طبعاً، لا تتخذ كلمة "الأندلس" المعنى نفسه بين ضفتي المتوسّط، تحديداً بين إسبانيا والمغرب. هي هناك منطقة جغرافية، أما هنا فتمثل زمناً مشحوناً بالمشاعر والتواريخ.
الفنان التشكيلي الإسباني مانويل كاستييرو (1976)، ابن منطقة الأندلس في جنوب إسبانيا. هذا الارتباط الجغرافي بالأندلس أخذ يحوّله إلى هاجس فني، يتتبع أثره في بلاده، حيث هو أثر معماري بالأساس كما يتوسّع به هذا البحث باتجاه الضفة الجنوبية، حيث يتجاوز أثره المعمار إلى الذاكرات والتمثلات النفسية.
لعلنا نجد في المعرض الذي يقيمه كاستييرو حالياً في طنجة شيئاً من هذا البحث عن "الهوية" في مرآة الآخر. المعرض الذي تحتضنه قاعة "ميدينا آرت" منذ 18 من الشهر الجاري ويستمر حتى الثامن من نيسان/ إبريل المقبل.
في هذا المعرض، يعرّف المشرفون على القاعة كاستييرو بـ "الأندلسي" وهي إشارة تدل الزائر في غياب عنوان للمعرض، إشارة تؤكدها اللوحات المعروضة حيث يصوّر الفنان الإسباني ما يجد أنه يتشابه مع ما عهده من صور الأندلس الإسبانية. وكأنه يطرح سؤالاً: أيهما الأصل؟ فما هو أندلسي هناك، ليس سوى صناعة من هم اليوم عرب في المغرب والجزائر وتونس. ومن جهة أخرى، ما هو أندلسي هنا ليس سوى عملية تشبّث بأسلوب رسّخه أجدادهم في أرض أخرى.
كاسييرو من الأسماء التشكيلية الإسبانية الشابة التي دخلت المشهد الفني مع بداية الألفية الجارية. وقد عُرف لسنوات بحفره الفني في المعمار، من خلال مجموعة معارض اهتم فيها بإبراز الجذور الفنية لمعالم شهيرة في المدن الإسبانية؛ جذور قوطية ورومانية وسلتية، وطبعاً عربية.
اقرأ أيضاً: بينتورا 9×2: إسبانيا المغربية