ويعاني السودانيون من أزمة حادة في المواصلات العامة، زادت خلال اليومين الماضيين بسبب نقص البنزين، حيث شهدت محطات الوقود تكدس السيارات، وأدت إلى تراجع أعداد المركبات التي تقلّ العمال والمواطنين إلى وجهاتهم.
ووفق تقرير حكومي صدر مؤخراً، فإن العاصمة الخرطوم وحدها توجد بها نحو "700" ألف سيارة.
ويقول أصحاب هذه المبادرة في تصريحات لـ "العربي الجديد" إنها نبعت من المعاناة التي عاشوها مع المواصلات في فترات سابقة، إذ يقضون الساعات الطوال في انتظارها، وبعضهم يضطر لقطع مسافات طويلة راجلاً.
وقالوا إنهم اختاروا اسم "حوصلك في شارعي" لرفع الحرج عن المواطنين في طلب المساعدة من أصحاب المركبات، إذ يحرص المبادرون المؤيدون للفكرة على وضع "الإعلان" في مكان بارز بالزجاج الأمامي أو الخلفي لسياراتهم.
ويقول دفع الله إبراهيم، أحد منظمي هذه المبادرة لـ"العربي الجديد" إن الهدف من ورائها هو تخفيف معاناة السودانيين، ومساعدتهم في حل أزمة المواصلات وإن بشكل جزئي"، ويضيف "أن المبادرة وجدت استجابة عالية من خلال الإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتوزيع المنشورات في الطرقات العامة والرئيسية".
وأشار إلى طباعة وتوزيع نحو ألفي منشور وإلصاقها بالمركبات العامة، فضلا عن تمدد الفكرة في ثلاث مدن سودانية، وزاد موضحاً "لم نجد أي رفض حتى الآن".
وقرر مصعب إدريس، طالب جامعي، استثمار فرصة إجازته الجامعية بالعمل ضمن المبادرة وتخصيص سيارته لنقل المواطنين، ويقول لـ"العربي الجديد" إنه اقتنع جدا بفكرة المبادرة، خاصة أنه عندما كان يستصحب معه كبار السن يحكون له قصصا عن أيام مضت، مثلت فيها قيم التضامن شيمة بارزة بين السودانيين، وأضاف "لذا جاءت استجابتي للمبادرة فورية حتى أساعد الناس على قدر المستطاع، بحثا عن الأجر وتخفيفا من وطأة وسائل النقل".
ويشتكي المواطنون من أزمة المواصلات التي يقضي بعضهم في انتظارها أربع ساعات، كما تتكدس المواقف بالناس، ويتزاحم بعضهم عند أبواب المركبات العامة على قلتها، خاصة في فترة الظهيرة والمساء، كما يعمد بعض أصحاب المركبات لزيادة التعرفة 100 في المائة، خلال الفترة المسائية باستغلال حاجة الناس.
وحاولت حكومة ولاية الخرطوم حل مشكلة المواصلات باستيراد عدد من الحافلات، لكنها قطعا لم تسهم في حل الأزمة، ويرى بدر حامد "موظف" أن أزمة المواصلات باتت لا تحتمل، فالأوقات التي يقضيها في انتظار المواصلات أكثر من التي يقضيها في مقر عمله، لكنه أبدى تفاؤلا بشأن هذه المبادرة.
أما محمد إبراهيم فيؤكد أن أصحاب المركبات الخاصة، لن يخسروا شيئا إذا نقلوا معهم المواطنين في طريقهم، لا سيما في رمضان ومع ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 50 درجة مئوية، ما من شأنه تخفيف عبء الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة.