يُمكن أن يقال الكثير عن فيروس كورونا الجديد. من منظار نفسي، قد تُساهم الأزمة الحالية في إلقاء الضوء على بعض الخصائص الأساسية والمتناقضة في كثير من الأحيان. بشكل عام، فإنّ أدمغة الناس قصيرة المدى. في الوقت الحالي، يركز العديد من المعلقين على الاستجابة المتأخرة وغير المنتظمة للحكومة الفيدرالية الأميركية لتهديد الوباء، وكان هناك الكثير من الانتقادات. لكن التركيز على هذا الأمر يخفي نقطة أكبر، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". كان تأخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاعتراف بالمشكلة قصيراً، أي بضعة أسابيع كحدّ أقصى. التأخير الأكثر أهمية يقاس على مدى السنوات الماضية.
لم يكن خطر الوباء جديداً، ولم يكن وصوله موضع شك. لقد حذّر الخبراء والعديد من الأشخاص الأذكياء وذوي التأثير علناً من التهديد الوشيك الذي لا مفر منه منذ سنوات. بالنسبة للبشر، كلما طال التأخير بين الاستجابة والمكافأة، كانت الاستجابة أضعف. بعبارة أخرى، عقولنا حاسبات قصيرة المدى. المكافآت الفورية أكثر جاذبية لنا من المكافآت المستقبلية، والألم الفوري أكثر إيلاماً من الألم المستقبلي.
من جهة أخرى، يمكن للتطابق أو الاتفاق أن ينقذنا، ويدمرنا في وقت واحد. البشر حيوانات اجتماعية. نحن نعيش ونزدهر فقط في مجموعات منسقة جيداً ومتماسكة. بشكل عام، نتبع الحشد ونطيع السلطة، ونعيش بحسب قواعد المجموعة ونتبع تعليمات من هم في السلطة.
إن الميل إلى التوافق يخدمنا بشكل جيد في العديد من المناسبات. على سبيل المثال، إذا التزم الجميع بقوانين المرور (التوقف عند الضوء الأحمر) والأخلاقيات (عدم إطلاق البوق للتسلية)، فإن حركة المرور ستتحرّك بسلاسة وأمان. في أوقات الفيروسات التاجية، يمكن أن يكون امتثالنا نعمة. إذ إن التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وبعد ذلك اللقاحات لا تؤدي إلى نتائج إيجابية إلا في حال شارك الجميع فيها.
لكن في أحيان أخرى، قد يكون لمثل هذه الخيارات نتائج كارثية. وليس بالضرورة أن نصطف خلف من هم في السلطة لأنهم عادلون أو حكماء، بل لأنهم أقوياء.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، نحن أحرار في الاختيار وقد نضطر أحياناً إلى الاختيار. هذا ما يميزنا كبشر. نعلم أن التفسيرات المتعددة ممكنة، ونستطيع الاختيار من بينها. هذه نعمة لدينا، أي إن هذا الوعي يسمح لنا بتجربة الحرية. هذا ما قصده عالم النفس فيكتور فرانكل عندما كتب: "كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان إلا شيء واحد: آخر الحريات الإنسانية ــ الحق في أن يختار المرء طريقه في ظرف معين".
لم يكن خطر الوباء جديداً، ولم يكن وصوله موضع شك. لقد حذّر الخبراء والعديد من الأشخاص الأذكياء وذوي التأثير علناً من التهديد الوشيك الذي لا مفر منه منذ سنوات. بالنسبة للبشر، كلما طال التأخير بين الاستجابة والمكافأة، كانت الاستجابة أضعف. بعبارة أخرى، عقولنا حاسبات قصيرة المدى. المكافآت الفورية أكثر جاذبية لنا من المكافآت المستقبلية، والألم الفوري أكثر إيلاماً من الألم المستقبلي.
من جهة أخرى، يمكن للتطابق أو الاتفاق أن ينقذنا، ويدمرنا في وقت واحد. البشر حيوانات اجتماعية. نحن نعيش ونزدهر فقط في مجموعات منسقة جيداً ومتماسكة. بشكل عام، نتبع الحشد ونطيع السلطة، ونعيش بحسب قواعد المجموعة ونتبع تعليمات من هم في السلطة.
إن الميل إلى التوافق يخدمنا بشكل جيد في العديد من المناسبات. على سبيل المثال، إذا التزم الجميع بقوانين المرور (التوقف عند الضوء الأحمر) والأخلاقيات (عدم إطلاق البوق للتسلية)، فإن حركة المرور ستتحرّك بسلاسة وأمان. في أوقات الفيروسات التاجية، يمكن أن يكون امتثالنا نعمة. إذ إن التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وبعد ذلك اللقاحات لا تؤدي إلى نتائج إيجابية إلا في حال شارك الجميع فيها.
لكن في أحيان أخرى، قد يكون لمثل هذه الخيارات نتائج كارثية. وليس بالضرورة أن نصطف خلف من هم في السلطة لأنهم عادلون أو حكماء، بل لأنهم أقوياء.
إلى ذلك، نحن أحرار في الاختيار وقد نضطر أحياناً إلى الاختيار. هذا ما يميزنا كبشر. نعلم أن التفسيرات المتعددة ممكنة، ونستطيع الاختيار من بينها. هذه نعمة لدينا، أي إن هذا الوعي يسمح لنا بتجربة الحرية. هذا ما قصده عالم النفس فيكتور فرانكل عندما كتب: "كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان إلا شيء واحد: آخر الحريات الإنسانية ــ الحق في أن يختار المرء طريقه في ظرف معين".