27 سبتمبر 2018
ما بعد داعش
كل النقاش يدور حول: ما بعد داعش، حيث يظهر أنها انتهت، ويُطرح بالتالي ما يمكن أن يكون ترتيباً تالياً لذلك. حيث أن الصورة التي تعمّمت تتأسس على أن حرباً "ضروساً" قد خيضت ضد هذا التنظيم "الخطير"، وأنها قد حُسمت بعد معارك "جبّارة"، بالتالي يجري استشراف ما يمكن أن يتحقّق ما بعد داعش، أو ما يجب ترتيبه بعد "هزيمة" داعش.
فقد جرى تصوير داعش تنظيماً خطيراً ومتفوّقاً، ويحظى بقدرات "خارقة". لهذا كان بحاجة لتدخل التحالف الغربي الذي يضم 63 دولة، وكذلك روسيا وإيران وكل حشودهما. وجرى زجّ عشرات آلاف الجنود والمرتزقة للحرب ضده، وكذلك استخدام كل أصناف الأسلحة، من أجل هزيمة هذا التنظيم. ودُفعت مئات مليارات الدولارات من دول متعددة، وأيضاً جرى قتل عشرات آلاف المواطنين في سورية والعراق، وتدمير مدن عديدة، وتهجير ملايين العراقيين والسوريين. وامتدت الحرب سنوات ثلاث وأشهراً، بجهد دول عظمى. حرب ربما لم تحظَ الحرب العالمية الأولى، أو الثانية، بمثلها من حيث التضخيم الإعلامي، والتخويف من أخطار هذا التنظيم الذي ظهر، في النهاية، هزيلاً عاجزاً عن الدفاع عن دولته "العظمى"، وعن حماية مواقعه، وتلاشى بشكل لافت، بعد أن سحبت كل دولة "عناصرها"، لكن أصلاً بعد أن تقرّرت نهاية "الفيلم".
على الرغم من ذلك كله، يدور النقاش "الجدي" عن مرحلة ما بعد داعش، حيث يجري البحث في ما يجب أن يتحقق بعد "هزيمة داعش". ويصطخب النقاش بشأن الوضع، كما يجب أن يكون، بعد أن جرت هزيمة التنظيم. ويُبذل جهد كبير لتحديد ماهية الوضع الذي سيلي ذلك. وربما يكون السؤال بشأن ما بعد داعش أكثر الأسئلة سذاجة، وأعظمها مثاراً للسخرية. بالضبط لأنه ينطلق من أن "الحرب ضد داعش" كانت حقيقية، وأنها حُسمت بهزيمة التنظيم، بالتالي يكون السؤال التالي هو: ما هو الوضع الممكن بعد ذلك؟ ولا شك في أن هذا السؤال مسخرة، بالضبط لأن "الحرب ضد داعش" كانت الغطاء فقط لترتيب أوضاع المنطقة، بمعنى أنه تحت عنوان الحرب ضد داعش كان يجري ترتيب وضع كل من العراق وسورية، وحين تنتهي الحرب ضد هذا التنظيم يكون الترتيب قد أُنجز، وأن الوضع قد بات "تحت السيطرة". لهذا ينتفي السؤال الذي يُطرح بشأن ما بعد داعش، لأنه نافل، وربما يُطرح من أجل تضييع النقاش، والتمويه على ما تمّ تحقيقه خلال "الحرب ضد داعش". فقد كان إعلان هذه "الحرب" يفرض تعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق، وإعادة بناء الجيش تحت سيطرة أميركية، وذلك كله من أجل فرض السياسة الأميركية في العراق، التي تقوم على فرض وجود عسكري أميركي، جرى التخلي عنه بقرار "متسرّع" من باراك أوباما، حيث أن العراق جزء من مناطق الهيمنة الأميركية، كونه بلداً نفطياً، لا يجوز التخلي عنه، ولقد خيضت حرب سنتي 1991 و2003 من أجل ذلك. وبالتالي، سيكون هذا الوجود العسكري، و"مسك" الجيش مدخلاً للسيطرة على النظام السياسي، ليجري إبعاد سيطرة إيران التي تحققت بُعيد الانسحاب الأميركي. وفي سورية، جرى التشويش على الثورة وإضعافها، ومن ثم، على ضوء التفاهم الأميركي الروسي، يجري ترتيب الوضع بما يفرض الهيمنة الروسية، وقد تحقق ذلك، ربما بشكل أفضل مما حققته أميركا في العراق، حيث باتت دولة مسيطرة بوثيقة احتلال رسمية موقعة من النظام ذاته.
بهذا، يمكن القول إن "الحرب ضد داعش" كانت الغطاء لتقاسم السيطرة والاحتلال بين كل من أميركا وروسيا، وحين تحقق التفاهم على ذلك بين الدولتين، ومع الدول الإقليمية، انتهت الحرب ضد داعش، وأصبح من الضروري إعلان الانتصار عليها، فقد أدت دورها، وحقق مشغّلوها ما أرادوا، بالتالي يجب إعلان نهايتها، ورفع راية الانتصار.
