استمع إلى الملخص
- التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سوق النفط: تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل، مما يزيد من مخاطر تعرض المنشآت النفطية للخطر ويؤثر على استقرار السوق.
- استراتيجية أوبك+ المستقبلية وتحديات السوق: تأجيل زيادة الإنتاج يعكس مرونة أوبك+، مع استمرار التخفيضات الطوعية حتى نهاية 2025، وسط تباطؤ نمو الطلب العالمي.
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، بعد أن قالت مجموعة أوبك+ أمس الأحد، إنها ستؤجل زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر/كانون الأول لمدة شهر بسبب ضعف الطلب وزيادة المعروض من خارج المجموعة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.14 دولار للبرميل أو 1.56% إلى 74.24 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01.21 بتوقيت غرينتش. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.14 دولار للبرميل أو 1.64% إلى 70.63 دولارا.
وكان من المقرر أن ترفع أوبك+ التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين، الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول بمقدار 180 ألف برميل يوميا. وهذا يعني أن المجموعة ستمدد خفضها البالغ 2.2 مليون برميل يوميا لمدة شهر آخر، بعد أن أرجأت بالفعل زيادة الإنتاج من أكتوبر/تشرين الأول بسبب انخفاض أسعار النفط وتراجع الطلب.
في الوقت نفسه صعّدت إيران لهجتها ضد إسرائيل حيث حذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في خطاب ألقاه يوم السبت من رد ساحق على الهجوم الإسرائيلي على إيران. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن طهران أبلغت حلفاءها أن الهجوم سيأتي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء المقبل، ولكن قبل تنصيب الرئيس الجديد في يناير/كانون الثاني المقبل ولن يقتصر على الصواريخ والطائرات بدون طيار، كما حدث في ضربتين سابقتين.
وقال المحللون في شركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس ومنهم هيلما كروفت وفقا لوكالة أسوشيتدبرس، إن "المخاوف من أن أوبك على وشك زيادة المعروض في السوق الهشة أثرت بشكل كبير على المعنويات.. وأي دورة مستمرة للضربات الانتقامية بين إسرائيل وإيران تزيد مخاطر وقوع المنشآت النفطية في مرمى النيران". وقال محللو بنك آي.إن.جي في مذكرة وفقا لوكالة رويترز، إن "التأجيل حتى يناير/كانون الثاني، لا يغير الأساسيات بشكل كبير لكنه قد يترك السوق مضطرة لإعادة التفكير في استراتيجية أوبك+". وجاء قرار تأجيل زيادة الإنتاج مخالفا لتوقعات البعض في السوق بأن أوبك+ ستمضي قدما في زيادة الإنتاج المقررة.
أوبك+ تؤجل زيادة الإنتاج بعد تراجع أسعار النفط
وقال المحللون إن "تأجيل زيادة الإنتاج يعني أن المجموعة ربما تكون أكثر استعدادا لدعم الأسعار مما يعتقد الكثيرون". وبالتالي، سيبدأ إلغاء التخفيضات الطوعية متأخراً ثلاثة أشهر، على الأقل عن الموعد المحدد خلال الاجتماع الوزاري الأخير في بداية يونيو/حزيران، حين أعلنت أوبك وحلفاؤها الرغبة في زيادة الإنتاج اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول، لكن المجموعة وفقا لوكالة فرانس برس، تركت مخرجا حينها، لافتة إلى أن هذا القرار قابل للمراجعة في أي وقت.
وقبل قرار تأجيل زيادة الإنتاج، كان من المنتظر أن يبدأ الأعضاء الثمانية في أوبك+ في التخلي تدريجيا عن تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا عن طريق زيادة الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول 2024 وعلى مدى شهور لاحقة خلال العام المقبل. وستظل تخفيضات أوبك+ المتبقية البالغة 3.66 ملايين برميل يوميا سارية حتى نهاية عام 2025، وهو ما تم الاتفاق عليه في يونيو/حزيران.
والأعضاء الثمانية الذين قاموا بتخفيضات طوعية إضافية هم، السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان. وتوجهت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية، إلى تشكيل تحالف أوبك + عام 2016 مع دول أخرى من بينها روسيا، للتعامل مع التحديات التي تفرضها المنافسة الأميركية. ويضم هذا التحالف 22 عضوا حاليا، يخفضون الإنتاج بنحو 6 ملايين برميل يوميا، سواء بناء على قرار اتُخذ على مستوى التحالف أو عبر قيود طوعية إضافية.
وقالت أوبك والسعودية مرارا إنهما لا تستهدفان سعرا معينا وتتخذان القرارات بناء على أساسيات السوق ومن أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب. ومن المقرر أن يجتمع وزراء أوبك+ في الأول من ديسمبر/كانون الأول لتحديد سياسة الإنتاج في 2025. وتراجع نمو الطلب العالمي على النفط منذ أشهر، على خلفية تباطؤ الاقتصاد في الصين، ثاني أكبر مستهلك في العالم والمحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على النفط، وفي الولايات المتحدة التي تترقب نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها غدا الثلاثاء.