتقول انهم دخلوا بغداد. اعتقدت أن هناك زميلا آخر قال على الهواء إن بغداد سقطت، فسألت مدير الإعلام الخارجي، من يقصد الصحاف؟ قال لي "أنت". كانت لحظة مرعبة، فخرجت من المؤتمر، وذهبت إلى غرفتي، حيث توقعت ما قد يحدث، ومنها أن يجري قتلي. وبانتهاء المؤتمر، جاء الصحاف إلى موقع البث لقناة الجزيرة أمام الفندق، يسأل عني، فلما ذهبت إليه وقبل أن أصله بادرني بالشتائم، فطلبت أن أوضح له الصورة، فاستمر بالشتائم. واليوم، أنا لا ألومه، بل أروي قصة للتاريخ، كانت بغداد تنهار، وهو كأي عربي غير قادر على الإقرار بهذه الحقيقة: أن يقول عربي أنّ بغداد سقطت".

وقال عبد الهادي إن الصحاف طلب منه أن يلبس خوذته وسترته ويذهب إلى وزارة الإعلام وفندق الرشيد وأن يخرج على الهواء، "ويلعق كلامه" عن دخول الأميركيين، مضيفاً: "لا يمكن أن أخرج على الهواء وأقول ما يريده، ولو كان الثمن حياتي. وهنا كان الخيار بين أن أغادر إلى دمشق أو عمان، فطلبت من أحد الزملاء الإداريين ترتيب الأمر فأخبرني أن احتمالات الموت على الطريق تفوق النصف، فقلت له إن احتمالات الموت في بغداد أصبحت مائة بالمائة. في اليوم التالي، قام الأميركيون بقصف فندق الرشيد ومكتب قناة الجزيرة، وقتل عدة زملاء من الصحافيين، منهم الشهيد طارق أيوب، وهو ما يقود الى الثمن الذي يدفعه الصحافيون. فبعد مرور أكثر من 12 عاما على مقتل أيوب، لم يقدم قاتله إلى محاكمة ولم يحاسب أحد، دولة أو سلطة أو على قتل مئات الصحافيين الذي ما زال مستمرًا".




ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
قرار إقفال الجزيرة في رام الله/ العربي الجديد

منوعات

أكد وليد العمري لـ"العربي الجديد" أنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتب قناة الجزيرة في رام الله يأتي ضمن حملة أوسع تستهدف الصحافة الفلسطينية
المساهمون