حصدت الشركات الفرنسية صفقات بمليارات اليورو خلال الزيارة الحالية التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدة دول أفريقية، كما بحث ماكرون عقد صفقات تجارية وشراكات اقتصادية وعسكرية في وقت يعاني فيه الاقتصاد الفرنسي من التباطؤ. كما سعى لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في العديد من بلدان القارة السمراء.
ويذكر أن الصين شيدت خط سكة حديد بين إثيوبيا وجيبوتي، سنة 2016، وأنشأت العديد من المشاريع في أفريقيا.
وكانت دولة جيبوتي أولى محطات الرئيس ماكرون، التي كان نيكولا ساركوزي آخر رئيس فرنسي يزورها قبل تسع سنوات. وقد منح الحليف الجيبوتي فرنسا قاعدة عسكرية بحرية وجوية ضخمة، يوجد فيها 1450 عسكرياً فرنسياً.
وتأتي زيارة الرئيس ماكرون لجيبوتي في وقت يشعر فيها نظام الرئيس إسماعيل عمر جيله، الموجود في السلطة منذ 1999، بعزلة إقليمية بعد حصول المصالحة الإرترية الإثيوبية، وبعد رفع حظر السلاح عن إرتيريا، التي تتهمها جيبوتي بمواصلة احتلال أراض لها، وبأزمة ثقة داخلية مع معارضة تريد رحيله.
وحققت الزيارة نتائج باهرة، بالنسبة للطرفين، حيث تم تنفيذ صفقات اقتصادية في قطاعي النقل والطاقة، إضافة إلى حضور الرئيس الفرنسي قمة الكوكب الواحد.
وكشف ماكرون، الذي يراهن على شراكة مع كينيا، عن التوقيع على صفقات بمبلغ ملياري يورو في كينيا، وقد حَظي كونسورتيوم "فانسي كونسينيون- سوجا- ساتوم- ميريديان" الفرنسي بنصيب الأسد من الصفقات الكينية وحصد 1.6 مليار يورو منها، حيث حصل الكونسورتيوم الفرنسي على عقد إنشاء طريق سيّار يربط العاصمة نيروبي ومدينة مو سوميت، في غربي البلاد. وهي كما شدد ماكرون، أول شراكة بين القطاعين الخاص والعام، لشركة فينسي في القارة الأفريقية.
كما من المتوقع أن تبدأ شركة فينسي في تشييد سد ريرو2، شمالي كينيا، وكانت الشركة قد فازت به في مناقصة أجريت في العام 2017.
وتقدر كلفة السد بحوالى 182 مليون يورو. كما وقعت مجموعة ترانسديف الفرنسية بروتوكولات اتفاق من أجل تجديد وتمديد خط سكة الحديد ما بين محطة نيروبي والمطار الدولي بكينيا، مطار جومو كينياتا. كما أن شركة ماتيير حصلت على عقد من أجل بناء 210 جسور في الطرق القروية الكينية.
وكانت الطاقة حاضرة أيضاً في الصفقات التي وقعتها الشركات الفرنسية، حيث فازت شركة فولتاليا الفرنسية بعقد تشييد محطتين للطاقة الشمسية بقيمة 70 مليون يورو. بينما تتواصل المفاوضات حول تشييد محطة شمسية من طرف شركة توتال.
كما سيتم إنشاء خط إمداد كهربائي عال بقيمة 101 مليون يورو، من قبل شركة "GE Grid Solution"، إضافة إلى إنشاء "مركَزَيْ تَمَيُّز من أجل التكوين المهني" من طرف شركتي شنايدر إلكتريك وأوربان سولار.
وتم الاتفاق على خارطة طريق حول "الاقتصاد الأزرق"، وبرنامج مراقبة وتدخل ساحلي وبحري، وقد فاز به كونسورتيوم يضم "أوسيان" وإيرباص هيلوكبتر وإيرباص دي سي، بقيمة 220 مليون يورو.
وينتظر أن يتم الإعلان عن صفقات إضافية، من طرف نيستلي ومصرف "بي إن بي باريبا" ودانون. ومن المتوقع أن تفوز فرنسا من هذه الزيارة بصفقات قيمتها 3 مليارات يورو.
ويظل المنافس الصيني حاضرا في أذهان الفرنسيين، وهو ما دفع الرئيس الفرنسي للاعتراف بأن "حضور فرنسا في المشاريع الاقتصادية والصناعية في كينيا ليس كبيراً"، إذ إن الصين هي الشريك التجاري الأول لهذا البلد الذي كان يقع تحت الاستعمار البريطاني.
وقد استفاد الرئيس ماكرون من الوضع الجديد في إثيوبيا، خاصة مع تولي آبي أحمد لمقاليد الحكم في هذا البلد، وأيضا سياسته التصالحية مع كل جيران بلده، حيث توجد في إثيوبيا سوق كبرى واعدة قوامها 100 مليون نسمة.
وتمخضت الزيارة، التي جاءت بعد زيارة شارل دوغول للبلد سنة 1966، عن اتفاقات إطارية في ما يخص المحافظة على التراث التاريخي للبلد وأيضا ترميمه، إضافة إلى اتفاقات في ميداني الأمن والدفاع.
وفي ما يخص الشق العسكري، اتفق الجانبان على تعزيز القوة البحرية لإثيوبيا. حيث إن استقلال إرتيريا، سنة 1993، حرم البلد من أي واجهة بحرية.
كما شارك ماكرون، اليوم الخميس، في "قمة الكوكب الواحد"، التي تصادف انعقادها مع وجوده في في نيروبي، حيث أعلن عن مشاركة فرنسية إضافية في "التحالف الدولي للطاقة الشمسية"، تصل إلى 500 مليون يورو.