نريد الموسيقى
يا قصباً
في أعلى الشجرةْ
ما لكَ تصمتْ؟
الراعي
يسألك الوصلْ
الخرفانْ
تسألك النجوَى
الفراشاتْ
تعشقُ إنشادكَ
جاءتْ إلى البستانْ
في أزهَى فستانْ
الغابةُ عن آخرها
حضرتْ
وفي صحبتها الأشجارْ
حتى الغزلانْ
قدمتْ
تخطر في مَشيتها مثلكْ
يا قصباً
نحن في العرسْ
نريد الموسيقى
حتى تضحك وردتُنا
ويغني العصفورُ
ويكتملَ العرسْ
لم لا تُصغي؟
نحن أحبابكَ
نسكنُ
تحت الشجرة.
■ ■ ■
أمجد ناصر
رأيتكَ
ذاتَ اختلال المكانِ
الزمانِ
وأنتَ قريبٌ من القبرِ
في قاسيونْ
تسألُ دون كلامْ
مَن كتبَ الوارداتِ
وهو يطوفُ
عنِ العشق والروحْ
هل هما واحدٌ
أم عديدْ؟
فأفشَى لك الترجمانْ
ما خطَّهُ في الذخائرِ
حتى فهمتَ
الذي ليس يُفهمْ
وها أنت
ذات اختلال المكانِ
الزمان
تسأل ثانيةً
بصوت خفيضٍ
وفي قلقٍ
عن الوارداتِ عليكْ
وها نحنُ
ننتظرُ الوارداتِ
بشوقٍ
عليكْ.
■ ■ ■
حكاياتْ
في رأس النهرِ
حكاياتٌ
لا يذكرها
وأخرى
يذكرها
أحلمُ
أن يحكيَ لي واحدةً
من حكاياتٍ
لا يذكرها
فأعودَ كما كنتُ
إلى رحِمي
سمكةْ
■ ■ ■
سانحة
(إلى يوسف الحداد)
لوحة في الجدار
هبطتْ عصفورةٌ
مِنها
نزلتْ فوقَ الرأسِ
تبحثُ فيه عنِ القوتِ
والماءْ
لم تعثرْ على أثرٍ
الرأسُ قفرٌ
لم تجدْ فيهِ غيرَ الحجارةِ
والريحْ
قالتْ:
خطأ جئتُ إلى القفر
وما كان لي أن أجيءْ
ثم بعدئذٍ
نزلتْ فوق كفي
بحثتْ في مفاصلها
وجدتْ في الأخير
ما تشتهيه
من القُوتِ والسلسبيلْ
وجدت شجراً وجداولَ
قالت هنا
سوف أمكثُ دهراً
غرست عشّاً
في إحدى الشجراتِ الخمسةْ
فيها سوف تقطفُ ما شاءتْ
فيها سوف تقرأ ترتيل النايْ
فيها ستصلي في الصبحْ
فيها ستقيم العرسَ
إذا جاء الخاطبُ
من بلد اللوحة
فيها سوف تُفرخُ
طفلاتٍ أجمل منها
وعلى الله التدبيرْ
* شاعر من المغرب