إذن، مرحلة ما بعد داعش، ستظهر فقط ما جرى ترتيبه خلال "الحرب ضد داعش".
فقد جرى تصوير داعش تنظيماً خطيراً ومتفوّقاً، ويحظى بقدرات "خارقة". لهذا كان بحاجة لتدخل التحالف الغربي الذي يضم 63 دولة، وكذلك روسيا وإيران وكل حشودهما. وجرى زجّ عشرات آلاف الجنود والمرتزقة للحرب ضده، وكذلك استخدام كل أصناف الأسلحة، من أجل هزيمة هذا التنظيم. ودُفعت مئات مليارات الدولارات من دول متعددة، وأيضاً جرى قتل عشرات آلاف المواطنين في سورية والعراق، وتدمير مدن عديدة، وتهجير ملايين العراقيين والسوريين. وامتدت الحرب سنوات ثلاث وأشهراً، بجهد دول عظمى. حرب ربما لم تحظَ الحرب العالمية الأولى، أو الثانية، بمثلها من حيث التضخيم الإعلامي، والتخويف من أخطار هذا التنظيم الذي ظهر، في النهاية، هزيلاً عاجزاً عن الدفاع عن دولته "العظمى"، وعن حماية مواقعه، وتلاشى بشكل لافت، بعد أن سحبت كل دولة "عناصرها"، لكن أصلاً بعد أن تقرّرت نهاية "الفيلم".
على الرغم من ذلك كله، يدور النقاش "الجدي" عن مرحلة ما بعد داعش، حيث يجري البحث في ما يجب أن يتحقق بعد "هزيمة داعش". ويصطخب النقاش بشأن الوضع، كما يجب أن يكون، بعد أن جرت هزيمة التنظيم. ويُبذل جهد كبير لتحديد ماهية الوضع الذي سيلي ذلك. وربما يكون السؤال بشأن ما بعد داعش أكثر الأسئلة سذاجة، وأعظمها مثاراً للسخرية. بالضبط لأنه ينطلق من أن "الحرب ضد داعش" كانت حقيقية، وأنها حُسمت بهزيمة التنظيم، بالتالي يكون السؤال التالي هو: ما هو الوضع الممكن بعد ذلك؟ ولا شك في أن هذا السؤال مسخرة، بالضبط لأن "الحرب ضد داعش" كانت الغطاء فقط لترتيب أوضاع المنطقة، بمعنى أنه تحت عنوان الحرب ضد داعش كان يجري ترتيب وضع كل من العراق وسورية، وحين تنتهي الحرب ضد هذا التنظيم يكون الترتيب قد أُنجز، وأن الوضع قد بات "تحت السيطرة". لهذا ينتفي السؤال الذي يُطرح بشأن ما بعد داعش، لأنه نافل، وربما يُطرح من أجل تضييع النقاش، والتمويه على ما تمّ تحقيقه خلال "الحرب ضد داعش". فقد كان إعلان هذه "الحرب" يفرض تعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق، وإعادة بناء الجيش تحت سيطرة أميركية، وذلك كله من أجل فرض السياسة الأميركية في العراق، التي تقوم على فرض وجود عسكري أميركي، جرى التخلي عنه بقرار "متسرّع" من باراك أوباما، حيث أن العراق جزء من مناطق الهيمنة الأميركية، كونه بلداً نفطياً، لا يجوز التخلي عنه، ولقد خيضت حرب سنتي 1991 و2003 من أجل ذلك. وبالتالي، سيكون هذا الوجود العسكري، و"مسك" الجيش مدخلاً للسيطرة على النظام السياسي، ليجري إبعاد سيطرة إيران التي تحققت بُعيد الانسحاب الأميركي. وفي سورية، جرى التشويش على الثورة وإضعافها، ومن ثم، على ضوء التفاهم الأميركي الروسي، يجري ترتيب الوضع بما يفرض الهيمنة الروسية، وقد تحقق ذلك، ربما بشكل أفضل مما حققته أميركا في العراق، حيث باتت دولة مسيطرة بوثيقة احتلال رسمية موقعة من النظام ذاته.
بهذا، يمكن القول إن "الحرب ضد داعش" كانت الغطاء لتقاسم السيطرة والاحتلال بين كل من أميركا وروسيا، وحين تحقق التفاهم على ذلك بين الدولتين، ومع الدول الإقليمية، انتهت الحرب ضد داعش، وأصبح من الضروري إعلان الانتصار عليها، فقد أدت دورها، وحقق مشغّلوها ما أرادوا، بالتالي يجب إعلان نهايتها، ورفع راية الانتصار.
إذن، مرحلة ما بعد داعش، ستظهر فقط ما جرى ترتيبه خلال "الحرب ضد داعش".