عانى لويس فان غال في موسمه الأول من مشاكل عديدة في خانة الارتكاز، بسبب الغيابات الطويلة لمايكل كاريك بداعي الإصابة، مما أجبر المدرب على استخدام خيارات أخرى، كالشاب بليند الذي ترك مركز الظهير ليسد الفراغ الشاسع في المنطقة بين الدفاع والمنتصف، لذلك وضع المدراء في اليونايتد كامل تركيزهم على تدعيم هذا المكان.
الارتكاز المثالي
جاء الحل حاسماً وسريعاً هذا الصيف بعد التعاقد مع الثنائي الرائع، مورغان شنايدرلين من ساوثهامبتون، وباستيان شفاينشتايغر من بايرن ميونخ، شنايدرلين هو الارتكاز الدفاعي الحقيقي، نسخة قريبة من نيمانيا ماتيتش في تشيلسي، اللاعب الذي يتحرك بشكل شبه مستمر أمام رباعي الدفاع، يقطع الكرات ويكسر هجمات المنافسين، مع دعم هجومي لزملائه في المنتصف، مورغان يدافع في سبيل تقدم بقية لاعبي المنتصف إلى الثلث الهجومي الأخير.
رقمياً، يتفوق لاعب ساوثهامبتون السابق على معظم أقرانه في مركزه، يقوم الفرنسي بعمل 3.25 عرقلة مشروعة في المباراة الواحدة، مع افتكاك سليم للكرات يصل إلى 2.59. وبالتالي يقوم بدور مشابه لكوكلين آرسنال، لكن مع نجاعة هجومية أكبر، لأن شنايدرلين سجل أربعة أهداف، وصنع 20 فرصة خطيرة أمام المرمى، بالإضافة إلى دقة تمريراته أثناء البناء من الخلف. وافد يستطيع شغل المركز 4 في الملعب، أسفل دائرة المنتصف.
الخبرة حاضرة
"منذ اللحظة الأولى، لم أحب أن يستمر في اليسار من الملعب. حينما وصلت إلى بافاريا، جلست مع كل لاعب لأعرف مركزه، رأيه في الفريق، شخصيته، وزملاءه. قلت لباستين، يجب أن تلعب في الوسط. كان الفريق يلعب بثنائي ارتكاز وموللر كرقم 10، وضعته كلاعب ارتكاز صريح في الملعب، ليس هناك وفرة في اللاعبين الذين يجيدون اللعب في العمق والأطراف، هؤلاء يستطيعون التمركز في أكثر من مكان بالملعب.
يتحدث فان غال في حوار قديم مع "فيفا" عن تجربته السابقة مع لاعبه الجديد في مانشستر، حيث إنه سبق وقام بتدريبه مع بايرن ميونخ، وقتها حوّل الهولندي مركز الألماني من الجناح إلى العمق، ليتألق من خلاله ويصبح أحد أفضل نجوم الوسط في أوروبا خلال العقد الأخير. وتدور الأيام ويلتقي الثنائي من جديد في إنجلترا.
شفاينشتايغر هو لاعب الوسط الكامل، يستطيع اللعب كارتكاز مساند أو وسط هجومي صريح، مع قدرة مضاعفة على أداء الشق الدفاعي، بسبب تحركه المثالي على الصعيد العرضي. يعاني فقط من بطء في التحرك بسبب عامل السن، لكن هذا البطء يناسب أسلوب فان غال، والذي يعتمد على التدوير المستمر للكرة، وفي حالة تغلبه على شبح الإصابة الذي يلازمه منذ فترة، يستطيع بطل المونديال النجاح في الأولد ترافورد.
طريقة اللعب
أمام لويس فان غال أكثر من طريقة تسع الثنائي الجديد، من الممكن البدأ بخطة 4-1-4-1، بتواجد شنايدرلين كلاعب ارتكاز دفاعي، أمامه كل من شفاينشتايغر وهيريرا أو كاريك، وبسبب خلفية الألماني الطرفية، من الممكن وضعه كريشة مائلة على اليمين خلف لاعبي الهجوم، قطعة رئيسية في الطريقة التي تجمع بين الاختراق الطولي والعرضي أثناء السيطرة على الكرة.
من الوارد أيضاً اللعب بخطة 4-3-3، وقتها شفاينشتايغر هو شاغل المركز 6، بين لاعب المركز 4 شنايدرلين، ولاعب الوسط الثالث المتقدم للأمام، أندي هيريرا أو أنخيل دي ماريا، ومن الممكن وضع واين روني في هذه الخانة، إذا تعاقد الفريق مع مهاجم جديد. كذلك يستطيع الخال اللعب بثنائية المحور Double Pivot على خطى هاينكس 2013 مع بايرن، خافي مارتينيز وشفاينشتايغر قديماً، مورغان شنايدرلين وشفاينشتايغر هذا العام.
وفي حالة العودة إلى تشكيلة الجوهرة Diamond 4-4-2، فإن الفرنسي سيشغل أسفل المراكز في الدائرة، أمامه صانع اللعب المتقدم، وبين الثنائي يتحرك كل من شفاينشتايغر ولاعب آخر، في توظيف قريب من مركز الريشة بين العمق والجناح، على خطى بول بوغبا في يوفنتوس.
ماذا بعد؟
بعد قدوم هذا الثنائي المميز، رفقة الإيطالي دراميان، تبقى مراكز قليلة تحتاج للدعم في تشكيلة الشياطين الحمر، على رأسها بكل تأكيد مركز المدافع الصريح. ومع نسيان الألماني مات هوملس، فإن كل الأعين تتجه إلى الأرجنتيني أوتاميندي، المدافع القوي الشجاع في الخط الخلفي الأخير.
لكن هل يحتاج البطل الأسبق إلى لاعب آخر بخلاف أوتاميندي؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال، يجب تحديد مستقبل أنخيل دي ماريا داخل عقل المدرب الهولندي، فبعد قدوم أكثر من لاعب في الوسط، واستقدام ممفيس ديباي من أيندهوفن، مع تألق كل من خوان ماتا، أندي هيريرا خلال الموسم الماضي، صار مكان الريشة اللاتينية مهددا بالمستقبل القريب، خصوصاً مع الاهتمام المضاعف من قبل باريس سان جيرمان، النادي العاصمي الذي يريد أنخيل بكل الطرق.
لذلك في حالة رحيل اللاعب، فإن اليونايتد يحتاج إلى مهاجم قوي، سريع، قناص، ومتحرك، مع وضع واين روني في مركز الجوكر بين الهجوم والجناح. أما في حالة استمرار دي ماريا، فإن الفتى الذهبي الإنجليزي سيكون أقرب لدور المهاجم الصريح، بسبب وجود أكثر من نجم في خانات الجناح وصناعة اللعب، ومع هذه الحالة، سيفكر الخال في مهاجم عجوز أو خبير، كبديل استراتيجي في اللحظات الصعبة، كما فعل مورينيو مع دروغبا سابقاً.